المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

الهنيدي: «كاب غاليري» منصّة لإبراز ثقافتنا العربية

منذ سنوات تأسّس في الكويت كثير من المشاريع أو المبادرات الثقافية الخاصة التي تقدم أنشطة وندوات وفعاليات ومعارض، توازي النشاط المؤسساتي الذي ترعاه الدولة، هذه المبادرات الخاصة تحاول أن تصنع لها هوية ومساحة للإبداع والأفكار والحوار، مختلفة عن الأنشطة الرسمية. ومن هذه المبادرات «كاب غاليري» ــ منصة الفن المعاصر ــ التي قدّمت منذ عام 2011، معارض فنية ودورات تدريبية في الرسم والنحت والتصميم وندوات ولقاءات فنية وفكرية وأدبية والأفلام السينمائية العالمية وأفلاماً عن الفنون، إضافة إلى مكتبة د.سليمان العسكري التي تضم 2000 كتاب في الفنون باللغات الإنكليزية والعربية والفرنسية، وبعض الكتب القليلة العدد بالفارسية والألمانية حول أهم فناني العالم وألوان ومدارس الفنون المختلفة. حول أنشطة «كاب غاليري» وأهدافها والمساحة التي تقدمها للثقافة والإبداع، كان لنا هذا الحوار مع عامر الهنيدي رئيس مجلس الإدارة:
غالبا ما يؤسّس الملتقيات والمبادرات الثقافية الخاصة مَن يعملون في الوسط الثقافي من كتّاب وشعراء وغيرهم؛ لذلك تبدو مبادرتك مختلفة، لكونك من خارج الوسط الثقافي. فما دافعك لتأسيس «كاب غاليري»؟
– شعرت بأن هذه الفترة تحتاج للحفاظ على الثقافة بعد أن قوي التيار المتشدد، وشعرت بوجود فجوة كبيرة وابتعاد عن الثقافة. عندما بدأنا في 2011 لم تكن «داعش» قد ظهرت، ولكن هناك اتجاه نحو الأفكار الراديكالية، والطريقة الوحيدة لمقاومة هذا الفكر المتطرف هي الثقافة. إضافة إلى أنه بالنسبة إليّ على مستوى شخصي، ككويتي من أصل فلسطيني، شعرت بوجوب رد الجميل للكويت التي احتضنتنا كفلسطينيين، واحتضنت والدي منذ عام 1948.
فضلت إنشاء مشروع ثقافي، وأن أقدّم عملا مجتمعيا، وفكرت في «كاب» كمنصة للثقافة، خصوصا الفن التشكيلي الذي لا يلاقي تقديرا كبيرا في الوطن العربي، ولا دعما ماديا.

تغيّرات كبيرة
عاصرت الكويت منذ الستينات حتى الآن، وشهدت التغيّرات التي مرت بها على صعيد الثقافة، فحدثنا عما رأيته.
ــ الكويت التي أعرفها في السبعينات كانت بلدا منفتحا على الثقافات الأخرى، وتتقبل الأفكار الجديدة، وتماشي التطور الذي يحدث في العالم، وبعد أن ذهبت للجامعة في السبعينات وعدت في الثمانينات وجدت أن شيئا ما تغيّر، ثم حدث الاحتلال العراقي، واكتسب بعدها التيار الديني قواعد أوسع ربما كرد فعل على الحدث الكبير، فالإنسان عندما يمر بحدث كبير يلجأ الى ما هو أقوى منه، وبالدين يستطيع أن يستقطب البعض كثيراً من الناس.

أنشطة الدولة
ما رأيك في النشاط الثقافي الذي تقدمه الدولة، وما الذي يميز الأنشطة الثقافية الخاصة عنه؟
ــ الدولة أنشأت مؤسسات ثقافية مهمة، مثل مركز عبدالله السالم ومركز جابر الثقافيين اللذين يقدمان فعاليات مهمة جدّا، ومؤسسات بهذا المستوى لا تستطيع غير الدولة تقديمها، فالنشاط الذي نقدمه غير ربحي ولا يستطيع أي شخص أن يدعم مشروعا ثقافيا خاصا بشكل يماثل الدعم الحكومي.
ولكن الفارق أن المراكز الثقافية الكبيرة لا تستطيع تقديم معارض صغيرة أو فنانين صغار أو غير معروفين، ونحن في منصتنا نفتح المجال لهؤلاء.

تطوير
هل هناك أفكار لتطوير «كاب غاليري»؟
ــ نعمل بالفعل على تطوير «كاب غاليري»، ولدينا مشروع لتطوير «كاب غاليري» بمساحات أكبر وأفكار ومشاريع ثقافية أخرى سوف نعلن عنها لاحقا.

ترجمة
لديك مشروع لترجمة كتاب، فحدثنا عنه.
ــ قرأت كتابا لإميلي عازار عن الفن التشكيلي المصري، ويعتبر من أهم الكتب التي نشرت في الستينات ومكتوب بالفرنسية، وترجم للعربية ترجمة سيئة جدا، فقررت ترجمته الى الإنكليزية مع صور جديدة، وهو كتاب موجه للخارج، فقد سبق أن أقمنا معرضا للفن التجريدي في «كاب غاليري»، وكنا بصدد إصدار كتاب عن الفن التجريدي في الوطن العربي أو عمل مرجع في الموضوع، وراسلتنا جامعات عدة للحصول على نسخ من الدراسة لتدريسها في الجامعة، فلا توجد لديهم أي مراجع عن الفن والتجريد في العالم العربي.

الثقافة في أوروبا
تحضر كثيراً من الفعاليات الثقافية بحكم ترددك على أوروبا، فكيف تمكن المقارنة بين الأنشطة هناك وهنا؟
ــ هناك فارق كبير بين الأنشطة التي تقام هنا والأنشطة التي تقام هناك، وأحاول من خلال «كاب غاليري» نقل بعض شيء مما أراه هناك.

أهداف
ما أهداف «كاب غاليري»؟
ــ نهدف إلى إبراز ثقافة الوطن العربي والتعريف بها، فهي تستحق تسليط الضوء عليها، وإيجاد منصّة لمن لا منصة له من الفنانين الشباب عبر إقامة المعارض المشتركة، إضافة الى توفير مساحة حضور فعاليات فنية وثقافية. ويصل إليّ كثير من التعليقات الإيجابية المشجّعة على الاستمرار، ولاحظت أن هناك جيلاً جديداً مهتماً بالثقافة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى