المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

بقلم: أحمد هاني القحص

           ” رسالة إلى من يتحدثون بالأمجاد “
   لا يختلف أثنان على أن الأمجاد بشتى صورها تعد مصدر فخر وأعتزاز لأصحابها الذين حفروه بالتاريخ وصنعوه للأجيال التي ستأتي من بعدهم .. ولكن .. هذه الأمجاد قد تكون حِمْلاً ثقيلا أحياناً، نظرا لأنها تتطلب المحافظة عليها وإكمال مسيرتها، وهنا تكمن المشكلة. 
   نعم هي بالفعل مشكلة لمن لا يعي ذلك المجد الذين بناه من سبقوه، ولم يسعوا جاهدين أن يحافظوا عليه، لأنها تركة ثقيلة بمعنى الكلمة لمن يعيها جيداً، فالبناء صعب للغاية والمحافظة عليه أصعب منه، وكلاهما يتطلب هِمّة وعزم حتى تظفر بالإثنين معاً، فلا تستطيع أن تُمسك بواحدة وتُفِّرط بالأخرى.
  ولكن ما أشاهده وأسمعه على الصعيد الشخصي أن العديد من جماعاتٍ وأفراد باتوا يتغنون بالأمجاد دون أن يحاولوا إكمالها، بل ان البعض منهم لا يتحرك من مكانه في أي موضوع فيه منفعة وخير للأخرين، إنما تجده ” مكبر الوساده ” وفجأة يظهر أمام الملأ ليتغنى بالماضي والأمجاد في سبيل تحقيق هدف يصبوا إليه.
  هؤلاء كُثر في مجتمعنا وللأسف .. وهؤلاء لا يعون معنى الأمجاد وطريقها الشاق الذي عَبّده الأولون لهم وجعلوه طريقا ممهدا لهم، ليسيروا فوقه نحو آفاق القمة، إلا أنهم أهملوا ذلك الطريق حتى بات مكسراً وبه حفريات يصعب السير عليه، وهذه حقيقة لا يغفل عنها الا من يتعمد إغفالها.
  فرسالتي لأهل الأمجاد من جماعاتٍ وأفراد، أما أن تُكْمِلوا مسيرة من سبقوكم في سبيل الحفاظ عليه ( وإحياء نارهم ) وتترجموها بالأفعال، وأما أن تكرمون الآخرين بسكوتكم ولا تتكلموا بالماضي حتى لا تزعجوهم بالكلام، لأن الكلام لا يجدي نفعاً في وقتنا الحالي وفي جميع الأوقات .. والله الهادي لسواء السبيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى