المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

علوم وتكنولوجيا

العالم يحيى اليوم الذكرى الـ58 لأول رحلة فضائية للإنسان

يحيى العالم، اليوم الجمعة، اليوم الدولى للرحلة البشرية للفضاء 2019، حيث يواكب الاحتفال الذكرى الـ58 لأول رحلة فضائية للإنسان فى 12 أبريل عام 1961، والتى قام بها يورى جاجارين رائد الفضاء السوفيتى، الذى أصبح أول إنسان يدور حول الأرض، وفتح فصلا جديدا من النشاط البشرى فى الفضاء الخارجى.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 271/65 فى أبريل عام 2011، للاحتفال فى يوم 12 أبريل من كل عام باليوم الدولى للطيران الفضائى للإنسان.

وبعد أن أطلق الاتحاد السوفييتى أول قمر اصطناعى فى العالم وهو “سبوتنك 1” فى 4 أكتوبر عام 1957، بدأ سباق الفضاء العالمى إلى الفضاء الكونى هو سباق بدأ أساساً بين الاتحاد السوفييتى السابق والولايات المتحدة الأمريكية كجزء من الحرب الباردة، محوره التسابق على أخذ أكبر مساحة من الفضاء عن طريق الأقمار الصناعية ومركبات الفضاء المأهولة وغير المأهولة، وكان الأمر إظهارا للقدرة والتقنية لكلتا الدولتين فى مجال غزو الفضاء.

ومع انطلاق أول قمر اصطناعى عرفته البشرية “سبوتنيك” إلى الفضاء الخارجى فى ذلك اليوم تغير وجه العالم، وفى 3 نوفمبر 1957 وبعد أقل من شهر من إطلاق السوفييت القمر “سبوتنيك 1″، أطلقوا “سبوتنيك 2″، والذى كان على ظهره أول كائن حى إلى الفضاء وهى الكلبة لايكا حيث درس العلماء كيفية حياة الكلبة فى الفضاء، وفى 12 من أبريل 1961 أصبح رائد الفضاء السوفيتى يورى جاجارين أول إنسان يتمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجي والدوارن حول الأرض على متن المركبة الفضائية “فوستيك 1″، حيث حملت سفينة الفضاء السوفيتية رائد الفضاء الروسى يورى جاجارين إلى الفضاء الخارجى، وقضى جاجارين 108 دقائق داخل مركبته الفضائية فى مدارها حول الأرض قبل أن يعود إلى الأرض، لتسجل أول محاولة سوفيتية لسباق الفضاء، ولتكون بداية سباق أمريكى سوفيتى نحو إطلاق بشر إلى الفضاء الخارجى.

وبعد 23 يوماً من إطلاق أول إنسان فى الفضاء، قام رائد الفضاء الأمريكى آلن شيبارد بدوران فرعى لمدة 15 دقيقة فى الفضاء، وأصبح جون جلين أول أمريكى يدور حول الأرض فى عام 1962. وبعد ذلك أطلق الاتحاد السوفيتى أول امرأة فى الفضاء وهى ” فالينتينا تيريشكوفا” فى عام 1963. وأجرى رائد الفضاء السوفيتى ألكسى ليونوف أول عملية مشى فى الفضاء فى عام 1965 التى كادت أن تنتهى الرحلة بكارثة حين أخفق ليونوف في العودة تقريباً إلى الكبسولة. وبعد النجاح السوفيتى فى وضع أول قمر صناعى فى المدار وبعد رحلة جاجارين، ركز الأمريكان جهودهم على إرسال مسبار فضائى إلى القمر. وفى 21 من يوليو 1969 أصبح الأمريكى نيل آرمسترونغ أول إنسان يضع قدمه على سطح القمر فى حدث راقبه أكثر من 500 مليون شخص حول العالم.

ويصنف الهبوط القمرى أحد اللحظات الحاسمة فى القرن 20 .. وقد نفت الولايات المتحدة الحق بامتلاك أى جزء من القمر بعد هبوطها الناجح على سطحه، واليوم، وبعد نحو خمسة عقود من انتهاء “سباق الفضاء خلال حقبة الحرب الباردة”، تعود المنافسة من جديد قوية وأكثر إثارة هذه المرة.

وفيما يلى عرض لبعض البرامج الفضائية التي تستهدف العودة إلى استكشاف القمر، أقرب جار كونى للأرض.

* الولايات المتحدة : على مدار أعوام طويلة، وضعت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) نصب عينيها هدف الوصول إلى كوكب المريخ، ولكن التركيز قد تحول إلى القمر في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وستسعى ناسا خلال أوائل العقد المقبل، إلى العودة إلى “مدار القمر”، بهدف إقامة محطة فضاء دولية تحمل اسم “جيت واي”، ليستطيع الإنسان الهبوط على سطح القمر خلال أوائل عشرينيات القرن الحادى والعشرين (العقد الثالث من الألفية الثالثة).

* روسيا : من المقرر أن يهبط طليعة رواد الفضاء الروس على سطح القمر في بداية ثلاثينيات القرن الحالي، ليبقوا هناك لمدة 14 يوما.. وكان الاتحاد السوفيتي (السابق)، ألغى برامجه التى سعت إلى الوصول إلى القمر خلال سبعينيات القرن الماضى، عقب سلسلة من الاخفاقات التكنولوجية.

ولدى وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) خطط للمشاركة في مشروع محطة فضاء دولية تقوده الولايات المتحدة.

* الصين : تقود الصين مسيرة البعثات التى تسعى إلى استكشاف القمر، فقد أطلقت هذه القوة المحركة بالفعل مركبة فضائية لتكون أول مسبار يهبط على الجانب البعيد من سطح القمر، والذى يبقى محجوبا عن سكان الأرض.

وفى شهر مايو الماضى، أطلقت بكين قمراً اصطناعياً يحمل اسم “تشيتشاو” بهدف استكشاف الجانب المظلم من القمر، ومن المقرر أن يصل القمر الاصطناعى إلى موقع يسمح له بأن يشكل حلقة وصل بين كوكب الأرض ومسبار قمرى من المرتقب إرساله إلى الفضاء قبيل 2020.

وتشمل خطط الصين إرسال بعثة إلى القمر خلال عام 2019، تأمل خلالها فى جمع عينات من صخور القمر وإحضارها إلى الأرض. ومن المقرر أن يهبط أول رائد فضاء صينى على سطح القمر بحلول عام 2030. ولكن طموحات ومشروعات الصين الفضائية لم تقف عند هذا الحد، حيث تعتزم البلاد إقامة محطة فضاء دولية فى عام 2022.

* أوروبا : أذهل يوهان ديترتيش فيرنر المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية، الجميع مؤخرا عندما قدم فكرة إقامة “قرية على القمر”. وتهدف خطة إلى إقامة تجمع بشرى على سطح القمر يشكل قاعدة ثابتة للعلوم والأعمال والسياحة، وذلك بالتعاون مع وكالات فضائية ومؤسسات أعمال تجارية من أنحاء العالم.

وتدعم وكالة الفضاء الأوروبية أنشطة الوكالات الفضائية الأخرى تكنولوجياً، حيث تستخدم مركبة الفضاء “أوريون” التابعة لناسا برنامج محاكاة الخدمات الخاص بالوكالة الأوروبية، والذى ربما لن تتمكن ناسا بدونه من الطيران فى أى مجال.. كما قدم الأوربيون الدعم للصين فى إطلاق مسبارها القمرى “تشانج آه 5″، وروسيا فى مسباريها “لونا 25 ولونا 27.”

كما تستعد الوكالة الأوروبية لتنفيذ بعثتها الخاصة إلى القمر، والتى تتضمن فى البداية إرسال إنسان آلى (روبوت)، على أمل التمكن من إرسال طاقم بشرى فى المستقبل القريب. وليس من المقرر الإعلان عن الخطط العملية فى هذا الإطار قبل نهاية عام 2019.

* الهند: تأمل الهند من وراء برنامجها الفضائي فى أن تتمكن من إرسال رائد فضاء، واحد على الأقل، من بين سكانها الذين يبلغ تعدادهم مليارا و300 مليون نسمة إلى الفضاء الخارجى، على متن مركبة فضائية هندية.

وقال رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودى أثناء الاحتفالات بالذكرى الـ 75 لعيد الاستقلال في أغسطس الماضي إن بلاده سترسل أول مهمة مأهولة للفضاء بحلول عام 2022. وقال إنه بحلول عام 2022 سيطير أحد أبناء الهند، رجل أو امرأة، إلى الفضاء، وهو يحمل فى يده علم الهند بألوانه الثلاثة.. ولن يكون هذا أول رائد هندي في الفضاء، ولكن الأول على ظهر مركبة هندية.

كما قامت نيودلهى بإرسال ثانى مسبار قمرى “شاندرايان -2” ، إلى الفضاء فى يناير 2019، ليكون شأناً هندياً خالصاً. وسيحمل المسبار “متجولا” (روفر) سيقوم بتحليل كيميائي لسطح القمر الصخري.

* كوريا الجنوبية : تسعى كوريا الجنوبية، صاحبة رابع أكبر اقتصادات القارة الاسيوية ، إلى إطلاق مسبار فضائي لاستكشاف القمر يحمل اسم “كوريا باثفايندر لونار اوربيتر ( المستكشف المداري الكوري للقمر) بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، وذلك على متن صاورخ “سبيس إكس”. ومن المقرر أن يحمل المسبار “المستكشف” على متنه أدوات خاصة وكاميرا من أجل رسم خريطة دقيقة للقمر.. وتسعى سول في المستقبل القريب إلى إرسال مسبار آخر، كورياً جنوبياً خالصاً، دون مساعدة من أحد… على الأقل هذه هي خطتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى