المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

الأمير شمل برعايته الذكرى الثانية لتأبين شهداء جامع الصادق

تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد، أقيمت مساء اليوم الذكرى السنوية الثانية لتأبين شهداء الكويت في جامع الإمام الصادق.

وقد أناب سموه نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح لحضور التأبين.

وبدأ التأبين بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها القى ممثل سموه كلمة فيما يلي نصها:

“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه أشرف المرسلين وخير عباد الله الذي ارسله رحمة للناس أجمعين صلى الله عليه وعلى اله الطاهرين وأصحابه الغر الميامين.

ايها الاخوة الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يشرفني أن أمثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في هذه الذكرى التي فجع بها كل كويتي محب لبلده ووطنه وأن أنقل اليكم أولا وقبل كل شيء تحيات حضرة صاحب السمو أميرنا المفدى وسلامه ومباركته لكم بحلول شهر رمضان المبارك الشهر الذي أنزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.

هذا الشهر الكريم الذي لم يتوقع أحد على الاطلاق أن ترتكب به جريمة شنعاء وفي هذا المكان الطاهر وفي يوم الجمعة المبارك.

انها فاجعة ادمت القلوب.. ما ان سمع بها أميرنا المفدى حفظه الله حتى أسرع في ساعته ليكون بين أبنائه يشاركهم الفاجعة الكبيرة مرددا:

“هؤلاء أولادي وما أصباهم أصابني”.

وقد وجه سموه رعاه الله على الفور أجهزة الدولة المعنية بترميم المسجد واصلاحه واعادته على حالته الاولى ليظل (مسجد الصادق) منارة مشعة للايمان والاسلام والسلام وان تعتبر ضحايا الحادث المفجع من شهداء الكويت ويكلف مكتب الشهيد برعايتهم والاهتمام بأمورهم وأمور ذويهم وأن ينالوا ما يستحقون من عناية كريمة.

ان ذكرى هؤلاء الشهداء ستظل محفورة في أذهاننا وذاكرتنا لا تنسى عبر الايام والسنين ونحن نقدم لكم اليوم واجب العزاء سائرين على خطى قائدنا الأمير المفدى الذي قدم واجب العزاء لذوي الضحايا الشهدء في اليوم الثاني لحدوث الفاجعة.

لقد جمعت هذه الحادثة قلوب الكويتيين وجعلتهم صفا واحدا في مواجهة المآسي والأخطار وأظهرت أنهم إخوة متحابين في السراء والضراء.

وإني لادعو الله سبحانه وتعالى ان يصلح شبابنا وشباب المسلمين وأن يجعلهم هداة مهتدين ويوفقهم لطاعته والايمان برسالته كما ادعو الله سبحانه وتعالى ان يجعل بلدنا الكويت بلدا امنا مطمئنا بقيادة اميرنا المفدى صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قائد العمل الانساني وولي عهده الامين سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وان يطيل في اعمارهم لتظل الكويت كما كانت دائما بلد الانسانية والمحبة والاخاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

بعدها القى رئيس مجلس أمناء وقف الإمام الاحقاقي في جامع الإمام الصادق الدكتور صالح الصفار كلمة هذا نصها:

“بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتخبين.

قال تعالى: (وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون) عند استعراض تاريخ البشرية وتاريخ الدول نجد ان ذلك التاريخ تسطره وتؤرخه الاحداث التي تمر بها تلك المجتمعات الاحداث السارة التي ترتبط بالاستقلال والديمقراطية والحرية وغيرها كما يمكن أن ترتبط ببعض الاحداث المؤلمة من حروب وأمراض وغيرها فنجد أن التاريخ يعطي روحا لافراد المجتمع يلتقون حوله ويتذكرون أحداثه.

فكم من أحداث سارة سطرها تاريخ بلدنا الحبيب الكويت على مر العصور لا زالت الاجيال تحتفل وتفرح بها مثل عيد الاستقلال والعيد الوطني وعيد التحرير.

وكم من الأحداث المؤلمة حكاها تاريخ الكويت الحبيبة من حروب أو كوارث طبيعية وأمراض فتاكة وكلها ذهبت بالعديد من أبناء الكويت وحمدا لله فقد ذكر التاريخ أن الكويت دائما وابدا وبفضل من الله العلي القدير تخرج منتصرة قوية شعارها روح المحبة والوحدة بين أبنائها.

لقد حاول أصحاب النفوس المريضة الحاقدة على مر العصور أن يزرعوا الفتنة والانشقاق وأن ينالوا من وحدة أبناء الكويت متسلحين بالشيطان ومتذرعين باسلحتهم زرعوا متفجراتهم قتلوا وجرحوا كان هدفهم قتل العدد الأكبر والأهم هو اشعال الفتنة بين أبناء الكويت ولكن شاء الله أن يرد كيدهم الى نحورهم وتكون المنتصر الكويت وشعبها ملتفين حول قيادتهم الحكيمة التي شاطرتها الأحزان والأفراح واسدلت ثوب الديمقراطية الذي جعل المشورة بين الحاكم والمحكوم اساس العلاقة المتبادلة.

وتمر علينا هذه الليلة الذكرى الأليمة الثانية لحادث الغدر وجريمة الانفجار العظيم الذي هز الكويت بكاملها قبل أن يهز جامع الامام الصادق عليه السلام انفجار عظيم مدمر استهدف بيتا من بيوت الله في شهر هو من أعظم الشهور شهر رمضان في يوم من أعظم الايام يوم الجمعة وفي ساعة ووقت من أعظم الاوقات عند الله وقت صلاة الجمعة والجماعة وفي حالة كان المصلون فيها أقرب ما يكونون الى الله تعالى حالة السجود وفي السجدة الأخيرة تطايرت الجثث وسقط الشهداء شهداء الكويت وجرح العديد من المصلين.

ان الانفجار كان عظيما وكما اسلفنا لم يستهدف جامع الامام الصادق عليه السلام لذاته وإن كان مخططا لهو ذلك ولكن كان العمل يستهدف الكويت وشعبها بكل فئاته ومكوناته.

لقد حاول هذا العمل الجبان الغادر أن ينال من وحدة أبناء الكويت وقيادتها واشعال فتيل الفتنة ولكن شاء الله ان يكون الحدث سببا في تعزيز الوحدة الوطنية فكان حضرة صاحب السمو اول من حضر رغم الاخطار وقال كلمته المشهورة وعيناه تفيض بالدمع (هذولا عيالي).

انه موقف هز وجدان العالم لقد فوت امير البلاد وشعبها الفرصة على اولئك الافراد الشاذين الذين خانوا دينهم وانسانيتهم انهم حقا مطية لشهواتهم المنحرفة التي لا يقرها دين أو اخلاق وقد اوضح الحكيم الالهي والفقيه الرباني الميرزا عبدالله الاحقافي حفظه الله ان من قام بهذا العمل جبان غاضبا لله ورسوله (ص) ويجب على الجميع محاربته.

ان العالم يقف اليوم وبشكل موحد للقضاء على الاجرام والارهاب العالمي الذي زرع الخوف والدمار حتى ظن البعض ان هذا هو خلق الاسلام والاسلام من افعالهم براء لان الاسلام دين المحبة والرحمة ولم يكن يوما دين عنف أو كراهية.

وهنا لا يسعنا الا ان نسأل الله العلي القدير ان يتغمد شهداء الكويت بالرحمة والرضوان والواسع من الجنان وأن يلهم الكويت وأبناءها الصبر والسلوان وأن يمن على الجرحى بالشفاء والصحة وأن يقينا شر من تسول له نفسه الإضرار بالكويت وأهلها.

كما أتقدم بجزيل الشكر والتقدير الى كل من ساهم في انجاح هذا الاحتفال احتفال الكويت بتأبين أبنائها الذين ذهبوا ضحية الغدر والعدوان.

حفظ الله الكويت وأميرها وولي عهده الأمين وشعبها الكريم ومن عاش على أرضها الطيبة لتبقى كما كانت أبد الدهر أرض أمن وأمان ووحدة واتحاد شجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها عصية على البغاة والعابثين في الارض فسادا.

والله الموفق”.

 

وبعدها ألقى جواد أحمد بوخمسين كلمة هذا نصها: بسم الله الرحمن الرحيم والحمدالله والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد رسول الله وعلى اله الطيبين واصحابه الميامين.

معالي ممثل حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد حفظه الله ورعاه الشيخ على الجراح الصباح نائب وزير شؤون الديوان الاميري الحضور الكرام …السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ومبارك عليكم الشهر.

يسعدني أن اقف بين اياديكم ونحن نحتفل اليوم في الذكرى الثانية لتأبين شهداء الصلاة والصيام شهداء جامع الامام الصادق عليه السلام.

وبداية يشرفني أن اتقدم بخالص الشكر وجزيل الامتنان الى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صبح الاحمد حفظه الله لرعايته لحفل التأبين هذا وقد أناب سموه نائب وزير شؤون الديوان الأميري معالي الشيخ علي الجراح الصباح لحضور هذا التأبين فله كل الشكر والتقدير.

وفي هذه المناسبة لابد أن نؤكد اننا لن ننسى ما حيينا وقفة الشعب الكويتي الوفي بعد حادثة تفجير جامع الامام الصادق عليه السلام كالبنيان المرصوص فأفشل مخطط الغدر والارهاب ورد كيد الحاقدين الى نحورهم.

وانني وبحضوركم في هذا الشهر الفضيل وفي بيت من بيوت الله استرجع تسلسل الاحداث حيث أنني كنت في قلب الحدث الارهابي وشاهدا لمجريات ما حدث لحظة بلحظة.

لقد استهدف الارهابي جموع المصلين وهم بالركعة الأخيرة من صلاة العصر ونحن في حالة السجود دوى صوت أنفجار شديد ودخان كثيف ملأ المكان وتعذرت بسببه الرؤية فأسرعت للخارج لطلب الأمن للآمساك بمن القى المتفجرات فقيل لي بأن من قام بهذا العمل ارهابي فجر نفسه فبادرت بالاتصال على مدير مكتب حضرة صاحب السمو امير البلاد السفير أحمد فهد الفهد لآبلاغه بالحادث وقمت مع مجموعة من الموجودين بالمسجد بإخراج المصابين من موقع الانفجار الى خارج الجامع خشية اختناقهم من الدخان ولاسعافهم وبعد الاتصال بعشر دقائق وصلت سيارات الاسعاف والمطافىء وتم البدء بنقل الجرحى وفي هذه الاثناء وصل معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية انذاك الشيخ محمد الخالد ووكيل وزارة الداخلية السابق الفريق سليمان الفهد وبعدها بخمس دقائق من وصول الوزير محمد الخالد فوجئنا بوصول حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مع سائقه فقط واندفع للدخول للمسجد فحاولنا منعه خوفا عليه لوجود قطع من السقف لا تزال تتساقط وخشية من وجود متفجرات اخرى الا ان سموه اصر بالدخول قائلا (هذولا عيالي) وعندما شاهد القتلى والجرحى انهمرت دموعه متاثرا بما حل بابنائه المواطنين ثم عاد للسيارة وهو بحال تاثر شديد وخلال تلك الفترة وصل ايضا سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ورئيس مجلس الامة مرزوق الغانم ووزير الاوقاف ووزير العدل انذاك يعقوب الصانع ومحافظ العاصمة ثابت المهنا وتوالى حضور المسؤولين والشخصيات حتى الساعة 4 عصرا حيث تم نقل جميع الجرحى والمصابين الى المستشفيات بعدها توجهت بمعية وزير العدل وعدد من نواب مجلس الامة الى مبنى جريدة النهار لقربها من موقع الحدث وتم صياغة بيان عن الحادث الارهابي الشينع وفي المساء اجتمعنا في ديواننا “ديوان بوخمسين” في ضاحية عبدالله السالم حتى ساعات الفجر الاولى لوضع ترتيبات التشييع والعزاء وابلغنا رئيس المراسم والتشريفات الاميرية الشيخ خالد العبدالله الصباح ان صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه امر باقامة مراسم العزاء في مسجد الدولة الكبير مؤكدا ان هؤلاء شهدات الكويت جميعا

وتم عرض فيلم وثائقي بعنوان (هذولا عيالي) ثم قام ممثل سموه بجولة في أرجاء المعرض الخاص بالتأبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى