المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

حديث مع الضمير..!

 

• بقلم : علاء الدماصي

قال: أحب ثلاث: اطعام الطعام – وإفشاء السلام – والصلاة باليل والناس نيام. وانت يا علي؟

هناك شيء معنوي محسوس يلمس القلب وتزداد قوته وصلابته كلما تصالح العقل مع القلب ، نتذكر الضمير فى كثير من أحاديث الرسول والصحابه ومثالاً ، حينما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم وسألهم مبتدأ بسيدنا ابي بكر: ماذا تحب من الدنيا؟ فقال ابي بكر (رضي الله عنه) أحب من الدنيا ثلاث: الجلوس بين يديك – والنظر اليك – وانفاق مالي عليك. وانت ياعمر؟ قال: احب ثلاث: أمر بالمعروف ولو كان سراً – ونهي عن المنكر لو كان جهرا – وقول الحق ولو كان امرا.
وانت يا عثمان؟
قال: أحب ثلاث: اطعام الطعام – وإفشاء السلام – والصلاة باليل والناس نيام. وانت يا علي؟ قال احب ثلاث: اكرام الضيف – الصوم بالصيف – وضرب العدو بالسيف.
وحينما نحلل كلام الصحابة وبالتحديد كلام الفارق رضى الله عنه ، حينما قال أحب قول الحق ولوكان مراً ، ونتأمل قوله : ( لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها : لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر ) ، نجد فى تلك الكلمات أسمى معاني لقيم الضمير الإنساني .
الضمير هو كما يؤكد المفكر والأديب الفرنسي فيكتور هوغو ، هو حضور الله في الإنسان ، فكلما تذكرت الله فى أعمالك وأقوالك ، كلما نمى هذا الجهاز الراقبى داخلك ، أصحبت أكثر إيمانياً وأكثر إنسانية وأكثر صلابه .
دعني عزيزي القاريء ، أوضح لك لماذا شغلتني مسألة الضمير الإنساني ؟ ، والتى سأفرغ لها سلسة مقالات ، بعد أن استللت قلمي من غمده .
أن غياب الضمير عن معاملات البشر كغياب الضوء عن كشفات الظلام ، فمثلاً للتوضيح حينما أضحى الكذب والتسويف لغة كثير من المسؤولين مما أدى إلى تقلص نسبة الظهير الشعبى للعديد العديد من الحكومات والنظم ، وأصبح مبدأ التشكيك والتربص مادة فعالة تتحول إلى لهب يحرق أي سبيل للتقدم والإستقرار حينما يختلط بتصريحات مسؤول ما كان أو وزير او …الخ.
عزيزي القاريء ، أن الأمر تحول إلى أن غياب الضمير عن بعض من يحلمون لقب علماء الدين ، وبعض من يحلمون لقب التربويين ، وهم بمثابه ” دماء الأمم ” ، مهد السبيل لتربة الجهل والضلال أن تنبت أفكار مسمومة تغذى طيور الظلام ، والإرهابيين ، والعملاء والخونة ، الذين إنجرفوا إلى طريق الضلال نازعين عقولهم ، بعد أن فقد ” طريق الحق ” قوته فى غياب الضمير فى المعاملات والثقافة والقدوة الحسنه .
وتأكيداً لكلامي هذا ، أستشهد بقول المفكر والعالم الجليل الدكتور مصطفى محمود : إن كل ما بالعالم من كوارث وأزمات ومحن وحروب ومجاعات ينبع من أصل واحد وهو أزمة الضمير الإنساني وما أصابه .
إذا فلابد من وقفة كأفرد لإعادة إحياء الضمير الإنساني فى مجتمعنا ومعاملاتنا ، كالصدق وعدم شهادة الزور ، وعدم اتباع الأهواء فى القرارات كمسؤولين ، وغرس قديم العدالة الإجتماعية كحكومات ، كل ذاك وذاك ، ركائز لبناء دولة الضمير داخل دولة الأمم والشعوب .
وحينما نبدأ بالحديث عن حلول لذلك على المستوى الفردي ، فعلى كل فرد أن بفرغ لنفسة مساحة من الوقت يحدث فيها ضميره : فعلت ذاك …وذاك …ذاك ، فإن وجد ما يفعله مع غيره يتفق مع مايريد أن يفعله الغير معه ، او ينسجم مع عقله متصلا بقلبه ، فذاك يعاني أنه متصالح مع ضميره ومع ذاته ، أما عن مايناقض ذلك ، فيعنى أن الضمير يحتاج إلى أعادة إحياء ، وآسف أن أقول لك ياعزيزي : أن نفسك ضعيفه تحتاج الى أن تتصالح معها …فمن منا شعر فى يوم ما بأنه تحدث مع ضميره ؟!!!
ثمرات الفكر :
الضمير هو نقطه الإلتقاء بين القلب والعقل ، فاذا أردت أن تحيى ضميرك ،فعليك أن تصالح قلبك على عقلك !
وللأفكار ثمرات مادام فى العقل كلمات وفى القلب نبضات ..مادام فى العمر لحظات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى