المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةمقالات

   #الأزمة_الخليجية باتت أزمة شعوب

            ”  بقلم: احمد هاني القحص ”      

” وصلنا لإعلام واطي ” جملة تكتب بماء الذهب قالها صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله وأطال الله في عمره، بالفعل وصلنا إلى هذه المرحلة بسبب الأزمة الخليجية التي وصلت إلى التراشق والطعن بين الشعوب من خلال الشبكة العنكبوتية، حتى أضحت الشغل الشاغل للعديد من أبناء الشعوب، الذين دسوا أنوفهم في أمرٍ يُعنى بالكبار وأصحاب الشأن.
ما يحز بالنفس .. هو مدى الإنحطاط في الأسلوب والألفاظ، وأيضا في لغة الإستهزاء والتهكم التي أمست لغة الجميع في سبيل الدفاع عن اوطانهم بحسب فهمهم وأعتقادهم، إلا أن الدفاع الحقيقي يكمن من خلال الإبتعاد عن مثل هذه الامور، وترك السياسة للسياسيين وأصحاب القرار لأنهم أعلم بما يدور في فلك السياسة.
الأزمة الخليجية أخذت أبعاداً كثيرة من شأنها أن تهدم الجدار الخليجي، ولكن لا أحد يأبه لهذه النقطة، بدليل الهاشتاقات والتغريدات التي أخذت مساحة كبيرة من الحرية، بل تعدت جميع الحدود والسياجات المحظورة، مما زاد الطين بلة، وجعل الشعوب تأكل بعضها البعض متناسين أن بينهم وشائج القربى والنسب وصلة الأرحام، بل على العكس أن ما تراه وتشاهده وتقرأه بأن الكراهية والعداء أضحت عنوان الجميع.
على الصعيد الشخصي، أنا على يقين ومؤمن إيماناً تامة من أن الأزمة الخليجية سببها دولة قطر، وأن الدول الأربعة المقاطعة على حق ولديها من الأدلة والبراهين ما يُثبت ذلك، وأن قطر يدها ملطخة بالدماء والارهاب وقتل الشعوب وتمزيق الوحدة الاسلامية والعربية، إلا أن ذلك لا يُسوّغ لي التدخل في شؤون الكبار وأصحاب القرار لأنه من إختصاصهم هم فقط، أما نحن علينا أن نقف مع أوطاننا من خلال السمع والطاعة لولاة أمرنا وحكامنا لا أن نقحم أنفسنا ونزيد الشقاق بين الشعوب.
أمير الكويت نصح ونبه الشعوب في إفتتاح مجلس الأمة الأخير، بأن يبتعد الجميع عن هذا التدخل في الازمة الخليجية لانها مزقت الشعوب، لاسيما وان الجميع بات يهرف بما لا يعرف، والتصعيد الشعبوي يزداد يوميا لاعتقاد الجميع ان الدفاع يكون في لغة الكراهية والتخوين، وهذه مصيبة كبرى لا يعيها الجميع، فالدفاع يا إخواني الكرام يكون بإلتزام الصمت والسمع والطاعة لولاة الأمر .. لأن الأزمة الخليجية باتت أزمة شعوب. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى