المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويتأخبار مثبتة

الأمير يبدأ زيارة تاريخية إلى الصين اليوم: تجسد لمرحلة زاهرة في العلاقات بين البلدين

 

بحفظ الله ورعايته، يغادر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والوفد الرسمي المرافق لسموه أرض الوطن اليوم السبت، متوجها إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة في زيارة الدولة.

رافقت سموه السلامة في الحل والترحال.

وحول هذه الزيارة، قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله إنها ستسهم في رسم خارطة طريق واضحة المعالم لمستقبل العلاقات الاستراتيجية، كما أنها ستسهم في إضفاء المزيد من الدعم لأوجه التعاون الثنائي في جميع المجالات الحيوية بين الجانبين.

وأوضح ان هذه الزيارة تأتي في ظروف إقليمية ودولية بالغة الدقة والتعقيد، ووسط تطورات متسارعة على جميع المستويات تستوجب التشاور والتنسيق بين البلدين وقيادتيهما الحكيمتين.

وذكر أنه على المستوى الثنائي فقد حققت رؤية صاحب السمو بعيدة المدى للصين ودورها وأهميتها وضرورة تحقيق الشراكة الاستراتيجية معها شوطا طويلا يبعث على الارتياح وحققت تشابكا وتفاعلا بين المشروعات العملاقة في إطار التعاون الثنائي بين البلدين.

ولفت إلى أن المباحثات التي ستجرى بين سمو الأمير والرئيس الصيني شي جينبينغ ستستعرض أوجه العلاقات الثنائية المتميزة والتوجه لتعزيزها في كل المجالات، وستتطرق أيضا لقضايا المنطقة والقارة الآسيوية والجهود المشتركة الرامية لأن يسود الأمن والاستقرار والسلام في بحث ومعالجة تلك القضايا، لاسيما ان الكويت تلعب دورا مميزا في هذا الإطار من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي. وقال الجارالله إن سمو الأمير سيلبي دعوة الرئيس الصيني بأن يحل سموه خلال الزيارة ضيف شرف على منتدى التعاون الصيني ـ العربي الذي يتزامن انعقاده مع زيارة الدولة ويشارك فيه وزراء خارجية الدول العربية والصين، وسيتفضل صاحب السمو بإلقاء كلمة في افتتاح منتدى التعاون وستكون شاملة إذ يؤكد من خلالها سموه أهمية التعاون بين المجموعة العربية وجمهورية الصين والنظر لآفاقه المستقبلية.

من جهته قال سفيرنا لدى جمهورية الصين الشعبية سميح جوهر حيات إنها ستجسد مرحلة زاهرة جديدة للعلاقات بين البلدين تترسخ فيها الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما.

وأكد السفير حيات في تصريح لـ «كونا» أمس الجمعة أن العلاقات الكويتية – الصينية «متينة وقوية»، مشيرا إلى وجود حرص مشترك من جانب قيادتي البلدين على تعزيزها والارتقاء بها بما يخدم مصالح شعبيهما في كل المجالات والصعد.

وأضاف ان العلاقات الكويتية – الصينية تعد «نموذجا فريدا» للعلاقات الثنائية المتميزة القائمة على الشراكة الاستراتيجية التي تتجه بقوة وثقة نحو مستقبل واعد في إطار من التفاهم في المواقف والتوجهات.

وذكر أن زيارة سمو الأمير لبكين تستمر من 7 إلى 10 الجاري إذ يترأس سموه وفدا يعتبر الأرفع مستوى تاريخيا منذ أول زيارة لأرفع مسؤول كويتي حينذاك للصين المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، في عام 1965.

وأوضح السفير حيات ان زيارة صاحب السمو إلى بكين ستشهد توقيع العديد من الاتفاقيات الجوهرية بين الجانبين تضمن وتعزز الآليات المؤسسية على قاعدة اقتصادية وسياسية صلبة وبما يدعم جهودهما في حفظ الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وبين أن الزيارة ستتوج بتوقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في المجالات المختلفة والتي ستضاف إلى رصيدهما الثري لما تم توقيعه بينهما خلال الخمسين عاما الماضية ليصبح العدد الإجمالي 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم.

وقال ان تلك الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تهدف إلى تعزيز الشراكات الثنائية والتعاون بين البلدين وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات وتجسد رغبة قيادتي الدولتين في تعزيز مستوى الشراكة الاستراتيجية بينهما والانطلاق بها نحو آفاق أرحب وأوسع.

وذكر السفير حيات ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد سيحل ضيف شرف في افتتاح منتدى التعاون العربي – الصيني ليصبح أول رئيس عربي يشارك في إلقاء كلمة مع نظيره الصيني شي جينبينغ وبحضور وزراء الخارجية العرب منذ إنشاء المنتدى.

وقال إن اختيار سمو الأمير ضيف شرف المنتدى يحمل دلالة رمزية على قوة العلاقات الكويتية – الصينية، إذ «إن تميزها وما تشكله من نموذج ناجح للشراكات الثنائية بين الدول لم يأت من فراغ وإنما من اقتناع مشترك بأهمية هذه العلاقات وضرورة تطويرها ودفعها إلى الأمام باستمرار».

وحول (مبادرة الحزام والطريق) والتي أطلقتها الصين في عام 2013، أكد السفير حيات أهميتها في تعزيز الاقتصاد بين البلدين وإحياء طريق الحرير القديم الذي سيساهم في ازدهار الاقتصاد العالمي، نظرا لافتقاد دول آسيا الوسطى الموانئ البحرية بسبب طبيعتها الجغرافية. وشدد على أن مشاركة الكويت في مشروع طريق الحرير تعكس الرؤية الاستراتيجية السامية لصاحب السمو الأمير بتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري وثقافي إقليمي ودولي.

وأضاف ان مشروع إحياء طريق الحرير سيعمل على استعادة الكويت لدورها الريادي في المجالين التجاري والاقتصادي في المنطقة لاسيما أنها تتمتع بموقع جغرافي متميز.

وأشار إلى وجود توافق بين رؤية (الكويت 2035) ومبادرة الصين (الحزام والطريق) لإحياء طريق الحرير وإنشاء منطقة حيوية تجارية تخدم دول العالم برا وبحرا وتساهم في ازدهار الاقتصاد العالمي، مبينا أن كبار المسؤولين الصينيين يبدون تعاونا كاملا وواضحا حول البحث في كيفية الاستفادة من الجزر الكويتية لجدواها الاقتصادية التي تعود على الكويت والمنطقة.

وأوضح ان الكويت هي أول دولة خليجية عربية تبادر بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون مع الصين في مبادرة (الحزام والطريق) بعد إعلانها في سبتمبر 2013، مشيرا إلى ما عبرت به الكويت عن دعمها وتأييدها لتلاقي مبادرة (الحزام والطريق) مع تصورها الاستراتيجي في جعل الكويت ملتقى تجاريا ضخما ونواة شبكة خطوط حديد عنكبوتية تبدأ من الصين مرورا بآسيا الوسطى ودولنا الاستراتيجية.

وقال السفير حيات: «إننا نشاطر الجانب الصيني ثقته الكبيرة وتطلعاته العميقة والراسخة لنجاح المباحثات الرسمية التي ستعقد خلال زيارة سمو الأمير مع نظيره الصيني في الدفع باتجاه التعاون والتنسيق في إحياء (طريق الحرير) التاريخي الذي تبرز عظمته في ربطه مجتمعات مختلفة في أديانها وثقافتها تقبلت بعضها وفتحت كل منها مساحات للأخرى ضمن منظومة واضحة تقوم على التبادلات التجارية والاستثمارية.

وأضاف ان علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين البلدين الصديقين تحظى برعاية وتأييد وتوجيه سام متواصل من لدن قيادتي البلدين لتحقيق التعاون العملي الاستراتيجي بين الكويت والصين في كل المجالات في إطار (الحزام والطريق).

يذكر أن زيارة صاحب السمو الأمير للعاصمة الصينية بكين اليوم السبت هي الثانية له منذ تولي سموه مقاليد الحكم بعد الزيارة الأولى الناجحة والمثمرة التي قام بها في 2009.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى