كان يقول: يا أهل البلد بابور بوسطه خديوي اسمه الطائف ميعاد وصوله بكرة من السويس
وصف الباحث والمهتم بتاريخ جدة، خالد صلاح أبو الجدائل النداء بأنه وسيلة إعلامية قديمة لجأ إليها الإنسان في العصور الإسلامية وهي الوسيلة الإعلامية الوحيدة والرئيسة في مدينة جدة قبل ظهور وسائل الاتصال والتواصل المختلفة، وأضاف حتى أن سوق في جدة عُرف بسوق النداء وهو سوق الندى حاليًا ضمن محلة الشام يتفرع من شارع قابل.
وفي التفاصيل، قال “أبو الجدائل” كان الحجاج والمسافرون يجتمعون في تلك المنطقة انتظارًا للنداء عليهم من مسؤولي ميناء جدة استعدادًا للسفر عبر البواخر كل حسب وجهته، كما هو معمول به اليوم في محطات أو صالات السفر البري والبحري والجوي.
ويعرف المنادي بالشخص الذي يمتاز بصوته الجهوري الذي يصل إلى الأسماع بوضوح تام ويتم تعيينه من قِبل الجهات المعنية في الدولة أو من الشركات التجارية كشركات البواخر لأداء مهمة إما إعلام الناس ببعض الأوامر الحكومية أو الأخبار التي تهم القاطنين في مدينة جدة وخصوصًا المسافرين أو التجار وبيّن أن هذه المهنة استمرت حتى أوائل التسعينيات الهجرية تقريبًا.
وأوضح أن شركة “جلاتلي هنكي” البريطانية التي كان لها فرع في مدينة جدة عينت المنادي الشهير في زمانه صديق صادق الحلواني مناديًا لديها يقوم بمهمة الإعلان عن مواعيد وصول البواخر إلى ميناء جدة أو مغادرتها كما تعاقد معه بيت زينل وشركاه وبيت فاضل عرب وشركاه لأداء المهمة نفسها.
طريقة النداء
قال “أبو الجدائل” إن نص النداء كان كالتالي: “يا اخوانا يا أهل البلد بابور بوسطه خديوي اسمه الطائف ميعاد وصوله بكرة من السويس أو بابور رضواني يقوم من ميناء جدة أو بنط جدة يوم الخميس الذي يذهب لبومباي وكراتشي أو سورات فعلى كل من عنده صرة (يعني تحويل نقدي) أو بضاعة مراجعة كوبانية ( تعني شركة) هنكي أو زينل أو عرب.
وكان من أشهر المنادين في جدة بعد صديق حلواني سعيد أبو الجدائل ومحمود بارودي وغيرهم رحمهم الله جميعًا.
وبيّن “أبو الجدائل” أن ميناء جدة كان في شارع الملك عبدالعزيز بحي البلد الآن وهناك كانت ترسو السفن القادمة إلى جدة.
