المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

حظر لخطر الأفكار الضالة

بقلم/ عقيلة الغامدي

لتكون خاطرة اللحظة اعيشها هنا وسألقاها هناك !
‎حظر التجوال يفرض عليك امورا خاصة اعرف مايمكنك القيام به،،،
‎نعم انه الهدوء وهو كلمة جميلة تدل على السكون والاطمئنان، وتحمل في طياتها الصمت وقلة الحركة، وهي مطلب عزيز من مطالب الحياة – خاصة في العصر الحاضر – لدى أناس، وأما غيرهم فلا يحبون إلا الضجيج والإزعاج.

‎إن الجو الهادئ غاية من غايات الروح والعقل، إذ لا يمكنهما الصفاء والإنتاج البديع إلا في ذلك الجو الصامت، الذي يجعل من الروح تحلق في آفاقها الواسعة، وتسبح في عوالمها النورانية في استمرار ومتعة، حتى تعود من ذلك الجو الألِق مكسوة بالضياء الذي يبدو في أعمال الجسد وأقواله، معمورة بالسعادة التي تملأ الضمير راحة وطمأنينة.

‎ولهذا كانت صلاة الليل -خاصة في السحر- أفضل الصلوات النافلة، وأعظمها أثراً على الروح، وألذها وأحسنها؛ لما في تلك اللحظات الداجية من الصفاء والإشراق والسكون الذي يخيم على الحياة، فليس هناك ضجيج أصوات، ولا حركة أعمال، ولا انشغال بال، ولا نداءات تجعل المرء في قلق وانتظار.

‎في وقتنا الراهن بل في كل اوقاتنا نحتاج للهدوء ،
‎هذه خاطرة فارغة من الخواطر ، فكثرة التفكير أرهقتني ، و كثرة الحديث أسكتتني لذلك أردت كتابة شيئا لا يعني شيئا ، لكنه في ذاته يعني كل شئ ، و لنسميها فلسفة عدم وجود أي فلسفة ، فلسفة الهدوء في لحظة تأملي لكي لحظات كورونا .
‎قد تتسائل ماذا اعني ؟
‎بكل بساطة اعني أن تكون طرقات الفكر خالية من ضجيج العربات وزحمة الشوارع ،والمطاعم، والاسواق ،و تلوثها النفسي ، أن يكون هناك حظر تجوال للأفكار في العقل لفترة حفاظاً على أمن مدينة الإنسان من خطر الأفكار الضالة و الإرهاق النفسي .
‎نعم !نعم!!
‎هي نفسها حظر التجول المعلن ليساعدك على عيش اللحظة بأمان .
‎عدم تفكيرك في شئ و شعورك بالهدوء التام يحدث انسياباً للأفكار و بمرونه ، فضلا عن اندماج روحك الهادئة بملكوت الله فيزداد ايمانك و تنضج فراستك . إن عدم فعل شئ إطلاقا يكمن داخله فعل أشياءً معقدة من الصعب فعلها ؛ تحررك من وساوس التفكير و الشك ، التحكم في انفعالات الأعصاب ، التعمق في التفكير ، انتعاش الروح و تجديد الطاقة الإيجابية لاستثمارها في الوصول للأحلام ، الوصول إلى الذات بالتقرب إلي الله . كل هذه الأمور يستحيل الوصول إليها و أنت هائم الفكر مشتت النفس .
‎الهدوء لا يعني أن تجلس مقيداً موضعك ، بل على النقيض فالهدوء هو أن تجلس موضعك و روحك تحلق بعيداً في دروب الحياة لتكتشف حقيقة الأمور و يزول عنها ستار الزيف ، الهدوء أساس الحرية النفسية التي هي منطلق تحقيق الأحلام و من ثم الوصول إلي الذات .
‎قد يكون الوصول للهدوء ليس سهلا كما نعتقد ،
‎🍀فلابد من بعض التضحيات في سبيل هذه الجائزة الكبرى :
‎أولا : يجب أن ترضى بما أنت عليه كل الرضا و تتحلى بالقناعة حتى تصل روحك لأسمى درجات الزهد ، أتذكر قول أبي فراس الحمدانى ( ما كل ما فوق البسيطة كافياً فإذا قنعت فكل شئ كاف )
‎ثانياً : اعتزل ما يؤيذك و على رأسها شهواتك ، لا تكن عبدا للشهوات ، تحكم في ذاتك و سيطر عليها .
‎ثالثاً : حسن النية مع بعض الحذر يقلل من مجهودك الذهني في الشك و القرار .
‎رابعاً و أخيرا : نشر قانون حظر تجوال الأفكار في صميم القلب و الإرادة حتى تعلم كل خلاياك بطور الهدوء و بمعنى آخر ” إقناع الذات ”
‎عن طريق بدء ممارسة فعاليات طور الهدوء كالتقرب إلى الله و الإندماج مع الروح .
‎الهدوء ليس خبثاً و لا كرهاً للآخرين ، إنه محاولة صادقة لفهم كل شئ و رؤية كل شئ على حقيقته .
‎تذكر:
‎الهدوء والوحده كلمات جميلة لدرجة ان حروفها لا تحتوي علي نقاط .
‎تفسرها قرارات الدول بحضر تجولك لتساعدك على عيش الهدوء وعيش فوائدة عش الهدوء وغداً اجمل بكثير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى