المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

الأسرى والمفقودين العراقيين في سجون إيران ملف لا بد من فتحه

 

بقلم. عمر الحلبوسي

منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في نهاية ثمانينيات القرن الماضي وبدء جولة تبادل الأسرى والمفقودين بين البلدين حتى الاجتياح الأمريكي للعراق أغلقت الحكومة العراقية المشكلة من قبل الاحتلال الأمريكي ملف الأسرى والمفقودين بالاتفاق مع إيران على الرغم أن السجون الإيرانية ما زالت تضم خلف قضبانها العديد من الأسرى والمفقودين العراقيين و الذين تقصدت إيران إخفاء كافة المعلومات والتفاصيل حول هؤلاء الأسرى والمفقودين عن المنظمات الحقوقية الدولية وعن الصليب الأحمر الدولي بإجراء مخالف لكافة القوانين والأعراف الدولية.

فقد تحدث لنا اسير عراقي من سكان قضاء الكرمة في محافظة الأنبار عاد قبل الاحتلال الأمريكي للعراق أن هناك سجن كبير على الحدود الإيرانية الروسية يضم عدد كبير من الأسرى والمفقودين العراقيين الذين تمارس بحقهم أبشع جرائم التعذيب و التنكيل من قبل السجانين الإيرانيين بأمر من القيادة الإيرانية التي منعت كافة الزيارات للمنظمات الحقوقية والصليب الأحمر الدولي لهذا السجن الكبير الذي تخفي به إيران المئات من العراقيين أغلبهم من المفقودين العراقيين الذين لم تسجل أسمائهم في الصليب الأحمر الدولي منذ أيام الحرب العراقية الإيرانية وحتى بعد انتهاء الحرب تعمدت إيران عدم الكشف عن هؤلاء المفقودين و أصرت على عدم الإفصاح عن أي تفاصيل حولهم.

ثم اتفقت إيران مع الحكومة العراقية التي شكلها الاحتلال على أن تصدر الحكومة العراقية شهادات وفاة لهؤلاء المفقودين على الرغم من أنهم أحياء في سجون إيران في فترة إصدار تلك الشهادات, ويأتي هذا الإجراء الصارخ الانتهاك لحقوق الإنسان و القوانين الدولية من قبل إيران والحكومة العراقية لكي يتيح لهم القيام بعمليات الإعدام لهؤلاء المعتقلين في ظروف غامضة بعيدة عن أضواء الإعلام والمنظمات الحقوقية.

ففي عام 2006 حاولت تقدم بطلب للصليب الأحمر في العراق من أجل فتح ملف عمي المفقود العراقي في سجون إيران بعدما تحدث لي هذا الأسير أنه كان في نفس الزنزانة مع عمي الذي فقد منذ عام 1984 في إحدى المعارك وكان من ضمن مجموعة أسرى عراقيين أخفتهم إيران منذ اسرهم و لم تفصح عن أي تفاصيل حول مصيرهم , عندما بدأت أتردد على لجنة الصليب الأحمر الدولي في بغداد كانت في تلك الفترة عام 2006 انتشار فوضى التصفية الطائفية التي كانت تستهدف العرب السنة من قبل المليشيات المدعومة من إيران تعرضت للملاحقة من قبل هذه المليشيات فأجبرت بالتخلي عن الموضوع وعدم عودتي مرة أخرى إلى اللجنة لفتح الملف من أجل الحفاظ على حياتي التي تعرضت لخطر الاستهداف من قبل المليشيات التي كانت تترصد لكل عربي سني لمحاولة تصفيته إذا تمكنت منه.

و اليوم بعد مضي ما يقارب ثلاثون عام على انتهاء الحرب العراقية الإيرانية ما زال ملف الأسرى والمفقودين العراقيين المغيبين خلف قضبان ولاية الفقيه ملف تلفه الكثير من الغموض و التعتيم الشديد الذي فرضته إيران للانتقام من هؤلاء الجنود العراقيين في خرق خطير لكل المعاهدات الدولية التي وضعت من أجل ضمان حقوق الأسرى والمفقودين أثناء الحرب وحتى بعد انتهاء الحرب و أصبح هذا الملف في طي النسيان و لم يعد يسري الحديث عنه , ونحن نمر بأيام عيد الأضحى أرى الحسرة و الألم تعتصر قلوب عوائل المفقودين والأسرى الذين غيبتهم سجون إيران وكم تتوق هذه العوائل المفجوعة بفقدان أبنائها أن تعرف مصيرهم و إعادة فتح ملفهم من جديد.

و أنا أطالب كافة المنظمات الحقوقية و الصليب الأحمر الدولي بإعادة فتح ملف الأسرى والمفقودين العراقيين في سجون إيران من جديد و الكشف عن مصيرهم و تشكيل لجنة دولية محايدة تبحث بكافة تفاصيل اختفاء هؤلاء الجنود الذين انقطعت أخبارهم وخفي كل شيء عنهم منذ دخول الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 .

ففي الوقت الذي تطالب به إيران عن تعويضات عن الحرب العراقية الإيرانية فإننا نطالب بالكشف عن كافة تفاصيل الأسرى والمفقودين العراقيين و تعويضهم و عوائلهم عما لحق بهم من أذى جراء هذا الإجرام الصارخ من قبل إيران بحق الجنود العراقيين المحتجزين في سجون إيران اخرقت كل القوانين و الأعراف الدولية ضاربة عرض الحائط كافة المعاهدات الدولية, علما أن أغلب المفقودين من الجنود العراقيين في سجون إيران هم من أبناء محافظة الانبار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى