المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةاقتصاد

ازدحام على المتاجر في قطر لتخزين التموين

تقول مصادر تجارية إن قرار بعض الدول العربية الأكثر نفوذا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر ألحق ضررا بالفعل بواردات الغذاء للدولة الخليجية الصغيرة، حيث ذكرت تقارير أن القطريين بدأوا في تخزين إمدادات.
وتعتمد قطر، التي يبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة، بشكل كبير على استيراد السلع الغذائية لتلبية حاجاتها.
وقالت المصادر التجارية، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها: إن الإمارات والسعودية أوقفتا تصدير السكر الأبيض إلى قطر.
وتعتمد قطر على السعودية والإمارات في وارداتها من السكر الأبيض، التي تقدر بأقل من 100 ألف طن سنويا. ويزيد الاستهلاك في شهر رمضان.
وقال مصدر تجاري من الشرق الأوسط: توقفت إمدادات السكر ولا يوجد ما يشير إلى موعد استئنافها.
وقال مجلس الوزراء القطري: إن البلاد لا تزال مفتوحة أمام التجارة.
وقالت الحكومة القطرية: يؤكد المجلس للمواطنين والمقيمين في الدولة بأن حكومة دولة قطر قامت ومنذ وقت سابق باتخاذ كل ما يلزم من احتياطات لضمان سير الحياة الطبيعية وعدم التأثر بأي تداعيات يمكن أن تنشأ عن الإجراءات التي اتخذتها الدول الثلاث.
واضافت: وسيظل المجال البحري مفتوحا للاستيراد كما سيظل المجال الجوي مفتوحا للاستيراد والتنقل ورحلات الطيران باستثناء الدول التي أعلنت إغلاق حدودها ومجالها الجوي.

شاحنات عالقة عند الحدود
وظهرت بالفعل علامات على صعوبات. وأشار مصدران تجاريان شرق أوسطيان إلى آلاف من الشاحنات تحمل مواد غذائية عالقة عند الحدود مع السعودية ولا تستطيع العبور إلى قطر.
وقالت إيفا توباجي، وهي مغتربة مقيمة في الدوحة، بعد عودتها من جولة تسوق: يتدافع الناس على متاجر السوبر ماركت ويخزنون الأغذية وبصفة خاصة المستوردة منها… إنها فوضى.. لم أر شيئا مثل هذا من قبل.
وأشارت مصادر تجارية إلى احتمال تنامي حدوث نقص في الغذاء حتى يتم حل الأزمة. وتأتي 80 في المئة من احتياجات قطر الغذائية عبر جيرانها الخليجيين الأكبر حجما مثل السعودية والإمارات.
وقال مصدر تجاري شرق أوسطي آخر «ربما يشهدون أزمة في الشهر القادم أو نحو ذلك، حتى يتبينوا شبكة إمداداتهم.

مثل حصار
وأخطرت سلطات الموانئ السعودية وكلاء السفن بعدم استقبال السفن التي ترفع العلم القطري أو المملوكة لأفراد قطريين أو شركات قطرية.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تحرك مماثل من ميناء الفجيرة الإماراتي، الذي أصدر إخطارا بمنع دخول جميع السفن التي ترفع علم قطر أو تلك المتجهة أو قادمة من موانئ قطرية.
وقالت {ميرسك}، أكبر شركة للنقل البحري للحاويات في العالم: إنها لا تزال مفتوحة أمام الأنشطة من قطر وإليها، مضيفة أنها تتابع التطورات باهتمام.
وذكرت مصادر تجارية أن من الممكن أن تتطلع قطر إلى مصادر أخرى للغذاء من آسيا ومن إيران أيضا إذا لم تحل الأزمة الدبلوماسية.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن رضا نوراني رئيس اتحاد مصدري المنتجات الزراعية في إيران قوله إن طهران يمكنها تصدير أغذية إلى قطر عن طريق البحر، حيث يمكن أن تصل هناك في 12 ساعة.
وقال نوراني للوكالة التي من المعتقد أنها تابعة للحرس الثوري الإيراني «نستطيع تصدير أي نوع من المنتجات الزراعية والأغذية من الموانئ الإيرانية بندر عباس وبندر لنكه وبوشهر.
كما أكد تجار كويتيون وعمانيون انهم تلقوا اتصالات لتوريد سلع غذائية واستهلاكية الى الاسواق القطرية.
وبلغت قيمة واردات قطر من السعودية والإمارات والبحرين ومصر خلال العام الماضي 2016 نحو 18 مليار ريال، لتشكل نحو %85 من إجمالي وارداتها من الدول العربية، وتشكل نحو %15 من إجمالي وارداتها من دول العالم.
ويتوقع تحليل خاص تابع لوحدة التقارير في صحيفة الاقتصادية، أن يرتفع التضخم في قطر بنسب كبيرة، وذلك بسبب إغلاق المنفذ البري الوحيد من قبل السعودية، علاوة على إغلاق الأجواء الجوية أمام الطائرات والممرات المائية أمام السفن القطرية من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
وأرجع التحليل ذلك إلى اضطرار الدوحة إلى التوجه نحو أسواق بديلة، لسد نقص وارداتها من قبل الدول الأربع، واستيرادها عن طريق الطيران أو السفن، وعبر ممرات وأجواء غير ممرات وأجواء الدول الأربع.
وبهذا سترتفع تكلفة وارداتها، ما سينعكس على التضخم، الذي سيرتفع بنسبة كبيرة، خاصة على الأجانب العاملين في قطر الذين تقل أجورهم عن أجور القطريين الذين يشكلون %85 من عدد السكان البالغ عددهم نحو 2.6 مليون نسمة، فضلا عن تأثر القطريين أيضا بهذا التضخم. وبلغت صادرات قطر إلى الدول الأربع السعودية والإمارات والبحرين ومصر خلال عام 2016 نحو 20.4 مليار ريال قطري، تشكل نحو %83 من إجمالي صادرات قطر للدول العربية، وتشكل أيضا نحو 10 في المئة من صادرات قطر إلى دول العالم. وبهذا، فإن التبادل التجاري بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد بلغ قيمته خلال العام الماضي 2016 نحو 38.4 مليار ريال، يشكل نحو %84 من إجمالي حجم التبادل التجاري بين قطر والدول العربية، كما أنه يشكل نحو %12 من إجمالي حجم التبادل التجاري بين قطر ودول العالم خلال عام 2016. (لندن-دبي- رويترز، العربية)

بضائع أغلى

يقول المحلل في «فيريسك مابلكروفت» أنطوني سكينر إن نحو %40 من واردات قطر الغذائية تنقل براً عبر الحدود مع السعودية.
ويضيف أن إغلاق هذه الحدود سيجبر السلطات القطرية على الاعتماد بشكل أكبر على البحر والجو، مما سيزيد من كلفة البضائع المستوردة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى