المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

بقلم: احمد هاني القحص         

                         الفجور في الخصومة
   لم أكن اعتقد يوما ان الفجور في الخصومة سيتفشى بشكل كبير بين المختلفين في الرأي، من حيث المواقف او القضايا، مما يدل على ان احترام الرأي والرأي الأخر ما هو الا شعار زائف غير مُترجم على أرض الواقع عند العديد.
  فالفجور في الخصومة هي من صفات المنافقين الذي اخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه ” أية المنافق ثلاث ” ، لكن يبدوا ان العديد من بني الاسلام لم يعوا الحديث جيدا، لنرى الفجور بهذا الشكل الطاغي في كل مجلس، حيث ان الهدف يتمثل في كسب مؤيدين يكونون بجانبه في حال وقعت الواقعة.
  والغريب ان الذين يفجرون، لم يتمهلوا قليلا، لكي يتيحون المحال لعقولهم ان تحسب الامور بحسبة جيدة تكون نتيجتها الزائد وليس الناقص، لان العواقب وخيمة في حال كانت النتيجة بالناقص، فقبل تجهيز المدفع وحشوه بالقنبلة التي ستطلق من فوهة الفم المتمثل باللسان، لا بد من اعادة شريط الذكريات والمحطات حتى لا يقع المحظور.
   فالعقل ان حُجِب عن التفكير قامت الجوارح بفعل ما تشاء دون حساب نسبة الربح والخسارة، لان همها القضاء على خصمها في اي وسيلة كانت، وهذا قمة الخطأ، وليست من اخلاقيات الدين الاسلامي، لان الفجور بالخصومة تدل على نفاق صاحبها، وليس بها اي ذرة من الرجولة.
   فبدلا من اتخاذ هذا الطريق المظلم والمؤدي الى المهالك، لابد من سلك طريق أخر يكون مُضاءً ومُعبداً، يؤدي بالنهاية إلى بر الامان والوصول بالسلامة الى الوجهة التي يريدها، فالفجور باب شر يجب اغلاقه اغلاقا مُحكما حتى لا تتسع دائرة الخلاف … والله الهادي لسواء السبيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى