المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مجلس الأمة

الغانم أمام مؤتمر «يورو آسيان»: خطاب الكراهية بوابتنا إلى الجحيم السياسي

المصدر:الرأي

كونا – حض رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، برلمانات آسيا وأوروبا على التركيز على الهموم المشتركة لدول القارتين، مشددا على ضرورة التصدي لخطاب الكراهية، معتبراً أن ما يستتبعه من ممارسة تفتح «بوابتنا الى الجحيم السياسي»، كونه خطابا يتناسى القضايا المصيرية المشتركة ومشاكل شعوب القارتين وهمومهما المشتركة.
وأشار الغانم في كلمة نشرتها شبكة «الدستور» الاخبارية أمس، أمام مؤتمر البرلمانات الاوروبية الاسيوية الرابع «يوروآسيان» في العاصمة الكازاخستانية نورسلطان، الى «ضرورة تغيير المعادلة المغلوطة التي تصور صراعا بين آسيا متخلفة وتعاني عقد النقص، مقابل أوروبا متعالية وباردة وغير مبالية»، مضيفا: «دائما ما أتساءل ما الذي يجعل لقاءنا كآسيويين وأوروبيين في كازاخستان، حيث قلب آسيا، طبيعيا وعاديا ومألوفا، وماذا عن عشرات الأديان الممتدة من الشرق الى الغرب».
وتساءل «ماذا عن الحروب وصراع الحضارات والامبراطوريات بين القارتين عبر التاريخ؟ وماذا عن اختلاف الأجناس والاعراق والألوان بين ضفتي هذا الحزام الجغرافي الهائل؟ والأكثر أهمية ماذا عن اختلاف لغاتنا ولهجاتنا؟».
وأضاف «انا هنا لا أريد ان أكون قاطعا في إجابتي، لكنني أكاد أجزم ان سبب لقائنا وتواصلنا وتفاعلنا رغم كل شيء، هو همنا المشترك وهو هم لم يتغير عبر التاريخ، هم الناس في العيش بكرامة وأمن واكتفاء، وهم الناس في التصالح مع الطبيعة وهزيمتها ان أمكن، أو التحايل عليها اذا ارغمنا على ذلك، وهم الناس في تأمين مستقبل أبنائهم».
وتابع «هذا الهم المشترك أكبر من الحروب والصراعات والاعراق والأديان، وهذا ما يجعل لكل صراع نهاية ولكل حرب خاتمة، ولهذا فعمر طريق الحرير أطول بكثير من عمر أكبر معركة حربية، وعمر التواصل بيننا أكثر امتدادا من عمر القطيعة، وعمر الحاجة وهو عنوان الانسان الصارخ، أكثر خلودا من عمر العزلة والانكفاء والاكتفاء».
وبيّن ان أكثر خطاب يبعث على القلق هو خطاب الكراهية، الخطاب المتخم بالفوبيات المتخيلة الخطاب المحرض على الآخر، الخطاب المنطوي على فهم مغلوط وقراءات مخلة، فتصبح المعادلة هكذا: آسيا المكتظة والمتخلفة، آسيا العبء، آسيا المصدرة للمشاكل والملفات المزمنة، آسيا المسكونة بعقدة النقص، مقابل أوروبا الباردة غير المكترثة، أوروبا المتعالية أوروبا المسكونة بعقدة الامبريالي الجشع.
وذكر الغانم ان «هذا النوع من الخطاب والفهم وما يستتبعه من ممارسة هو بوابتنا الى الجحيم السياسي، لانه خطاب يتناسى قضايانا الواقعية المصيرية المشتركة، ويركز على المتوهم والمتخيل، انه خطاب يتناسى مشاكل البطالة في آسيا وأوروبا ومشاكل الطاقة والمياه ومعضلات التنمية في كلتا القارتين وغيرهما من ملفات مشتركة».
وقال إن «مسؤوليتنا كبرلمانيين وكممثلين للشعوب أن نساهم في خلق خطاب انساني جامع يركز على المشتركات والهموم الجماعية العابرة للقارات وعلى الأولويات المستحقة، وما هذا الاجتماع إلا خطوة لتفعيل حوار مستمر وممتد بين قارتينا».
وأكد ضرورة العمل حثيثا لإيجاد حلول نهائية للكثير من الملفات المزمنة في آسيا وأوروبا وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مبينا ان هناك أمرا مهما باعثا للقلق أيضا وهو بقاء الكثير من الملفات والقضايا المزمنة في القارتين دون حل «أتحدث هنا عن جروح مفتوحة عمر بعضها يزيد على نصف قرن».
وأضاف «بما انني من الشرق الأوسط من المنطقة، التي نال منها التعب كثيرا، بسبب التهاب ظروفها على الدوام، سأعيد التذكير بأقدم ملف مزمن في العالم وأعني هنا القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي».
وقال الغانم «71 عاما من الظلم والجور والقمع والقتل والتجويع والحصار، 71 عاما من الصلف والعناد والمكابرة، 71 عاما من الانتهاك الممنهج لكل قرارات الأمم المتحدة ولكل اتفاقيات حقوق الإنسان والعهود الدولية، ولا يزال هذا الجرح مفتوحا، وهو جرح لا يخص الشرق الأوسط لأن الكل معني به وشظاياه كانت على الدوام عابرة للقارات».
وحذر من أن إبقاء هذا الملف من دون حل ومن دون ضغط على المتسبب، ودون تفعيل آليات الردع السياسية والحقوقية والأخلاقية، ينذر بعواقب كارثية على الجميع.
وأكد أن التخلي عن الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة أدى وسيؤدي على الدوام إلى استشراء اليأس والإحباط والغضب والانفعال «وهذه كلها مواد خام أولية تدخل في صناعة الإرهاب».
في سياق متصل، بحث رئيس مجلس الامة على هامش المؤتمر، مع رئيس مجلس الشيوخ في كازاخستان داريغا نزارباييفا، سبل تعزيز وتطوير التعاون البرلماني بين البلدين في مختلف المحافل القارية والدولية.
وأوضحت شبكة الدستور، ان المباحثات تناولت سبل توحيد وجهات النظر تجاه مختلف القضايا والموضوعات المطروحة في تلك المحافل.
حضر اللقاء وكيل الشعبة البرلمانية النائب راكان النصف، وامين صندوق الشعبة النائب محمد الدلال، وعضوا الشعبة النائب صفاء الهاشم والنائب الحميدي السبيعي، والقائم بأعمال سفارة الكويت لدى كازاخستان خالد الخالدي.
كما بحث الغانم ورئيس مجلس النواب في كازاخستان نورلان نجماتولين، الملفات والموضوعات المقرر طرحها في اجتماع (يورو آسيان)، وتلك التي سيتم طرحها في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في صربيا اكتوبر المقبل.
وعرض الغانم والنائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي حسن الكعبي، سبل التنسيق إزاء الملفات والقضايا المزمع طرحها في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي.
وذكرت الشبكة أن اللقاء تناول اهمية توحيد المواقف العربية والإسلامية إزاءها.

الدلال: لتحقيق تقارب
الدول الأوروبية والآسيوية

ذكر أمين صندوق الشعبة البرلمانية النائب الدلال، ان الاجتماع يستهدف تحقيق التقارب بين الدول الاوروبية والآسيوية، وتعزيز سبل التعاون في المجالات التنموية والاقتصادية، الى جانب تعزيز العمل البرلماني المشترك.
وأوضح ان فكرة الاجتماع تلقى دعما من الكويت كونها تعزز السلم والامن الدوليين، مشيرا الى مواقف البرلمان الكويتي في تعزيز التعاون مع البرلمانات الاخرى ومساندته لكل القضايا العربية والاسلامية العادلة كالقضية الفلسطينية.

الهاشم: كازاخستان
نجحت في تعايش الأديان

قالت عضو الشعبة البرلمانية النائب صفاء الهاشم، ان كلمات الوفود ركزت على التعايش السلمي ونبذ الارهاب وبناء البنى التحتية للاجيال القادمة والعيش مع المذاهب العرقية المختلفة.
وأكدت الهاشم، في تصريح، ضرورة تبني رؤية جادة لتحقيق التعايش السلمي والمضي قدما في هذا الاتجاه، خاصة ان عدد الحضور بالاجتماع كبير ويضم وفود نحو 54 برلمانا.
ونوهت بتجربة كازاخستان التي نجحت في إرساء مبدأ التعايش السلمي بين كافة الاديان، معربة عن املها في ان تنقل البرلمانات المشاركة هذه الرؤية الى دولها وتطبقها بين شعوبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى