المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

المباركية.. روح المكان تدعوك إلى السوق

سوق المباركية.. صورة لماضي الكويت الذي انصهر في حاضرها.
فالمكان مفعم بروح التراث، ويكاد ينطق ليروي ذكريات نحو مئتي عام، مرت على بقعة في قلب مدينة الكويت، حفلت عبر السنين بالحياة والتبادل الاقتصادي، والتفاعل الاجتماعي، والامتزاج الحضاري، ولا تزال بصمة الآباء والأجداد واضحة فيها، تجذب أصحاب القلوب المفعمة بالحنين إلى الماضي. كانت سوق المباركية عبر السنين تجمعا تجاريا للكويتيين، وأصبحت أحد أبرز المعالم السياحية في البلاد، ولا تزال صامدة في وجه عاصفة التغيير، إذ تم تحديثها، والمحافظة على روح المكان التي تغمر الإنسان بالألفة والبساطة وتنعش الذاكرة، وتحقق لرواد السوق الراحة النفسية.
يخبرنا التاريخ أن الباعة كانوا يعرضون بضائعهم في مكان بعيد نسبيا عن تحكُّم «هوامير» ذلك الزمان، وشيئا فشيئا أصبح ذلك المكان سوقا تُلبِّي احتياجات الكثيرين، وتوسعت بإقبال أصحاب البسطات عليها، ما دعا الشيخ مبارك الصباح، الأمير السابع للكويت، الذي تحمل السوق اسمه، إلى افتتاح السوق لتكون منطلقا لتحقيق أحلام ذوي الدخل المحدود..
وازدهرت سوق المباركية على يد التجار الكويتيين، الذين كانوا يبحرون فيصارعون الموج والرياح ليجلبوا بضائعهم من العراق والهند وأفريقيا، وكان بعض أهل البادية الذين يأتون إلى مدينة الكويت يعرضون بضائعهم ويشترون حاجاتهم، ونالت السوق شهرة واسعة، فصارت ملتقى لتجار الخليج العربي.

عمارة بديعة
وامتازت السوق بعمارتها البديعة، المنسجمة مع البيئة الكويتية، وانتظام الدكاكين في السوق بأشكال هندسية جميلة. وكانت أسقف المحال تُغطى بالخشب والجندل والباسجيل، وتُغطى ممرات السوق بجريد النخل والعرشان الخشبية لوقاية المارة من حرارة الشمس صيفا والأمطار شتاءً.
وبعد تجديدها، بقيت السوق محتفظة بطابعها الأصيل، فتصميمها يحاكي الأسواق الكويتية القديمة، والمقاهي والمطاعم التي تقدم المأكولات والمشروبات الشعبية صممت على الطراز القديم من حيث الأعمدة والأسقف والبناء. ومداخل السوق ومخارجها الواسعة تتيح الدخول والخروج بكل سهولة ويسر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى