خطوات أميركية لمواجهة سلوك طهران

تواصلت أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 72، أمس، في نيويورك، وظل موضوع الاتفاق النووي مع إيران هو الطاغي على المناقشات، حيث التقى، ليل أمس الاول، وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، للمرة الأولى، بمشاركة وزراء خارجية الدول الموقعة على الاتفاق (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، وبرئاسة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، التي تترأس لجنة متابعة الاتفاق، في أجواء من التوتر، من دون التمكن من الخروج من الطريق المسدود الذي أفضى إليه تشكيك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الاتفاق.
وبعد اللقاء، أعلن تيلرسون أن ترامب اتخذ قرارا بشأن الانسحاب من الاتفاق، لكنه سيكشفه «في الوقت المناسب»، مؤكداً مجددا موقف الرئيس من ان «الاتفاق لا يعالج سلوك ايران الاستفزازي في الشرق الاوسط، الذي شمل توفير الاسلحة وتدريب القوات في اليمن وسوريا والعراق والقيام بعمليات ضد سفن الولايات المتحدة والتحالف في الخليج». ولفت تيلرسون الى بعض الامور المثيرة للجدل في الاتفاق، من بينها بعض الاحكام التي من شأنها ان تسمح لإيران باستئناف جوانب محدودة من برنامجها النووي بعد فترة من الزمن. وأردف: «في حين ان ايران قد تفي بالتزاماتها تجاه الاتفاق فإنها تنتهك روحه». وذكر أن «الادارة الاميركية تعتزم اتخاذ المزيد من الخطوات لمعالجة سلوك ايران، من دون التخلي عن الامتثال للاتفاق».
وحول ما يجب ان تستخلصه كوريا الشمالية من محاولة الولايات المتحدة إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي مع ايران، قال تيلرسون انه يقوم بحملة «ضغط سلمي» لمحاولة إجبار كوريا الشمالية على التفاوض حول برنامجها النووي.
ملزم قانوناً
من ناحيتها، أشارت موغريني الى أن «الاتفاق يعمل كما يجب رغم وجود بعض الثغرات.. جميع الاطراف ملتزمة الاتفاق». واضافت ان «الاتفاق النووي الايراني ليس اتفاقا ثنائيا او سداسيا او سباعيا بل هو قرار صادر عن مجلس الامن الدولي، ولذلك هو ملزم قانونا». ووصفت موغريني المناقشات التي جرت خلال الاجتماع الوزاري بأنها «صريحة ومفتوحة»، مشيرة إلى ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تعمل تحت اشراف الامم المتحدة وافقت على التزام ايران بالاتفاق ثماني مرات حتى الآن.
وحول ما اذا كانت الولايات المتحدة تنظر في الخروج من الاتفاق، قالت موغريني ان «المجتمع الدولي لا يمكن ان يتحمل تفكيك اتفاق يعمل ويخدم اغراضه»، مضيفة ان هذا الاتفاق «منع برنامجا نوويا وحال دون التدخل العسكري».
لا تفاوض
من جانبه، ذكر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق رغم خطاب ترامب، وأضاف أن أي دولة تنسحب من الاتفاق ستسبب لنفسها العزلة والحرج. وأضاف أن الاتفاق جيد، ولا مجال لإعادة التفاوض على بنوده.
وكان روحاني أكد في خطابه امام الجمعية العامة أن بلاده ملتزمة ما وقعت عليه «لكنها لن تقف مكتوفة الايدي ازاء اي نقض للاتفاق» النووي.
ليس كافياً
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقال إنه لم يفقد الأمل بعد في إقناع الرئيس الأميركي بتغيير رأيه في الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية. لكنه قال: «هل يكفي الاتفاق؟ لا ليس كافيا في ضوء تطور الوضع الإقليمي وتنامي الضغوط التي تمارسها إيران على المنطقة وفي ضوء.. زيادة النشاط الإيراني على المستوى الباليستي منذ الاتفاق». وأضاف ماكرون أنه يريد مناقشة عقوبات محتملة بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية وبدء التفاوض فورا على ما سيحدث عندما يبدأ رفع القيود على الاتفاق في 2025 وإجراء نقاش حول دور إيران في المنطقة. وأكمل: «لنكن صرحاء. التوتر يزداد وانظروا إلى أنشطة حزب الله وضغط إيران على سوريا. نحن بحاجة إلى إطار عمل واضح لنتمكن من طمأنة الدول في المنطقة والولايات المتحدة».
بدوره، قال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إن تخلي الولايات المتحدة عن الاتفاق سيثني قوى أخرى مثل كوريا الشمالية عن المشاركة في مفاوضات دولية لوقف برامجها النووية، وسيكون انتكاسة لكبح الأسلحة النووية. (أ ف ب، رويترز)