المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

طب وصحة

العطاس… جراثيم تلاحقك على بعد 6 أمتار!

 

نختبر كلنا هذه الحالة، البعض بصوت عالٍ والبعض الآخر على دفعات متتالية لا دفعة واحدة. تواجه العطاس أينما اتجهت خلال موسم الرشح. ولكن ما المسافة التي يلزم أن تفصلك عمن يعطس كي تظلّ بمأمن من المخاط والسوائل المنطلقة في الهواء؟ أبعد بكثير مما تظن أو تود ذلك. يجب أن تكون بعيداً نحو 6 أمتار أو أكثر.

لطالما حيّرت المسافة الآمنة التي تقيك العطاس الخبراء في هذا المجال، الذين يشملون الأطباء، والممرضات، والباحثين الطبيين، وكل مَن يعملون على منع انتشار الأمراض المعدية.
لكن البحوث الأخيرة قدّمت معلومات جديدة عن علم العطاس، كاشفةً ما يحدث عندما نعطس والمسافة التي يعبرها رذاذ اللعاب والمخاط.
يشكّل العطاس رد فعل، حسبما يوضح الدكتور سكوت ديفيس المتخصص في معالجة الأمراض التنفسية.
يحدث رد الفعل هذا عندما تستشعر أدوات استقبال في الأنف وجود مواد مهيِّجة، تشمل روائح كالعطور أو الدخان، فضلاً عن غبار الطلع في الهواء أو وبر حيوان أليف.
باختصار، أي نوع من مسببات الحساسية. وفي بعض الحالات، يسبب الهواء البارد أو نور الشمس العطاس. عندما تستشعر هذه المستقبلات المواد المهيِّجة، يتلقى الدماغ إشارة ويأتي رد فعل الجسم لاإرادياً.
يضيف ديفيس: “تولّد هذه الاستجابة رد فعل عنيفاً يشمل العنق، والصدر، والبطن، والحجاب الحاجز، وتُطلق دفقاً قوياً من الهواء عبر أنفك”.

ينطلق الهواء من رئتيك، وتتنفس بعمق قبل كل عطسة كي تخرج دفقاً كبيراً من الهواء، “تماماً مثلما يحدث عندما تطفئ شمعة”، وفق ديفيس.

الهدف منه

ولكن ما هدف العطاس؟ التنظيف، حسبما تجيب جين بفايفر، بروفسورة مساعدة في كلية التمريض في جامعة مينيسوتا وخبيرة قديمة في الوقاية من العدوى والتحكم فيها. يمكننا اعتبار العطاس أشبه بعثور الجسم على متطفل في الأنف من الضروري إزالته. وكلما عطست، ازداد احتمال أن يكون هذا المتطفل ما زال عالقاً في الداخل. لذا الجأ إلى الفلفل. كذلك يساهم العطاس في إعادة ضبط البيئة داخل الأنف، متيحاً للجسيمات المثيرة للمتاعب التي نتنشقها عبر الأنف أن تعلق في بطانة المخاط، حسبما كشفت دراسة أجراها أخيراً باحثون من جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا. لطالما اعتقد الخبراء في علم العطاس أن القطرات المنبعثة من العطاس تنتقل مسافة قصيرة فحسب لا تتعدى الميترين على الأرجح. لكنّ عرضاً على البطيء لفيديو يصوّر عطسة التقطها أخيراً باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كشف حقيقة مقلقة جداً: تجتاز جسيمات العطسة تلك مسافة أكبر بكثير.

حقيقة مقلقة

يُبرز هذا الفيديو التفاصيل الدقيقة لما يحدث لخليط السائل المنطلق من فم الإنسان وأنفه عند العطس. تُظهر هذه الاكتشافات، كما حددها باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مجلة “نيو إنغلند” للطب، أن هذه القطرات تنطلق إلى أبعد مما

اعتقدناه سابقاً، ذلك بفضل دوامة من الهواء. تكتب ليديا بورويبا، باحثة بارزة من مختبر ديناميكيات السوائل وانتقال الأمراض في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “تسقط القطرات الكبيرة بسرعة على بعد ميتر إلى ميترين عن الشخص. أما القطرات الأصغر حجماً والمتبخرة، فتبقى معلقة في دوامة من الهواء. وفي غضون بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق، تستطيع أن تعبر الغرفة لتهبط على مسافة 6 إلى 9 أمتار”.

دفاعك

إذاً، ما دفاعك الأفضل ضد العدوى في وجه موجة عطاس قريبة؟ يجيب ديفيس: “لا يمكنك الهرب لأن العطسة تنتهي قبل أن تتمكّن من الحراك، لذا تعتمد أساليب الحماية والوقاية على مَن يعطس”. تنصح بفايفر بالابتعاد مسبقاً بغية تفادي التقاط المرض. تقول: “تشكّل المسافة حاجزاً. عندما يشعر الشخص بتوعك ويأبى البقاء في المنزل، فمن الأفضل أن تبقى بعيداً عنه مسافة ميتر”. في الماضي، علّمنا خبراء الوقاية من الأمراض تغطية فمنا بيدَينا عندما نشعر برغبة في العطاس. صحيح أن هذه الطريقة أفضل من العطاس وفمنا مفتوح، إلا أنها لم تعد الأفضل. ويعود ذلك إلى أن يديك، عندما تبتلان وتتلوثان بالجراثيم، يسهل عليهما نقل هذه الجراثيم إلى لوحة المفاتيح، والأقلام، ومقابض الأبواب، ما يسهم بالتالي في انتقال العدوى من شخص إلى آخر. تنصح بفايفر وغيرها من خبراء الصحة اليوم الناس بأن يعطسوا داخل محرمة أو مرفق الذراع. تستطيع العطسة الانتقال بسرعة 160 كيلومتراً في الساعة، وفق بعض التقديرات. وماذا عن قوتها؟ لا يُستهان بها أيضاً. يشير ديفيس إلى أن البعض في حالات نادرة تعرّض لإصابات جراء العطاس بقوة كبيرة. يقول: “من المحتمل أن تكسر ضلعاً عندما تعطس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى