الافتراضي

خالد الجبير: 3 خطوات تمنحك المزيد من الحسنات خلال شهر رمضان

وضع جراح القلب والداعية الإسلامي السعودي د.خالد الجبير خارطة طريق روحانية لاستقبال شهر رمضان المبارك، مشددا على ضرورة الالتزام بثلاثة أشياء للفوز بالمزيد من الحسنات خلال الشهر الفضيل وهي الخوف والدعاء وحبس اللسان، موضحا انه قبل قدوم رمضان يجب أن تكون النفس في حالة ترقب وخوف من عدم بلوغ الشهر الكريم من جهة، وعدم القدرة على تنفيذ الوعود التي يقطعها الإنسان على نفسه من صلاة وذكر وتلاوة للقرآن خلال أيامه ولياليه من ناحية أخرى.

وقال الجبير خلال محاضرة ألقاها في جريدة «الأنباء» بعنوان «قلبي.. وأقبل الشهر» بالتعاون مع جمعية المنابر القرآنية، بمناسبة زيارته للكويت، ان النفس والهوى والشيطان عوامل تقف عائقا أمام تحقيق المزيد من العمل الصالح، لافتا إلى أن الخوف يجعل الإنسان أكثر لزوما للدعاء وخشية لله وفعلا للطيبات وتركا للمنكرات، محذرا من تحول الخوف الى حالة سلبية تجعله محبطا ويائسا من رحمة ربه، مؤكدا ان محاسبة النفس التي تؤدي الى الإحباط والتراخي والتكاسل عن العبادات من فعل الشيطان، والمؤمن اذا خاف من الذنوب فهو في حالة تعبد دائم، داعيا الى عدم الانسياق وراء الهوى واتباع وساوس الشيطان والانطلاق في طريق مرضاة الله عز وجل خلال الشهر الفضيل.

وأضاف ان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يدعون الله ستة أشهر قبل رمضان ان يبلغهم الشهر الكريم ويعينهم عليه وستة اخرى بعده أن يتقبله منهم، مشيرا إلى أن الخوف والدعاء يرفعان معنويات العبد المسلم ويبعدان عنه الاحباط، ويكتب له أجر نية الأعمال قبل فعلها، فالانسان اذا هم بحسنة ولم يفعلها كتبت له حسنة واذا فعلها كتبت له عشر حسنات، مؤكدا ان الشيء الثالث الذي يجب ان يستقبل به الانسان شهر رمضان هو «حبس اللسان» وعدم إفساد الأعمال الصالحة بالسب والألفاظ البذيئة، وان الدين الاسلامي «يسر» وحثنا على الدعاء وإمساك اللسان، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم الله «ان الله حيي كريم يستحي اذا رفع العبد يديه ان يردهما صفرا خائبتين»، فالله لا يرد الدعاء، وأيضا قال عبدالله بن مسعود «ليس هناك شيء يستحق الحبس كاللسان».

ولفت الى ان هناك أشياء عملية يستطيع من خلالها المسلم ان يحبس لسانه كالصلاة في جماعة والتزود بالنوافل والتسامح، ولكن أهمها وأكثرها تأثيرا، الوضوء والصلاة ركعتان بعد كل ذنب، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «ما من عبد يذنب ذنبا فيقوم ويتطهر فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين ويستغفر فيهما الا غفر الله له ذنبه»، فهاتان الركعتان تخرجان الانسان من ذنوبه كيوم ولدته امه، وتسمى «ركعتي التوبة»، فهذا العمل البسيط يجعل الإنسان اكثر حرصا على عدم ارتكاب الذنوب والمعاصي، كما انها تؤدب النفس، مشيرا الى اثر الوضوء العظيم على الانسان، حيث قال الحبيب صلى الله عليه وسلم عنه «ايما رجل توضأ فأحسن الوضوء غفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته نافلة».

وذكر الجبير قصة جميلة عن احد المدخنين الذي كان يدخن 120 سيجارة في اليوم وأراد التوبة والإقلاع عن التدخين، فنصحه بالوضوء والصلاة ركعتين بعد كل سيجارة، فاقسم الرجل انه سيصلي ركعتين بعد كل سيجارة يدخنها، وبعد ثلاثة أيام اخبره بأنه يدخن 10 سجائر فقط يوميا، وروى حكاية أخرى لاحد المدمنين الذي تعاطى الهيروين لمدة 29 عاما، فحثه على الوضوء والصلاة بعد كل إبرة يأخذها، فأقلع الرجل عن الإدمان نهائيا، لافتا إلى أن الله توفى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد اكتمال الدين، وان أهم ما في الدين حفظ المسلم من النفس والشيطان، كما يجب على العبد عدم الرضوخ للشيطان المثبط للهمم والمعنويات، فالمسلم اذا فعل معصية أو ذنبا ولم يشعر بعظم ما فعل، فانه يرتكب ذنبا اعظم وهو عدم الإحساس بقبح الفعل، ويقول الله عز وجل في سورة فاطر «أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا».

وأكد أن المسلم يجب ان يكون كيّسا فطنا، يعمل على الإكثار من الحسنات واستغلال ابسط الأعمال في جمعها خلال شهر رمضان، مثل صلاة التراويح والقيام وقرآة القرآن الكريم والإكثار من النوافل والتسبيح، مع عدم الاهمال والتقصير في الاعمال الدنيوية المكلف بها الانسان، وأدائها على أكمل وجه، لافتا الى ان العمل عبادة، ويجب الا يكون أداء العبادات على حساب تعطيل مصالح الناس وخيانة الامانة، فهذا لا أجر فيه، مشيرا إلى ان الدين قد وضع كل شيء في مكانه الصحيح، وحث على اعطاء كل ذي حق حقه، والنفس البشرية تختلف من شخص لآخر، وما يستطيع إنسان فعله لا يقوى عليه آخر، داعيا الى الصبر على الطاعات ومجاهدة النفس للتزود منها، مختتما بحث النساء على الصلاة في بيوتهن لأنها افضل لهن من المساجد، كما ورد ذلك في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى