المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةمقالات

الإسراف في المديح نتائجه أليمة

 

بقلم: احمد هاني القحص

من الخطأ أن تُسرف في الإكثار من المديح والتمجيد والتبجيل في أي شخصٍ كان، وأنت لم تتذوق حلاوة نفعه وطيبه معك، لأن النتائج بلا شك ستكون أليمة، ووقعها مرير، وصدمتها قاسية على نفسك وقلبك، فالمديح خطه واضح، ومنهجه يُدرّس في مجالس النشاما والأجاويد.

فالمديح لا يستحقه إلا الذي يتعب عليه، من خلال فزعته وشهامته، وتسجيل موقفٍ في ساعة الشدة والضيق، أما في غير هذه المواضع فسيصبح المديح من باب ” التطبيل ” لا أكثر، علما بأن الامور مكشوفة للعيان، والناس تعرف الغث من السمين، وتعي جيدا من يستحق ومن لا يستحق.

فالدنيا أشبه من ميدان السباق، والبشر فيها خيولٌ تتسابق، ولن يصل لها إلا صاحب النفس الطويل، والهمة العالية، والعزيمة والإرادة، ومن سيصل هو من يستحق أن تشيد به وتمدحه، نظرا للجسارة والقوة التي يمتلكها حتى وصل لمراده.

فهكذا الثناء والمديح لا يستحقه الا الذي يصل إليه، ” من خلال طيب فعله وبصمة الجلية لدى الآخرين “، أما من يتحدث كثيرا بلا فعل ولا أثر ولا طيب مع الآخرين، فهذا بكل تأكيد ” عايش في وهم “، لان القانون البشري والمتعارف عليه، أن من يُقدم للناس جميلا سيلقى بكل تأكيد محبتهم له والثناء عليه.

فرسالتي لكل من يمدح شخصا غير مستفيدٍ له، بأن لا يُسرف في ذلك المديح، لان نتائج ذلك ستكون أليمة وقاسية، وسيعيش صدمتها لفترة ليست بالطويلة، لذلك عليك أن تكون معتدلا في مدحك، وتعطي كل ذي حقٍ حقه، فأنت بالنهاية ليس مجبورا على مدح من لا يستحق المديح .. والله الهادي لسواء السبيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى