المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

القوة الناعمة‬

بقلم: المدرس المساعد ” مروان الدوسري ”

هي قوة الجاذبية، أن تكون جذابًا بالنسبة للآخرين، لا أن تضعهم في صفك و بجانبك بواسطة الإكراه واستخدام السلاح، أو بدفع الأموال.

للقوة الناعمة‬ أركان متعددة، بل هي – بلا مبالغة – مسألة ” أمن وطني ” إن تم الاهتمام بها ودعمها والعمل على تطويرها فستكون الدولة قادرة على الموازنة بين قوتها الصلبة وقوتها الناعمة وهذا ما يراه جوزيف ناي ” مبدأ للنجاح في علاقات السياسية الخارجية والثقافية ، والرياضية، والسياحة، والعمارة والتصميم ، والتعليم والابحاث ، وسائل التواصل الاجتماعي ، والمُشاركة في التنمية الدوليّة وغيرها…الخ

ان أكثر أدوات القوّة الناعمة‬ لأي دولة لابد ان يكون اثرها الاستراتيجي ذو مدى بعيد ومحوري و هام.

ومن الأمثلة الدولية للقوة الناعمة:- مصر | السياحة – و النجم محمد صلاح

‏الولايات المتحدة | هوليوود “السينما” – سيليكون فالي “التقنية” – المنتجات الامريكية (Apple‬ ، ‪Ford‬ ، ‪Coca Cola‬ ) ‏ اليابان | الرسوم المتحركة “الإنيميشن” – المنتجات اليابانية (‪Sony‬ ، ‪Toyota‬ ، ‪Canon‬ )

نحتاج الى العديد من المُبادرات و المُناسبات في القطاعات سواء كانت الحكومية او الخاصة التي تُفعل جانب ⁧‫((القوة الناعمة‬)) والتي تحتاج للدعم والمُساندة ، وعدم اعتبارها مجرد “صرف أموال” أو ” استعراض إعلامي” ، لأن الهدف من ورائها عميق وكبير ويحتاج إلى بُعد نظر.

ولكي يكون العمل مؤسساتي المنهج، استراتيجي الأهداف، بالإمكان تبني مُبادرة وهي ” تشكيل مجلس القوة الناعمة‬ ” ضمن رؤية قد تكون على مدى عشرة سنوات بعضوية كل من وزارة الخارجية ووزارة الثقافة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الاتصالات وزارة الشباب والرياضة ووزارة التخطيط وهيئة الاعلام بالإضافة الى اعضاء ممثلين عن القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ‏و يكون لـ “مجلس القوة الناعمة‬ هدف استراتيجي ‏هو الدخول ضمن قائمة ” أفضل 30 دولة في العالم بالقوة الناعمة ” لمواكبة الرؤية والعمل بهدف موحد بمنظور عالمي بعيد المدى ووضع البلد في مكانه الطبيعي بأدوات تواصل استراتيجية وشبكة دبلوماسية قويّة وتأكيد شراكتها بالتنمية الدولية، والأهم هو الإدراك بأن القوة الناعمة‬ هي رؤية قيادة و فاعلية حكومة وإيمان ومساهمة شعب. لا تكتمل القوة الناعمة بدون تظافر جهود الجميع بلا استثناء لضبط استراتيجيات مُستدامة تجعلنا أكثر مهارة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية أيًا كانت و متى كانت.

‏ختامًا، من أجل قوة ناعمّة فاعلة، ومن أجل تحقيق مرتكزات رؤيه، لابد من تحقيق ثلاثة عناصر:

‏الإيمان : بأنفسنا وقدراتنا وقيادتنا ومكتسباتنا وثرواتنا.

‏الإدراك : معرفة واستغلال نقاط القوة لدينا وآلية التواصل المُناسبة.

‏العمل : بشكل مؤسساتي وتفعيل الشراكات الاستراتيجية بجميع قطاعاتنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى