المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

شعر

حبيبتي المنتظرة

مـاضـلَّ مـنْ كـانَ يـهـواهـا ومـا كَــفَـرا
إنـي صـبرتُ لـكيْ أحـظـى بـهـا العُـمُـرا

هِــيَ الشـــبـابُ لِـكـلِّ الـهـائـمـيـنَ بـهـا
فلستُ وحـدي الـذي في حُسنِها انبهرا

فــحُــبُّـهـا غـرســـــةٌ مــولايَ أنـبــتــهـا
بـمُــهـجـتي فـتُـرى هـلْ أقطـفُ الـثَمَـرا؟

أمْ أصـدر الـدهـرُ حُـكـمـاً لا رجـوعَ بــه
بـأنَّـنـي ســـأظـلُّ الــدهــرَ مُــنــتــظِــرا

لـقـد سـئـمــتُ حـيـاةً بـانَ مـسـكـنُـهــا
عـنـهـا فـهـيَّـأتُ نـفسـي أبـتغي السَفَـرا

ويـا لــقِــلَّــةِ زادي الــدَّربَ أســـلُــكُــهُ
ولـســتُ أدري إذا مـا طـالَ أو قَــصُـرا

فـدونـها أنـا أهــوى الـموتَ في شغـفٍ
ولا أهـــابُ إذا لاقــيــتُــهــا الـخَـطَـرا

هـذا هـو اللـيلُ أخفى الأرض يسترها
إلا اشتياقـي فـمـا أخـفـى ومـا سـتـرا

والنـاسُ نـامـوا وعـيني الحبُّ أرهـقـها
جَفَتْ رُقـادي وجفني عـانــقَ السَّــهـرا

وهــلْ تـنـامُ عـيـونٌ وهْـيَ بُـؤبُـؤهـا؟
وكيـفَ يـهـدأُ قـلـبٌ بالـنـوى استعـرا؟

لا راحــةً لــفـــؤادٍ عـــاشــــقٍ أبـــداً
إلا إذا أحـــدٌ مــــعــشــوقَــهُ ذَكـــرا

أُســامِـرُ الـقـمـرَ الـوضَّـاءَ يــسـألــنـي
أهَـلْ هـنـاكَ جـمــيـلٌ نـازعَ الـقَـمـرا؟

فـقـلـتُ بـلْ نـازعَ الـدنـيـا وزيـنـتَـها
أمامَـهـا كـل حُـسـنٍ كـان مُـحـتَـقـرا

فـقـال مُستغرباً لـي : مـنْ تـكـونُ إذنْ
صِـفْـهـا لعلَّـكَ في الأحلامِ أنـتَ تـرى!

فــقـلــتُ لـلـقـمـرِ الـمـغـرورِ يـا قــمــرٌ
أنــصِــتْ إلــيَّ إذا حَـدَّثــتُــكَ الـخَـبـرا

فــهـــا أنــا فـاتــحٌ قــرآنَ واصــفِـــها
فاسمعْ إذا ما أردْتَ الوصفَ مُختَصَرا

عــيـونُـها لـبـنٌ فـي وسْــطِـهِ عَــســلٌ
رمـوشُـهـا شَـجَــرٌ مَـحـصـولُـهُ نَــدُرا

فـإنْ بَــكَـتْ فــمـيـاهٌ غــيـرُ آسِـــنَـةٍ
تسقي الورودَ على الخَـدّيـنِ والزَهَرا

ورِيـقُــها خَــمــرةٌ قــد لــذَّ شــاربُــهُ
مـنْ بَـسـمـةٍ تُظهـرُ الـمرجانَ والدُّرَرا

وشعـرُهـا ناعـمٌ كـالـقـزِّ مُـنـسدِلٌ
وريحُـها طـيّـبٌ كالـمِسكِ مُـنـتشـرا

يسعى بخدمتِـها الوِلدانُ تحسبُـهمْ
إذا نـظـرت إلــيـهـم لــؤلــؤاً نُــثِـرا

والحـورُ ترقصُ في روضاتها طـرباً
جـمــالُ واحـدةٍ مـنـهُــنَّ مـا بُـصِـرا

لــهـا جــمــالٌ إذا الإنـــســانُ أدركَــهُ
لـظـلَّ مُـنـدهِــشـاً فـيـهـا وقـد سُحِـرا

مَنْ طافَ في حُسنها سبحانَ خالقها
كأنـمـا طـاف بــيـتَ الـلـه واعـتـمـرا

فقال ما مَـهـرُها ؟ قُـلْ لـي فـقـلتُ له
صَــدَاقُـها أنْ أُطــيـعَ الـلــهَ مـا أمَــرا

حبـيـبـتي جـنـةُ الفـردوس أسـألُـها
رَبــًّا يقولُ هي المَـثوى لِـمنْ صَـبـرا

مــنْ نـالــهـا فــنـعــيـمٌ خـالــدٌ أبـداً
ومنْ يَبِـعْـها وربِّ العرشِ قد خَسرا

فكـلُّ من عاشَ في الدنيا سيترُكُها
ولَـوْ تَـحَـصَّـنَ حتى يـمنـعَ الضَّـرَرا

ولـو أطـبّـاؤهْ مِـن حَـولِـهِ حَـضَـروا
سِـيَّانِ ذلك عندَ المـوتِ إنْ حَـضَـرا

فالموتُ لا يطرُقُ الأبوابَ إنْ قُفِلَتْ
مسـتأذناً أحداً بـل يـخـرقُ الـحجَرا

وسـوفَ يتركُ مافي الـبيتِ من ذَهَبٍ
لِـمَـنْ ســـواهُ أَأُنـثـى كــانَ أمْ ذَكَـرا

وسـوف يُـربَـطُ بالأكـفـانِ تَـلـبَـسُـهُ
مِنْ بعـدما لبـسَ الأثوابَ وافـتخرا

وســوف يسـكـنُ لـحـداً لا أثـاثَ بـهِ
يـنـامُ فـيـهِ مَـعَ الـديدانِ مُنحـصِـرا

فَحِينَـها كـنـزُهُ والـنفــعُ مِـنْ عَـمـلٍ
إذا الـفسـادُ بـهِ مـا كـان مُنـتـصِـرا

وإنْ صَـلاحٌ بـهِ قـد طـابَ مـسكنُـهُ
بــجــنَّــةٍ وبــهـا مـا كـان مُـفـتـقِـرا

فاعملْ أخي صالحاً فالـموتُ بالغُنا
مَـلاكُـهُ إن أتـى لا يُـمـهـلُ البَـشَـرا.

( د. عـزام صَـفَـر )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى