عبر ندوتها للموسم الثقافي لمركز اللغات، جمعت د. نورة المليفي بين مناقشة ديوان د. خليفة الوقيان «مختارات» وذلك تحت عنوان «الخيال والصورة»، وتوقيعها ديوانها الجديد «مادمت أنثى»، وذلك يوم الأربعاء الماضي في مركز اللغات.
بداية، أثنت المليفي على الموسم الثقافي المميز بجهود مدير المركز الأستاذ الدكتور عبدالهادي العجمي، ثم انطلقت إلى لب المحاضرة المخصصة لقصائد «مختارات» الوقيان. وألقت المليفي قصيدة أهدتها إليه معتبرة إياه «عميد الثقافية الكويتية» ومما جاء فيها:
يا من كتبت من الحقيقة بابها
منا إليك تحية الصلوات
ستظل في عين النقاء كماسة
لمعت بنور حقيقة الإثبات
جبل أمام العاديات لغاية
مرسومة بيراع صدق الذات
وبحسب تاريخ الفعال بداهة
يبقى الكبار كواكب الطرقات
ثم أهدت «قرصا ممغنطا» للجمهور تحدثت من خلاله عن دور الوقيان في تأريخ الثقافة الكويتية، حيث دحض الاعتقاد بأن الكويت كانت خالية من الحياة الثقافية قبل النفط، وأكد من خلال كتاباته أن الكويت لها تاريخ مشرف في مجال الثقافة منذ نشأتها.
دواوين أربعة
ثم أوضحت المليفي أن المقصود بالـ«مختارات» الديوان الذي جمع فيه الوقيان مجموعة من قصائد دواوينه الأربعة: المبحرون مع الرياح، تحولات الأزمنة، الخروج من الدائرة، حصاد الريح.
واكدت أنه كان لديوان الوقيان الأول «المبحرون مع الرياح» وقع طيب وسعادة لم يسبق أن نالها ديوان آخر على الساحة الشعرية، كما نال استحسان بعض النقاد العرب، فالوقيان كشف للشعراء في الكويت عن جدارة القصيدة العمودية بالتعبير عن المضامين المختلفة، وقد بدأ رومانسيا باحثا عن عالم مثالي، ثم جذبته الهموم القومية إلى ميدانها أكثر فأكثر، فانطلق متفاعلا معها، مع عدم تجاهل هموم وطنه ومواطنيه.
الخيال والصورة عند الوقيان
وبسطت المليفي عددا من التعريفات لمعنى التخيل والصورة، ثم تحدثت عن تميز الوقيان بابتكار صور جديدة عبرت عن المضمون بطريقة غير مباشرة.
ثم انطلقت إلى المفارقة الصورية التي بدت في قصيدة الحصاد، حيث كشف فيها الشاعر عن موقف وجودي مأزوم يعانيه عندما قال:
أيهذا المسافر
في رحلة الحلم والهم
قد أرهقته الليالي
وأدمت خطاه شفار الصخور
وأكدت المليفي أن الصورة الشعرية عند الوقيان اكتسبت دورها في ائتلافها مع صورة أخرى، بحيث تضمن نوعا من التشكيل يعظم دورها ويمنحه حيوية وخصوبة، يقول الوقيان في قصيدة العروس والقرصان:
وللخليج حتى يستريح
في شواطئ الكويت
زرقة كزرقة الماء
ضفائر من الضياء
وحتى يلثم الخليج عسجد الرمال
في الكويت
يقر موجه على شواطئ المدينة
يمد كف الحب والجمال والنماء
فتستحيل درة الرمال تبرا
وقطرة المياه عطرا.
إهداءات
ونظرا لضيق الوقت، فقد قامت المليفي بإهداء دراستها إلى الجمهور من خلال إصدارها الذي يحمل بين دفتيه 127 صفحة من القطع المتوسط.
وفي ختام الندوة وقعت المليفي ديوانها الجديد «مادمت أنثى» وأهدت إصدارها الجديد الصوتي للجمهور، وهو ديوان عاطفي عربي، ويبرز الحس القومي كما في قصيدة «سلام على فلسطين».
