المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

الاستعداد لإدارة ما بعد الأزمة

لا شك ان أزمة كرونا المستجد ألقت بظلالها على غالبية دول العالم وغيرت من ملامح الحياة اليومية لأغلب شعوب الأرض، فقد توقفت الأعمال و أوقف التعليم النظامي وألغيت كافة المناسبات الاجتماعية و علقت الرحلات بكل أنواع المواصلات ومنعت بعض الحكومات الخروج و الدخول من و إلى الدول و المدن وفرض بها حظر
التجوال. وبغض النظر عن البحث في أسباب هذا الوباء فهو في النهاية قد تتعدد الأسباب والمدبر هو الخالق عز وجل كما نعتقد ذلك نحن المسلمون أنه لا يحدث شيء إلا بمشيئته و بحكم لا يعلمها إلا هو سبحانه. كما لن نفتح موضوع الوقاية من المرض و طرق مواجهته كونها أخذت نصيبها من الطرح وتصدى لذلك المختصون في المجال الصحي. و بما أن الأزمة حدثت و الجائحة قد حلت نرى الجميع يقوم بمواجهتها والتعامل معها سواءً على المستوى الحكومي او قطاع الأعمال او افراد المجتمع وهذا أمر منطقي ويسمى إدارة الأزمة، فكل جهة او مؤسسة او فرد يحاول التعامل مع الأزمة بأفضل الطرق والأساليب كل بحسب اهتماماته وظروفه وإمكانياته، بهدف دفع الأضرار والتخفيف من الآثار التي قد تنتج منها. و من المشاهد خاصةً في مرحلة عين عاصفة الأزمة ان أضرارها تقع فقط على النواحي الطبية والاقتصادية وهي من اهتمامات الجهات الحكومية وربما تم وضع التدابير والحلول المناسبة لذلك. و برأيي ان هناك أضرار تتعدى الطب والاقتصاد و قد تطال افراد المجتمع على نواحي مختلفة وينبغي للحكومات أخذها بعين الاعتبار، فمنها على النواحي النفسية سواءً الممارسين الذين اخذوا على عاتقهم التعامل مع المصابين والمرضى جراء الضغط النفسي والبدني و عامة المجتمع بسبب تغير ظروف حياتهم الذي حتم عليهم البقاء في المنازل واستخدام اجهزة التواصل والألعاب الالكترونية والتي ثبتت أضرارها علمياً، كما قد تطال الأضرار نواحي الصحة البدنية
نظراً لطول فترة الجلوس وقلة الحركة بسبب قرار البقاء في المنازل، والذي ثبت علمياً أن قلة النشاط البدني من الأسباب الرئيسية للإصابة بعدة أمراض مزمنة، كما قد تؤثر على النواحي التعليمية بسبب إغلاق المدارس وانقطاع عملية التعليم النظامي مما قد يؤثر على تكامل البنية المعرفية لدى الطلاب كما ان قرار نقلهم للمرحلة او الصفوف التي تليها سوف يسبب لهم ربكة علمية كبيرة حيث ان أي معلومات او معارف جديدة يجب ان تبنى على خبرات معرفية سابقة. واقترح على الحكومات والجهات التوعوية المعنية الاحتياط لمرحلة ما بعد الأزمة من خلال رصد ودراسة الآثار والتبعات الناجمة عنها لوضع الإجراءات و الحلول اللازمة وهذا ما أسميه إدارة ما بعد الأزمة.

الكاتب- محمد عبدالله الغوينم
@mash235

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى