المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

إضاءات

بقلم/ وسيلة محمود الحلبي

أيقظ شعورك بالمحبة إنْ غفا
لولا الشعور: الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ كوناً نيراً
أبغض فيمسي الكون سجناً مظلما
صدق الشاعر حين دعا إلى المحبة وضرورة إيقاظها. فنحن بدون المحبة لا شيء على الإطلاق،
فها هي الأعوام تخطف منا العمر أياماً وساعات، فعامٌ يمضي وآخر يأتي ونحن في غفلةٍ ساهون، لذا لابد من وقفة تأمل صادقة مع أنفسنا وجلوس على كرسي الاعتراف لنحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب، ترى ماذا أنجزنا في العام الماضي ما هي حصيلة أعمالنا الخيرية، كم عدد الابتسامات التي رسمناها على وجوه الأطفال والكبار من المرضى والمحتاجين والفقراء والملهوفين والمحرومين والمعوقين والأيتام والأرامل، كم ملهوف مددنا له أيدينا، وكم مستغيث أغثناه بالمال أو المساعدة المعنوية والنفسية، وكم من ظالمٍ سامحناه، ومخطئ تجاوزنا عنه، ثم نقف وقفةً صادقة وصارمة لنحاسب أنفسنا، كم أسرفنا في أعمالنا وأقوالنا، كم أهملنا أسرنا وأولادنا، كم أهملنا في ذكرنا وصلاتنا، كم أكلنا حقوق الآخرين، وكم ضاعت حقوقٌ لنا، وكمْ.. وكمْ.

إذن لابد من هذه الجلسة فوق كرسي الاعتراف لكي تتضح لنا الرؤيا، ولنبتعد عن السلبيات ولنضيف إلى الإيجابيات. أعمالاً أخرى. تُرى من فاز في هذا العام ومن هو السعيد، ومن هو الشقي، وكيف أسعد نفسه وكيف أشقاها، وفي هذا العام الجديد أسأل الله العلي العظيم أن نكون وإياكم ممن فازوا برضى الله أولاً، ثم رضا الضمير ثانياً، في عامهم الماضي والأعوام القادمة.
أعوام مضت بأحزانها وآلامها وأوجاعها وجراحاتها الغائرة في جسدنا العربي من الخليج إلى المحيط. أرجو أن تهدأ نفوسنا، وتصفو قلوبنا، وتندمل جراحاتنا بإذن الله. صحيح أن البناء صعب، ولكن ليس مستحيلاً أتمنى للجميع السعادة والهناء وصفاء النفس وتحقيق الآمال.
وإنني أسأله تعالى أن ينشر في أفئدة الناس محبته ومحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ومحبة الإنسان للإنسان، والسلام في المحبة. وأسأله أن يساعدنا على اجتياز صغائرنا، وأن يمنحنا من لدنه قوةً على الصبر لننشر المحبة والسلام بين الناس في هذا العصر الصعب، اللهم دثرنا باطمئنان المؤمنين الصابرين وساعدنا على وحدة الكلمة والصف للخير والسلام والحق يا أمان الخائفين، اللهم أزح عن صدورنا حروب النفس الداخلية وشظف الأخذ بدون عطاء.

عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
• عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
• سفيرة الاعلام العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى