المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

محطات تأريخية

أين كان بوش وماذا كان رد فعله بعد علمه باعتداءات 11 سبتمبر؟

للمرة الأولى منذ أحداث 11 سبتمبر، تظهر على الساحة ملاحظات مكتوبة بخط اليد حول رد فعل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عندما علم بوقوع هجمات 11 سبتمبر.

وبمناسبة الذكرى السنوية الـ15 للأحداث، كشف آري فلايشر، السكرتير الصحفي الأسبق للبيت الأبيض في عهد بوش، عن الملاحظات التي دونها هو بخط يده -والمكونة من 6 صفحات- حول ردة فعل بوش ومن حول الأحداث الجارية آنذاك بحسب تقرير نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية.

الرغبة في الانتقام

كشفت تلك الملاحظات عن أنه، وفي خضم حالة الارتباك التي حدثت حينها، كان رد فعل بوش الفوري هو الرغبة في الانتقام من هؤلاء الإرهابيين، إذ تواصل بوش هاتفياً مع نائبه ديك تشيني من على متن الطائرة الرئاسية وقال له “سوف نلاحق هؤلاء السفلة، نحن الآن في حالة حرب”.

وبعد أن أنهى حديثه مع نائبه وأغلق الهاتف، توجه بوش إلى مساعديه وقال لهم “عندما نعثر على الأشخاص الضالعين في هذه الأحداث، فلن أروق لهم كرئيس. يجب على شخص ما أن يدفع ثمن ما حدث”.

كما أخبر الرئيس الأميركي أيضاً مساعديه الذين كانوا معه على متن الطائرة، أنه لا يطيق الانتظار حتى يعلم هوية الفاعل. وأضاف “الأمر قد يستغرق بعض الوقت. ولكن، عندما نعثر عليهم، لن تأخذنا بهم أية شفقة أو رحمة”.

وبعد مرور 9 أيام، أعلن بوش “الحرب على الإرهاب”، وقد تحدث في جلسة مشتركة للكونغرس والشعب الأميركي قائلاً “إن حربنا على الإرهاب ستبدأ بضرب تنظيم القاعدة، ولكنها لن تنتهي هناك. لن تنتهي هذه الحرب حتى نعثر على كل الجماعات الإرهابية التي تمتد أذرعها في أنحاء العالم، ونوقفها ونهزمها”.

لاحقاً، انتقد الكثيرون فكرة إعلان الحرب. ولكن المزاج العام في أعقاب الهجمات التي أسفرت عن مقتل 2996 شخصاً، تلقى تصريحات بوش بترحاب وتصفيق حادين.

داخل مدرسة ابتدائية

ويُعتقد أن مذكرات فلايشر التي كُتبت على عجل هي النسخة الأصلية الوحيدة للذي قاله الرئيس الأسبق بوش فيما يتعلق بأحداث 11 سبتمبر عام 2001 داخل الغرف المغلقة، وتُعد هذه المذكرات شيئاً قيماً للغاية لدرجة دفعت السكرتير الصحفي الأسبق إلى الاحتفاظ بها طوال سنوات في مكانٍ آمن.

في السابق، اتخذ فلايشر من تلك المذكرات أساساً لكتابة بعض التغريدات التذكارية فيما يتعلق بأحداث 11 سبتمبر. ولكنه لم يقم من قبل بإظهار الملاحظات الكاملة على الملأ.

وكان فلايشر قد بدأ يوم 11 سبتمبر عام 2001 بمرافقة الرئيس بوش خلال جولته الروتينية لمدرسة بوكر الابتدائية في ساراسوتا بولاية فلوريدا.

ويقول فلايشر إنه، وفي أعقاب انتهاء بوش من مصافحة مسؤولي المدرسة، قيل للرئيس أن هناك طائرة اصطدمت بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي وهو الأمر الذي اعتُبر حينها بمثابة حادثة وحسب.

وبينما كان يقرأ لتلاميذ المدرسة من قصة The Pet Goat، علم الرئيس بوش بمسألة اصطدام طائرة أخرى بالبرج الثاني. وللعديد من السنوات، تعرض الرئيس بوش للسخرية لاستكماله قراءة القصة بعد أن همس إليه أحد مساعديه بأن أميركا تتعرض لهجوم.

ورغم هذا، أصر فلايشر حينها على أهمية أن يكون الرئيس على علم بكافة التفاصيل قبل أن يتحدث إلى وسائل الإعلام، وكتب له ملاحظة جاء فيها “لا تقل أي شيء”.

وبناء على ذلك، قال بوش إنه يريد أن يستجمع أفكاره، وإنه لم يقفز من على كرسيه ويغادر الغرفة بشكل فوري حتى لا يسبب المزيد من القلق للشعب الأميركي.

لن أبقى خارج واشنطن

كشفت ملاحظات فلايشر عن حالة الارتباك والفزع التي سادت في أعقاب علمهم بوقوع الهجمات، وعن اتخاذ خطوة استثنائية تمثلت في وضع حارس مُسلح أمام الباب المؤدي إلى قمرة القيادة الخاصة بالطائرة الرئاسية، وذلك تحسباً لوجود عميل إرهابي مُتخفٍ على متن الطائرة نفسها.

وكشفت الملاحظات أيضاً عن محاولات بوش للتغلب على المعارضة القادمة من جهاز المخابرات السرية للسماح له بالعودة إلى واشنطن، وقال بوش “أريد العودة في أسرع وقت ممكن، لا أريد -أياً كان من يتولى هذا الأمر- أن يبقيني خارج واشنطن”.

ورد أحد مساعديه قائلاً “رجالنا يقولون إن الأوضاع غير مستقرة حتى الآن”.

وأصر اندرو كارد، رئيس موظفي البيت الأبيض في ذلك الوقت، قائلاً “إن الخيار الصحيح هو البقاء حتى تهدأ الأمور”.

وانتهى الأمر بتوجه الطائرة الرئاسية إلى قاعدة باركسدال الجوية في ولاية لويزيانا ثم إلى قاعدة أوفوت الجوية في ولاية نبراسكا، وعاد الرئيس بوش إلى واشنطن في تلك الليلة.

إعلان إزالة شعر

أشارت مذكرات فلايشر إلى أن بوش -المسيحي المتدين- أظهر حينها أنه شخص يؤمن بالقضاء والقدر حيال الأخطار التي كان يواجهها، إذ اتصل بزوجته لورا في عصر يوم 11 سبتمبر/أيلول ليخبرها أنه يحبها وأنه في طريقه إلى المنزل، وذلك قبل أن يضيف قائلاً “لو كنت داخل البيت الأبيض الآن وهناك طائرة قادمة نحوي فكل ما سأريده حينها هو قراءة الكتاب المقدس”.

وأخبر بوش نائبه تشيني أنه من الضروري إيصال الانطباع بأن حكومة الولايات المتحدة ما زالت تسيطر على الوضع، قائلاً “من المهم أن يرى الشعب الأمريكي أن حكومته ما زالت تعمل بشكل فعّال، لأن البرامج التلفزيونية أظهرت أن أمتنا تعرضت للهجوم”.

تخلل الوضع الدرامي على متن الطائرة الرئاسية بعض اللحظات السريالية، ففي إحدى اللحظات التي كان يحاول فيها من هم على متن الطائرة متابعة تلك اللحظات الحاسمة عبر التلفاز، وجد الرئيس الأميركي ومساعدوه أنفسهم يشاهدون إعلاناً عن منتج لإزالة الشعر.

وكشفت ملاحظات فلايشر، أيضاً، قلق الرئيس بوش على سلامة عائلته وكلبه الأسكتلندي، بارني، وعقب إخباره بأنه تم نقل ابنتيه وزوجته لمنطقة آمنة، سأل بوش فوراً “ماذا عن بارني؟”

أجاب كارد “إنه يسعى الآن لملاحقة أسامة بن لادن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى