المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مجلس الأمة

المقاطعة.. مبدأ أم تسجيل موقف؟.. بقلم: محمد لمعان العجمي

بقلم: محمد لمعان العجمي

يتجدد النقاش مع قرب الانتخابات البرلمانية بين من يدعو للمشاركة فيها ومن يدعو لمقاطعتها ويشكك بجدواها، رغم أنني متفهم موقف من يقاطع مرسوم الصوت الواحد، لكن بعد أن قالت المحكمة الدستورية كلمتها وحصنت الصوت الواحد، أصبحت المقاطعة بلا جدوى، بل إن المشاركة في الانتخابات واجبة لتغيير الوضع الراهن. ولكن يستمر البعض في موقفهم ويخلط بين مفهومي المبدأ والموقف. فتجد الكثير يدافع مستميتا عن الموقف وكأنه مبدأ لا يمكن التخلي عنه. فلابد أن يعي الناخب أن المبدأ ثابت لا يتغير وأن الموقف مرن قابل للتغير بحسب ما تقتضيه مجريات الظروف الراهنة.

ففي مجلس الأمة السابق، المنتخب في 2013، أصبحت هناك ممارسات مجحفة إثر المقاطعة منها قانون الجرائم الالكترونية الذي كمم الأفواه، وسجن المغردين، وإقرار قانون البصمة الوراثية، وشطب الاستجوابات، وتهميش الدور الرقابي لمجلس الأمة كما طغت على المشهد الأغلبية الحكومية. واستمرت نتائج المقاطعة إلى مجلس الأمة الحالي وتم الكشف عن قضايا فساد في عهد مجلس الأمة السابق من قضية بند الضيافة، وصندوق الجيش، وقضية طائرات اليوروفايتر وصولا إلى قضية النائب البنغالي، وازدادت مشاكلنا سوءا في ملفات متعددة منها التركيبة السكانية، والوثيقة الاقتصادية التي تروج لها الحكومة، وهي وثيقة الدمار الاقتصادي، حتى وصل الأمر إلى التجسس والتنصت على شخصيات وطنية والحسابات الشخصية للفاعلين في المجال العام، هذه مخالفة صريحة للمادة 39 من الدستور، حيث تنص بأن «حرية المراسلة البريدية والبرقية والهاتفية مصونة، وسريتها مكفولة، فلا يجوز مراقبة الرسائل، أو إفشاء سريتها إلا في الأحوال المبينة في القانون وبالإجراءات المنصوص عليها فيه».

عزوفنا عن الانتخابات يعطل من التحول الديموقراطي للمجتمع وهذا ما سعت إليه السلطة من بداية عهد الدستور بممارسات متمثلة في تزوير انتخابات في 1967، وتعليق الدستور في 1976، وتعليقه مجددا في 1986، والانقلاب على الدستور بإنشاء ما يسمى المجلس الوطني وهو مجلس صوري ومخالف للدستور.

فماذا ينتظر هذا الناخب المقاطع أن يحدث للكويت حتى يقتنع بأن مقاطعته ساهمت في تسليم الكويت إلى حفنة غير كفوءة وغير مؤهلة عاثت في الأرض فسادا؟!

المشاركة اليوم هي وسيلة لردع هذا الفساد من التجاوزات والتعديات والانتهاكات على المال العام وأصبحت المقاطعة عبئا يفوق نفعها، لذلك عليك عزيزي الناخب أن تحسن الاختيار بمن يخاف الله في هذا الوطن الجميل وأن تعود الكويت أفضل من سابق عهدها.

***

تنشر حملة «سجلني» مجموعة من المقالات لتشجيع الشباب والشابات على المشاركة الإيجابية في الانتخابات المقبلة.

«سجلني» حملة وطنية تهدف إلى تسجيل أكبر عدد من النساء غير المسجلات في القيود الانتخابية.

المقاطعة.. مبدأ أم تسجيل موقف؟.. بقلم: محمد لمعان العجمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى