المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

رسالة الى السيد مرتضى القزويني وإلى غيره من الذين يجهلون حقيقة الصابئة المندائيين  

غير معذور في هذا الزمن أكثر من ذي قبل مَن يصدر أحكامه جزافاً دون تثبت ودون تمعن لكي لا تكون هذه الأحكام خاطئة وغير منصفة وتتسبب بجرح الآخرين..
الصابئة المندائيون لا يعبدون الشمس أو الكواكب وهم غير مشركين بالله الواحد الأحد بل بالعكس يُكَفّرون مَن يقول بهذا القول من “صابئة حران” الذين لا وجود لهم في العراق كما أتصور.
الصابئة المندائية ديانة قديمة جداً ورد ذكرها في كتاب الله القرآن الكريم مرتين وهم يقولون انهم اتباع النبي يحيى عليه السلام “يوحنا المعمدان” ويرونه “ع” نبياً وليس رباً ولهم رأي مختلف في مصير هذا النبي الذي تشرف بالنبوة صبياً، فهم يقولون بحياته “ع” وإنه سيخرج في آخر الزمان على رأي منهم وإنه لم يُذبح وينتقل إلى الرفيق الأعلى..
المندائيون موحدون يرون إن الله واحدٌ أحدٌ فردٌ صمد، ولا يشركون بربهم رباً آخر، يؤمنون بالطهارة إيماناً كبيراً ولعل من معاني الإطلاقات التي يطلقونها على أنفسهم “المغتسلة”، لذلك بنوا معابدهم “المندى” على ضفاف الأنهار..
الديانة المندائية تؤمن بالعدل والسلام ولم يُعرف عنهم العنف في جميع مراحلهم وأدوارهم منذ القدم، وهم الآن بقية قليلة في العراق وتحديداً في مدننا الجنوبية في البصرة والناصرية والعمارة فهم نكهة جنوبية خالصة، عاشوا في مدن وقرى الجنوب بين اهلهم بسلام ومحبة تسموا بنفس الأسماء وحصل في حالات نادرة تصاهر بينهم وبين اخوتهم المسلمين..
من بين الشخصيات المندائية التي لم تحظ بالشهرة والإهتمام المناسبين “صنيچر” الحكيم الذي نظم أُرجوزة بالشعر الشعبي يتحدث فيها عن بعض الحوادث التي ستقع في آخر الزمان داعياً “الداي” لإتباع مصلح يخرج في آخر الزمان يملأ الدنيا قسطاً وعدلا بعد أن تُملأ ظلماً وجورا، والقصيدة موجودة على صفحات الأنترنيت وهي قصيدة مزجت فيها كلمات آرامية بكلمات ملهجة شعبية صيغت بطريقة شبه طلسمية يحتاج فهمها كاملاً شرح وبيان معاني هذه الكلمات..
لدي معلومات تفصيلة عن هذه الديانة و ما كُتب عنها من قبل مستشرقين وأبرزهم “الليدي دراور” وكتابات من قبل فقهاء مسلمين بحثوا في موضوع هذه الديانة مثبتين أنها ديانة توحيدية، انا منشغل عن هذه المصادر لظروف خاصة في هذا الوقت، وقد حاولت أن استرجع ما في ذاكرتي من معلومات رداً على ما ذكره السيد القزويني من على منبر شريف لا ينبغي أن يكون غير مُحَقّق وغير ثابت بدليل ويتسبب في إهانة قاسية لا نقبل بها ونشجبها لديانة الصابئة المندائيين أو أي ديانة أو جماعة بغير وجه حق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى