المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

لقاءات

الهشاشة النفسية والأعراض والعلاج.

الشعلة/ وسيلة الحلبي

اوضح د. عبد العظيم علي عفيفي مدرب التنمية البشرية ان الهشاشة النفسية هي أحد أنواع الأمراض أو الأزمات التي تصيب الحالة النفسية لدى أي شخص وذلك لعدة عوامل وظروف قد يمر بها هذا الشخص، مثل الشعور بالتوتر والقلق باستمرار وعدم الثقة بقدرته على إدارته للأزمات والمشاكل التي قد تواجهه في الحياة العملية واليومية، وقد أُطلق على الهشاشة النفسية كذلك مصطلح ضعف الشخصية، وعادةً ما يترتب على الإصابة بهذه الحالة بعض الأمور التي تُدخل الشخص في مرحلة الإزعاج الشديد وكثرة التفكير وفقدانه لبعض الأحاسيس والمشاعر وكذلك يلاحظ على من يعاني من هذه الحالة تغير سلوكه وتصرفاته تجاه الأخرين.
واضاف د.عفبفي انه من الأعراض التي تظهر على الشخص الذي يعاني من الهشاشة النفسية هي الشعور بعدم تقدير الآخرين له وكثرة الغضب فقد قد يتعرض أي الأشخاص لبعض الظروف والتي توحي له بتدني مستوى تقدير الآخرين له مما يؤثر ذلك سلباً على نفسية هذا الشخص بحيث تبدأ بعض المشاعر غير متزنة بالسيطرة عليه كالشعور بانعدام الثقة بالنفس واليأس والتعب الشديد وعدم القدرة على تغيير الواقع والحال وهذا ما يدخله في مرحلة نفسية خطرة تسمى بهشاشة النفسية وكذلك عندما تسيطر بعض المشاعر السلبية على النفس والتي تجعل من الشخص مصاباً بالهشاشة النفسية فإن هناك عدة ملامح يتم ملاحظتها على هذا الشخص حيث يكون أكثرها وضوحاً وهي كثرة الغضب الذي يسيطر على المصاب بهذه الحالة، فهي تسبب له التوتر الشديد وحاجته إلى اتخاذ بعض الإجراءات للتخلص من هذا الأمر الذي يعانيه فيكون الغضب والتصرف بعنف هو مآله الوحيد أمامه.
ومن أجل علاج الهشاشة النفسية يجب اتباع طرق عدة ومنها:زيادة المعرفة العلمية والتخلص من الضعف وتعزيز القوة والسير بخطوات معروفة في الحياة وتوظيف المهارات. وذلك حيث أن زيادة المعرفة العلمية لدى الشخص تتحقق بالقراءة وإعطاء البحث العلمي أهمية في الحياة، فمن المهم أن يقوم الشخص في هذه المرحلة بالإكثار من القراءة عمن ثبت نجاحهم في تحقيق الأهداف وحازوا على التقدم والظهور اللامع أمام المجتمعات وتميزهم في إدارة النفس والأزمات، وكذلك التعرف على التحديات التي واجهت هؤلاء الأشخاص وطرق التعامل معها والاستفادة من ذلك وتطبيقه على الواقع الذي يعيشه هذا الشخص والاستفادة من تجارب الغير للتخلص من الحالة التي يعانيها. وكذلك عادةً ما يكون لكل شخصية بشرية خُلقت على وجه الأرض بعض النقاط التي تعتبر بمثابة ضعف في هذه الشخصية، وجانب آخر من النقاط التي يتميز بها هذا الشخص والتي تعد نقاط قوة في شخصيته، فإن الحل الأول لمشكلة الهشاشة النفسية هو البحث وتقصي نقاط الضعف التي تشملها الشخصية لوضع الحلول المناسبة للتخلص منها واستغلالها لكي تصبح نقاط قوة لديه، وكذلك الحال فإن على من يعاني من هشاشة النفسية عليه أن يحدد نقاط القوة التي تمتلكها شخصيته بحيث يقوم بتوظيف هذه النقاط واستغلالها نحو بناء شخصية قوية. وبالإضافة إلى ذلك فقد خلق الله سبحانه وتعالى جميع الخلق على اختلاف بينهم فيما يملكونه من قدرات ومهارات، فلكل انسان مهارة أو جانب معين يتفوق به عن الآخرين، وهذا الجانب قد يحتاج إلى تعزيز وتطوير من قبل الشخص لإبرازه واستغلاله لذا يجب على من يعاني من مشكلة الهشاشة النفسية بأن يقوم بتعزيز المهارات التي يمتلكها وأن يداوم على تطويرها باستمرار فهذا يعزز الثقة بالنفس ويعطي المكانة والحضور لهذه الشخصية بين الآخرين. وحيث أن غياب تحديد الهدف عند أي شخص في الحياة يؤدي إلى التشتت والشعور الشخص بعدم أهمية تواجده في المجتمع وهذا ما يجعل الحالة النفسية لهذا الشخص هشة ويؤدي إلى الضعف وعدم الثقة في النفس والدخول في متاهات تضر سلباً في حياته، لذا ينصح لمن يعاني من الهشاشة النفسية بأن يقوم بتحديد أهدافه في الحياة التي يعيشها والخطوات المهمة التي يطمح بالإقدام إليها ورسم طريق مساره في الحياة وعدم إطلاق النفس لهواها.
وختاما أعزائي فإن الهشاشة النفسية من أخطر ما يفسد سعادة الإنسان في الحياة فيكون ضعيفا من الداخل بمعني أن يحزن بسرعة وكذلك أن تتغير نفسيته من أي كلمة وأن يتعلق بأي إنسان.وأن يبالغ في كل المواقف.وأن يكثر الشكوى والضجر.وأن يهيم بكل ما يعجبه.وهكذا تكون شخصا هشا من الداخل مهزوم نفسيا دائما.
وأخيرا يوجد مجموعة طرقا أخرى بالإضافة إلى الخطوات السابقة التي ذكرتها آنفاً لعلاج القوة النفسية ومنها قوة الإيمان و التعلق بالله.وقوة الإرادة وعمق الثقة.وألا تحبط من الدنيا وإن ضاقت عليك مخارجها.وألا تهتم بالبشر و إن خانوك أو خذلوكو وعليك أن تقول يا رب أنت حسبي وكفى.فالمحارب ليس فقط من يحمل السلاح ؛بل من هو ذو إيمان قوي وتعلق بالله تعالى قبل كل شيء.. ، ثم من يملك القوة العقلية و النفسية ، للتغلب على نقاط ضعفه و إخفاقاته ، من أجل المضي قدما ..
‏فكن حامداً فقد سمع الله لمن حمده ، لا ترخي إذنك لمن هب ودب فكل فكرة تسمح بدخولها عقلك أنت المسؤول عنها وليس من أدخلها عقلك ، الإيمان بالله و التعلق به هو سبيل السعادة و الراحة النفسية و القوة الروحية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى