المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

تفسير التاريخ والأحداث

 

هل تخيلنا مرةً داءً يسهل انتشاره ويصعب تفادي العدوى منه مثل السعادة؟ هل نحن مصدر السعادة أم أنها تكمن في ما نحب أو نخاف تحقيقه؟
السعادة حق مشروع لعشاقها، والحياة مواقيتها معدودة فلم لا نملأها بفعل ما نحب وما نجهل أنه بمقدورنا فعله؟ هل نحن نتناسى أن نكون ما نحب ونحبس السعادة في أذهاننا التي تضج بالهموم وقلقنا الدائم من المستقبل؟ أين تلك الإرادة التي عرفنا بها وتجسدت في أرواحنا قبل أجسادنا؟ بل إنها جزء أساسي من تكويننا الذي ورثناه عن أجدادنا. قيل لي مرة «لتكون سعيداً لابد أن تفعل ما تحبه وتخافه».
أسرتني تلك الفكرة. قد نختلف في ما يسعدنا ويخيفنا، فالبعض يسعده الغناء أو الرسم أو مغرم بالكتابة مثلي. وهناك من يجمعون بين المحبة والخوف، فما يخيفهم هو ذاته ما يسعدهم، كتربية الحيوانات المفترسة والغوص في المحيطات مع الحيتان وأسماك القرش.
كل ذلك لا يهم، ما يهم هو نتاج ذلك كله ألا وهو داء السعادة الذي تمكن مني وقضى على أواصر حزني العميق مما خسرته من فرص وأحلام باتت ميتة. فقيامي بفعل ما أحب منحني السلام الداخلي والتجرد من قيود الزمان والمكان. فخلقت لنفسي عالمي الخاص حيث كل ما أتمنى يتحقق، وكل حزن دخل قلبي من انكسارات وفشل تبدد بسبب سعيي وراء السعادة. فسعيك وراءها يجلب الحظ ويجعلك لا تتعلق بشخص أو مكان بل تتعلق بحلمك الذي لم يعد مجرد فكرة جميلة تراود خيالك بل واقعاً ملموسًا ومحسوسًا. وبذلك اخترقَت السعادة حزني إلى أن محته كليا فيَّ. فأقدموا على القيام بفعل ما تحبونه وتخافونه بقلب شغوف.
أتمنى لكم أن تصابوا بذلك الداء كي تتغير مفاهيم الحياة لديكم. كونوا سعداء من أجلكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى