المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

العلم هو الطريق لفهم حالات الطقس والمناخ

زهير بن جمعة الغزال

د. عمار السكجي

رئيس الجمعية الفلكية الاردنية

 

إن الاتجاه الذي انتشر مؤخرا انتشار النار في الهشيم في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والمنصات والمنتديات المختلفة، والذي يروج الى علاقة طوالع وظهور بعض النجوم بحالة الطقس على كوكب الارض، والتي قد تكون بعيدة عنا سنوات ضوئية.

لقد اعتمد الأقدمون على ظهور بعض النجوم والأجرام السماوية في تحديد حالات الطقس والمناخ وأبدعوا في تصوراتهم في ذلك الوقت، وكتبوا الاشعار والأمثال في وصف أحوال الطقس وأصبحت من معتقدات الشعوب وكأنها احدى مصادر المعرفة المؤكدة، ونعذر اجدادنا باتباع هذه الطرائق بسبب عدم وجود بدائل في اوقاتهم، وكانت هي السبيل الوحيد لتقدير حالات الطقس، وهذا تراث مهم ساد فترة من الزمن خلال التاريخ التطوري للبشرية، واستخدمته كثير من الشعوب، لكن لابد من النظر بنافذة وميزان العلم لبعض هذه القضايا.

ان اتباع المنهجية العلمية في التفكير والمعرفة شي مهم ونشرها في المجتمع يثري ويساهم في تطور المعرفة العلمية في المجتمعات وتصحيحها، بالتوازي مع إبراز أهمية التخصص والمهنية، ونحاول إرساء ثقافة علمية مجتمعية ، فمثلا بدل ان نقول “إذا طلع سهيل لا تامن السيل وتلمس التمر بالليل ويبرد آخر الليل”، او ظهر “نجم ذابح” والذي يشير الى سعد الذابح والبرد الشديد والثلوج، ننظر الى خرائط الاقمار الصناعية وصور الغيوم والبيانات العلمية ومعدلات الإشعاع الشمسي ومنحنياتها وهي متاحة للباحثين والمختصين، التي من خلالها يمكن ان تقدم لنا نتائج أكثر دقة من حالة طلوع نجم ما في وقت ما، والتي قد تصيب من باب الصدفة أو قد تخطئ حسب الزمان والمكان.

ان الانقلابات والاعتدالات التي قدمها علم الفلك الحديث وحساباتها الدقيقة المعتمدة على الحركة الديناميكية لمنظومة القمر-الأرض-الشمس، وأهمها ميل محور دوران الأرض هي مؤشرات فلكية يعتد بها بشكل عام، لكن الفيصل هو المنهجية العلمية المبينة على قراءة درجات الحرارة والرطوبة وحالة الجو وأحوال الطقس والمناخ والنماذج الرياضية والمحاكاة وأجهزة القياس الأرضية الدقيقة و محطاتها المنتشرة وبيانات الاقمار الصناعية التراكمية والتي أصبحت حديثا تزداد لتشكل “البيانات الضخمة” و”منظومات الذكاء الصناعي” و “علم البيانات” والتي من خلالها قد نفهم حالة الطقس والمناخ بشكل شمولي ودقيق.

نعم لتكريس المنهج العلمي في فهم حالة الطقس والمناخ المعقدة والتي تعتمد على متغيرات كثيرة والتوجه نحو القياسات الدقيقة المختلفة المعتمدة على المنهجيات العلمية ونماذجها، واستشارة أهل الاختصاص في مؤسسات الأرصاد الجوية ومعاهد ومراكز الطقس والمناخ والمحطات الأرضية والفضائية المهتمة بعلوم الطقس والمناخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى