المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

بقلم: عواد مرزوق الزايد            نهضة مجتمع

إن مما لا شك فيه هو أن رائد النهضة وقائدها ومؤسسها في العالمين العربي والإسلامي هو محمد ﷺ ، فقد بعثه الله ﷻ في وقت عصيب كان العرب فيه على رأس هرم التخلف والجهل والرجعية ، فأسس الدعوة الربانية التي جعلت القرآن وصحيح السنة دستورها الذي تهتدي به ، ولم تكـ بعثة النبي ﷺ مقتصرة على جانب الدين فحسب ، وإنما كانت دعوة للدين والدنيا ، فالحضارة التي قامت في بلاد العرب لم تكـ لتقوم لولا الأسس التي أسسها النبي ﷺ واستمرت 1300 سنة كأعظم حضارة في التاريخ البشري ، ثم حصل الإنهيار بعدما ابتعد القرار السياسي عن أسس النهضة التي أسسها النبي ﷺ فرجع العرب كما كانوا قبل مجيئ الإسلام في جانبهم الدنيوي ، فهاهو التخلف والجهل والرجعية ، وهاهم في ذيل قائمة الأمم كما كانوا من قبل ، ولن ترجع حضارة العرب المسلمين إلا إذا رجعوا لتلك الأسس النهضوية التي أسسها المصطفى ﷺ ، ومن المفاهيم الخاطئة اعتقاد البعض أن أسس النهضة مخصصة للمجتمع فقط وهذا غير صحيح ، فمن تأمل سيرة النبي ﷺ يجد أن أسس النهضة تنقسم إلا ثلاثة أقسام :

1- أسس نهضوية للفرد

2- أسس نهضوية للجماعة

3- أسس نهضوية للدولة

تبدأ النهضة الحقيقية من تحقق الأسس النهضوية في الفرد ثم الجماعة ثم الدولة ، وهكذا بدأت دعوة النبي ﷺ ، وعلى هذا نحن مطالبون بإيقاض الأسس النهضوية في الفرد ثم الجماعة ثم الدولة ، لنرجع رجوعاً حقيقياً لأسس النهضة المحمدية ، وعلى سبيل المثال لو حققتُ أسس النهضة على نفسي ابتداءاً فإني خطوت خطوة في الإتجاه الصحيح نحو نهضة الأمة ، ولن أنظر لهذه الخطوة من زاوية أنها نقطة في محيط ، بل سأنظر إليها من زاوية أن المحيط نقص نقطة ، ثم سأدعو غيري لهذه الأس النهضوية وهكذا تتسع الدائرة لتنتقل من الفرد إلى الجماعة ثم من الجماعة إلى الدولة والمجتمع ، فما هي أسس النهضة؟ ، ومن هو الشخص النهضوي ؟ ، ،لنبدأ بالأسس الأول

1- أسس نهضة الفرد

النمط الطبيعي للفرد المسلم هو النجاح ، ولا يمكن لمسلم يفهم إسلامه وعقيدته فهماً صحيحاً أن يرضى بغير النجاح ، والنجاح ليس مصطلح يكتب على الورق أو يردد في الخطابات والمناسبات ، وإنما هو منظومة متكاملة في غالب برنامج عملي يتدرج بالفرد المسلم من أول خطوات النجاح حتى التربع على قمة النجاح ، وهذا ما نعنيه بنهضة الفرد ، ومن خلال ذلك نجد أن رائد النهضة ومؤسسها النبي ﷺ وضع لنا أسس نهضة الفرد وبينها بايناً علمياً في حياته ، وهذه الأسس هي التي فقدتها الأمة فتراجع الفرد ليلحق بركب التخلف والذي تسبب بانهيار حضارة الإسلام ، وإذا تأملنا حياة النبي ﷺ نجد أن نهضة الفرد تدور حول ثلاثة أسس رئيسية :

1- نهضة في الفهم الصحيح للعقيدة.

2- نهضة في تطبيق الأخلاق بكل الامكانات.

3- نهضة في العمل بشكل عام .

ومن المعلوم أن الله أرسل نبيه ﷺ إلى قوم كانوا لا يفهمون العقيدة فهماً صحيحاً ، لذا بدأ رسول الله ﷺ ببيان العقيدة الصحيحة لتكون الدافع لنهضة الفرد أولاً ثم الجماعة ثم المجتمع والدولة ، وتأتي أهمية فهم العقيدة كونها هي التي تصحح المسار نحو تطبيق الأخلاق والعمل بشكل عام ، لذا نجد أن العرب كانوا مشتتين متناحرين فيما بينهم فتحولوا بعد ذلك لأعظم أمة تقود الأمم وتنشر العلم والثقافة ، وإذا تأملنا واقعنا اليوم نجد أن أغلب الأمة تفتقد هذه الثلاثة أسس التي تنهض بالفرد المسلم ، وايضاً نجد أن النبي ﷺ جاء لقوم كانت عندهم بعض الأخلاق فقال ” إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق” وايضاً هناك أحاديث وآيات كثيرة تحث على الأخلاق وأنها جزء لا ينفصل عن حياة المسلم ، وكذلك نلاحظ أن النبي ﷺ نهض بالفرد المسلم في جهة العمل بشقيه الآخروي والدنيوي فنجح أصحابه على كافة المجالات ونتج عن هذه النهضة وجود الحضارة الإسلامية في الشرق والغرب ، وما نهضة أوروبا إلا بسبب الحضارة والعلوم الإسلامية التي رسخها قائد النهضة ﷺ في نفوس المسلمين ، والصناعة والعمل اليدوي والحرفة التي قامت عليها أوروبا إنما هي مبادئ اسلامية أصيلة تخلى عنها المسلمون في يوم من الأيام فأخذها الغرب وطورها واحدث نهضة صناعية ، لذلك نحن بحاجة لإعادة نهضة الفرد من جديد والتمسك بالأسس التي تساهم في نهضة كل فرد مسلم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى