المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

بقلم: عواد مرزوق الزايد

               الدولة الأمريكية في الشام والعراق
   هناك عدة تساؤلات من خلالها نعرف حقيقة داعش ومن يقف خلفها ، وأنا هنا سأحاول الإجابة على هذه التساؤلات من منطلق التحليل للأحداث.
أولاً : لماذا أعلنت داعش الخلافة في أول ظهورها ! بينما تنظيم القاعدة عجز عن إعلانها في كل مراحله حتى مقتل زعيمه أسامة بن لادن؟
والجواب على هذا التساؤل يكمن في معرفة أن العالم بأسره بما فيه أمريكا كانت تعلم يقيناً مدى تعطش وتشوّق الشارع العربي للخلافة الراشدة التي بشر بها النبي ﷺ في آخر الزمان ، ولو قلنا أن أمريكا استغلت هذا التعطش والتشوق الإسلامي لتجنيد الشباب المسلم ضد الإسلام بدل أن يجند ضد المصالح الأمريكة لما أبعدنا عن الحقيقة ، بدليل أن داعش أعلنت الخلافة في وقت مبكر من تأسيسها والقاعدة التي حاربت أمريكا لم تستطع إعلانها في كل مشوارها ، وبدليل ايضاً أن أمريكا حشدت 62 دولة لضرب داعش (كما تزعم) ولم تحقق أي تقدم كما زعم أوباما بينما استطاعت أمريكا بـ 200 الف مقاتل أن تسقط أقوى دولة عربية “العراق” في 22 يوم فقط ! وأن تسقط أفغانستان القاعدة في أيام معدودة ايضاً !.
  ثانياً : لماذا استطاعت داعش أن تستخدم أحدث وسائل تكنولوجيا في الإعلام والسوشل ميديا وألعاب القيمز لتجنيد الشباب بينما لم يكن عند القاعدة التي حاربت أمريكا غير شرائط كاسيت قديمة تسجل في مكان مجهول وتُرسل لقنوات اخبارية لبثها ؟ مع العلم أن تنظيم القاعدة كان يحكم دولة “أفغانستان” وعنده ميزانية ضخمة ايضاً متمثلة بتاجر ملياردير وهو زعيم التنظيم “أسامة بن لادن” .
   وإذا قلنا أن هذه الآلة الإعلامية إنما جاءت من استوديوهات هوليود بكل تفاصيلها التقنية ومعرفتها التفصيلية لما أبعدنا عن الحقيقة مع العلم أن اصدارات داعش باللغة الإنجليزية “الأمريكية” ناهيك عن مجلة خاصة بالتنظيم تُباع في متجر “أمازون” الأمريكي تصدر باللغة الانجليزية “الأمريكية” ، وكذلك نرى أن التنظيم يتمتع بحرية مطلقة في تصوير مشاهده وفق أعلا مستوى من الإخراج والتصوير الذي فاق بكثير جداً إخراج وتصوير أضخم المسلسلات الدرامية العربية ، وايضاً إذا عرفت أن التنظيم استطاع إدخال منتجاته التحريضية ضد “المسلمين” في القيمز “بلاي ستيشن ، اكس بوكس ، نيتدو ، وكذلك متجر أبل ستور الأمريكي والماركت في الاندرويد .
  ثالثاً : لماذا نجد التنظيم يوجه سلاحة للمسلمين وبعيد كل البعد عن المصالح الأمريكية ؟
  لو قلنا على سبيل المثال أن هناك كتيبة مشاة عسكرية أمريكية في العراق تقاتل أعداء المصالح الأمريكية لاستبعدنا أن تقوم هذه الكتيبة بأعمال عسكرية ضد ايران واسرائيل بسبب التحالف الاستراتيجي بين هذه الدول وبين أمريكا وبالتالي ستخدم هذه الكتيبة المصالح الايرانية المتمثلة بتمكين الحكومة العراقية التابعة لإيران من تهجير السنة العراقيين وتمكين القوات الحكومية العراقية التابعة لإيران من السيطرة على المناطق السنية ، وبالتالي ستغض هذه الكتيبة طرفها عن اي مجازر ترتكبها الحكومة العراقية التابعة لإيران ضد سنة العراق ، لو تصورنا هذا ونظرنا إلى ما تقوم به داعش لعرفنا أنها تقوم بنفس الدور الأمريكي فلم يستهدف التنظيم ايران ولا اسرائيل وايضاً هو التنظيم الوحيد الذي أفسد الثورة السورية ومكن الحكومة العراقية وبالتالي خدم هذا التنظيم مرجعيته الأمريكية بكل إخلاص ،
   رابعاً : اذا عرفت أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” أصدرت تعليماتها لجميع دول العالم بحظر كل من ينتمي أو يتعاطف مع تنظيم القاعدة والحجر على أمواله ومنعه من السفر وحبسه في بعض الأحيان وشددت هذه التعليمات على دول الخليج بينما فتحت متاجرها الالكترونية والإعلامية لتنظيم داعش وغضت الطرف عن سفر المتعاطفين معها إلى سوريا تعرف عندها أن أمريكا شكلت تحالف مزعوم لتمهيد الطريق وتذليل العقبات لأأمريكا في الشام والعراق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى