المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

شعر

جمال التلاقي

مصدر – د. علياء المروعي

إذا الله حباك بجمال الروح والعين والارتقاء فقد التقيت بزاد الهدى، وعالي الشأن في علاه قد هداك. ليس بالضرورة أن تكون عابدا منقطعا بالصوم والصبر والصلاة في صومعة العبادة مرتجيا رضاه؛ بل هي مشاركة الحياة مع من تحب بسعادة وهناء والصبر على حلو الحياة ومرها كلما صعدت بنا الأحوال لتسارع القمم أو هبطت بنا لجرف هار.
أبواب العبادة كثيرة ومتنوعة ولكل منها جمال يناسب روحك لتتلاقى مع الله وتعبده بما يريحك ويسعد روحك ويجبر خاطرك ويجلب لك الخير وجميع الأرزاق الجميلة المساقة لجمال روحك لتتلاقى مع من تحب وتلك أجمل العبادات تعين وتعاون على الخير والبر بطريقتك الخاصة التي وهبك الله هي وترسم الابتسامة على وجوه من يراك كأنك كوكب دري بما حباك الله من جمال.
فلكل شأنه بمنطقه وحياته وقلبه ومسراته وأحزانه ولكن يبقى الخير في أعين الصفاء والنقاء والطيبة من دون سذاجة أو غباء. كن أنت الحلم الذي يسعى لتحقيق ذاته على أرض الواقع لتتلاقى مع أحلام الأنقياء الأتقياء. ففي صفاء السريرة تقى و نقاء القلب تقى و حب الآخرين تقى و المحافظة على الصلوات في وقتها تقى و حب الخير للآخرين تقى و أي تقى يسري بداخلنا هو كله تقى.
لست بصدد فلسفة دينية ولا عرفية ولا مجتمعية أنا هنا لكتابة روح التلاقي نحو تقى تأسر ألباب العقلاء وتنتشي بشغاف القلوب بتناغم يبدأ بحسن نية وينتهي بصفاء سريره فتتلاقى الأرواح على بينة من دون كلفة أو عناء. تتلاقى الأرواح والأبدان وتتصافح الأعين والأيادي البيضاء لتشع نورا يضيء الردهات بحب السعادة بحب من نحب ويحبونا بصدق، وبعمق الاتصال الذي يذيب الجليد من فوق رؤوس الجبال البارزة بأعناقها نحو السماء والمعانقة للسحب البيضاء.
تتلاقى الأذواق والأفكار على منابر من نور تكتسح ظلام الطرقات وتنير الأبصار لترى سبل رشادها بوضوح واتزان. متقبلة كل من تحب كما هم من دون شرار أسود متطاير من نقد لاذع أو عين حاسد أو كيد حاقد أو فلسفة متعجرف متغابي.
هي كينونة وديمومة في أولها رفق وفي أوسطها اعتدال وفي آخرها حبور وسعادة بابتذال من أجمل ما أصبح وكان وسيكون. هي للقلب زاد من الذكر وغذاء من السعادة للروح وانتعاش للجسد لكل ما
في حب التلاقي مع الاهتمام بما يخرج من الشفاه بحب وسعادة لإسعاد الذات ورضاها ومن ثم إسعاد الآخرين بمشاركتهم ما نحب ونكره وما يفرحنا ويحزننا من دون تخوف مما سيظنون عنا أو يفكرون عما قلنا سعادة عظمى، فبإحساننا لهم وإحسانهم لنا حتى في النوايا، فهذا هو الحب الغير متناهي يسعد و يكمل التلاقي على أرض الواقع ويعززه لتدوم المحبة ويدوم الود والوصل.

د.علياء المروعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى