المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

ثقافة العلاقات الاجتماعية.. بقلم: حمد بدر الأذينة

في السنوات الأخيرة لوحظ تغير نفوس البشر وطباعهم وتعاملهم مع بعضهم البعض، وأصبح واجبا العمل على نشر ثقافة «كيف تتعامل مع الناس»، نعم هي طباع البشر، ولو كان الناس سواسية في الطباع لما كان هناك الصالح والطالح، ولكن هذا لا يعني أننا لا نسعى إلى تربية النفس وترويضها بالشكل الصحيح وإلا انجرفنا إلى منحدر اجتماعي سيخلف للأجيال القادمة فكرا لم يسبق لنا معرفته وسيصبح دخيلا على حياتنا الاجتماعية مما سيؤثر بشكل سلبي على عاداتنا وتقاليدنا التي استمرت منذ الأزل، إن الثقافة التي أود أن أسلط عليها أحرف مقالي هذا هي ثقافة التفرقة بين علاقة جوانب الأمور في مجتمعنا وجانب العلاقة الشخصية، فعلى سبيل المثال حينما تختلف مع شخص في حدود عمل أو فكرة أو حتى رأي، هذا لا يعني أن يصل الاختلاف إلى خلاف، وهنا يكمن التغير السلبي على المجتمع.

إن عملية تهذيب النفس ووضع قيمة لها وترسيخ مبدأ احترام الغير هي الركيزة الأولى المطلوبة لتعلم هذه الثقافة، ليس من المعقول أن تختلف مع شخص في حدود مسألة معينة سواء في الجانب الوظيفي بالعمل أو اختلاف بوجهة نظر ويكون هذا الاختلاف هو نهاية العلاقة بين الطرفين، لا بل قد تكون بداية حرب هي أتفه من أن تحمل هذه الصفة والاسم، لذلك نحن نحتاج إلى توعية النفس والمجتمع ولا ندعي الكمال فإن الكمال لله وحده، ولا أملي بمقالي هذا على الغير، بل أبدأ بنفسي ثم بغيري، إن حضارة المجتمعات ليست مبنية على تخصص في علم اللغات أو علم الفلسفة وغيرها من العلوم، فإن افتقدت هذه المجتمعات لعنصر تهذيب النفس وترسيخ مبدأ احترام الغير وعدم خلط الأمور، فلن تكون هنالك جدوى من أنواع العلوم، ولن يكون هنالك فرق بين العصر الحديث والعصور الوسطى الأوروبية التي كانت العلاقات الاجتماعية قائمة بين المجتمع على الجهل وتجاوز حدود الأدب.

وهنا نرجع إلى أساس العلوم الدنيوية التي استمدت ركائزها من الدين الإسلامي، وما جاء به القرآن والسنة النبوية إضافة إلى سيرة الصحابة والخلفاء الراشدين التي كان لها بالغ الأثر في التربية وأساس التعامل بين المجتمعات، وختاما لنرتقي بتعاملنا ولنحسن الظن، فالأجيال تستمد تعاملها الاجتماعي من جيلنا، ولنترك أثرا إيجابيا في الدنيا قبل الزوال.

حمد بدر الأذينة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى