التعامل مع الحساس ليس لعنة، بل مهارة…!

بمداد – راضي غربي العنزي “كاتب سعودي”
يا صديقي… أنت تعيش في زمن صار الناس فيه مثل الزجاج: بريق لامع من الخارج، لكن لديه قابليّة للكسر بأصغر كلمة، وأحياناً بانفعال عابر لا تقصده حتى! المجتمع الحساس ليس مجرد تحدٍّ… إنه حقل ألغام عاطفي: خطوة واحدة خاطئة، تنفجر العلاقات، وتنهمر الدموع، وتتحول صداقاتك إلى معارك باردة.
1. الصديق الحساس: قلبه مرآة
مع الصديق الحساس أنت لا تتعامل مع عقل فقط… بل مع قلب يترجم الكلمات إلى مشاعر، والنبرة إلى قصص، والسكوت إلى اتهام. أعظم طريقة لكسبه؟ أن تمنحه الأمان. لا تجرحه بسخرية، ولا تستخف بألمه… لكن إياك أن تتحول لعبدٍ لمزاجه! عليك أن تكون متوازناً: لطيفاً حين يحتاج اللطف، صريحاً حين يتجاوز، صامداً حين يختبرك.
2. الزميل الحساس: ميدان العمل يصبح حلبة سيرك
في بيئة العمل، الزميل الحساس قد يفسّر ملاحظتك كإهانة شخصية. الحل؟ استخدم لغة ناعمة، غلّف النقد بالمديح، واجعل هدفك “تصحيح الفعل” لا “تحطيم الشخص”. تخيّل نفسك تسير فوق حبل رفيع أمام جمهور ضخم: أي حركة غير محسوبة = سقوط. لكن لو أتقنت التوازن… ستكسب احترامه وتنجو من كوارث مكتبية لا تنتهي.
3. المجتمع الحساس: قِشرة رقيقة فوق بركان
المجتمع الحساس هو الامتحان الأعظم: كلمة تكتبها، صورة تنشرها، رأي تعبّر عنه… يمكن أن تتحول إلى عاصفة. لا تكن جباناً فتخسر نفسك، ولا متهوراً فتخسر الجميع. هنا أن تتقن فن الجرأة المهذّبة: تقول الحقيقة، لكن بطريقة تجعلها تُسمع لا تُرفض.
* الخلاصة
التعامل مع الحساسين ليس لعنة، بل مهارة… لعبة توازن بين الصراحة واللطف، بين الحزم والمرونة، بين الحفاظ على حقيقتك وبين احترام هشاشتهم. إن أتقنت هذه اللعبة… لن تكسب فقط صديقاً أو زميلاً، بل ستكسب مجتمعاً كاملاً يقف معك لا ضدك. وإن فشلت… فأهلاً بك في مسرح الدراما البشرية حيث كل كلمة قد تتحول إلى محاكمة علنية.
—————–
*الهيئة العامة لتنظيم الاعلام الداخلي 497438
منصة X
Radhi1446@
				



