المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

رئيس “أرامكو” يتصدّر قائمة أقوى 40 شخصية تنفيذية في مجال الكيميائيات

سبق

تصدّر رئيس “أرامكو” السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين أمين بن حسن الناصر، قائمة أقوى 40 شخصية تنفيذية في مجال الكيميائيات على المستوى العالمي لعام 2019م، وذلك حسب التصنيف الذي أعدته مجلة “آي سي أي إس كيميكال بيزنس” المتخصصة في مجالات الطاقة والبتروكيميائيات، في عددها الصادر يوم الجمعة 20 ديسمبر 2019م.

وجاء اختيار أمين الناصر، في صدارة هذا التصنيف الدولي من واقع تأثيره الإيجابي في أداء الشركة، والذي انعكس على مجمل قطاع الطاقة العالمين، حيث اتخذت الشركة مسارات تقنية متقدمة لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات ما أسهم في تعزيز الانضباط الرأسمالي، وتقليل النفقات التشغيلية.

وتفوق “الناصر” في هذا التصنيف على كثير من الرؤساء والمديرين التنفيذيين لكبرى شركات الطاقة والبتروكيميائيات العالمية، حيث ذكرت المجلة أن رئيس “أرامكو” السعودية يقود برنامج استثمار ضخم في الشرق الأوسط وحول العالم سيؤدي إلى تحوّل كبير في قطاع البتروكيميائيات العالمي ابتداءً من عام 2025م.

وجاء في المرتبة الثانية خلف المهندس أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة “داو” الأمريكية، جيم فيترلينج، وفي المرتبة الثالثة بوب باتيل، الرئيس التنفيذي لشركة “ليوندل باسل” الأمريكية أيضاً، كما جاء نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) يوسف البنيان، في المرتبة الثامنة والعشرين.

الدور والتأثير

وفي سياق تقديمه للتصنيف، أكد جوزيف تشانغ، المحرر في مجلة “آي سي أي إس كيميكال بيزنس”، أن مستوى نشاط مشاريع البتروكيميائيات في أرامكو السعودية لم يسبق له مثيل بالنسبة لأيّ شركة عالمية أخرى. وسيؤدي ذلك إلى إعادة تشكيل المشهد العالمي على مدى أعوام عديدة مقبلة.

وأوضح “تشانغ” أن العام 2019م كان حافلاً بالأحداث، بسبب انكماش التصنيع العالمي، وتعرض أهم مصادر إمدادات الطاقة والكيميائيات للانقطاع، وبسبب التغيرات في السياسات الحكومية، وزيادة الإقبال على إعادة تدوير المواد البلاستيكية، والحرب التجارية الأمريكية الصينية.

وأشار محرر المجلة إلى أن كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات الكيميائيات العالمية يواجهون تحدياً آخر في 2020م، حيث من المتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي العالمي بشكل عام وترتفع فيه المخزونات، وسيتّبع الفائزون التوجهات الرئيسة، وينفذون عدداً من الإستراتيجيات مع التحلّي بالمرونة، والمحافظة على الانضباط الرأسمالي.

التحوّل الكيميائي

وأوضحت المجلة في تقريرها عن تصنيف الرؤساء والمديرين التنفيذيين، أنه مع النمو الكبير الذي تشهده شركات النفط في الشرق الأوسط لتصبح شركات بتروكيميائيات عالمية بقيادة “أرامكو” السعودية، يتصدّر رئيس “أرامكو” السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين الناصر، قائمة أقوى 40 شخصية في مجال الكيميائيات.

ومع إكمال عملاق النفط والبتروكيميائيات السعودي الطرح العام الأولي، تعمل “أرامكو” السعودية الآن على تأسيس مشروعين عملاقين في المملكة العربية السعودية، وهما مشروع تحويل النفط الخام إلى كيميائيات في ينبع لإنتاج 9 ملايين طن سنوياً من البتروكيميائيات وزيوت الأساس بحلول 2025م، ومشروع “أميرال” الذي يتكون من وحدة تكسير بطاقة إنتاجية تبلغ 1.5 مليون طن سنوياً تتكامل مع مصفاة “ساتورب” وهي مشروع مشترك مع شركة الكيميائيات الفرنسية “توتال”، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله في عام 2024م في مدينة الجبيل.

واستشهدت المجلة بما ذكره “الناصر” في نشرة الإصدار الخاصة بالطرح العام الأولي الصادرة في نوفمبر، بقوله: “تتمثّل رؤية أرامكو السعودية في أن تصبح شركة الطاقة والكيميائيات المتكاملة الأبرز في العالم”.

شبكة أعمال دولية

واستعرضت المجلة سلسلة الأعمال الدولية للشركة، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تبدأ في النصف الثاني من 2020م أعمال المصفاة ووحدة التكسير في “بريفكيم”، وهو مشروع “أرامكو” السعودية المشترك مع “بتروناس” الماليزية. وفي الصين، ستبدأ أعمال المصفاة ووحدة التكسير في المشروع المشترك بقيمة 10 مليارات دولار مع نورينكو وبانجين سينشان في لياونينغ في 2024م.

ومن المقرر إنشاء مجمع تكرير وبتروكيميائيات بقيمة 44 مليار دولار في راجاد بالهند بالشراكة مع مجموعة من شركات البترول الهندية وشركة أدنوك، شركة بترول أبو ظبي الوطنية، ومن المتوقع أن تبدأ العمل في العام 2025م.

الاندماج مع “سابك”

وفي مجال الاندماج والاستحواذ، من المتوقع اكتمال استحواذ “أرامكو” السعودية على حصة 70% في شركة “سابك” بقيمة 69 ملياراً في النصف الأول من عام 2020م. مبيّنة أن ذلك سيجلب المزيد من المشاريع البتروكيميائية تحت مظلة أرامكو السعودية.

وتعمل “سابك” حالياً على بناء وحدة تكسير ووحدات معالجة البولي إيثلين والمونو إيثلين جلايكول بطاقة 1.8 مليون طن سنوياً في مشروع مشترك مع شركة إكسون موبيل الأمريكية، في سان باتريشيو في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، ومن المتوقع أن تبدأ العمل في عام 2022م.

وفي الصين، لدى “سابك” مشروع مشترك مع شركة “فوهايشوانج” للبتروكيميائيات يشتمل على مصفاة ووحدة تكسير ووحدة معالجة البروبان في تشانغتشو.

وذكرت المجلة أن مشاريع “أرامكو” السعودية تشهد نمواً بشكلٍ غير مسبوق، مضيفة أنها تهدف إلى استثمار 100 مليار دولار في المواد البتروكيميائية على مدى العشرة أعوام المقبلة. وسيؤدي ذلك إلى إعادة تشكيل المشهد العالمي، خاصة وأن الشركات الغربية أصبحت غير راغبة في تنفيذ مشاريع تكسير جديدة وتركّز على الانضباط الرأسمالي.

وأوضحت أنه تحت قيادة المهندس أمين الناصر، نجحت “أرامكو” السعودية أيضاً في استعادة نشاطها سريعاً عقب هجمات 14 سبتمبر على منشآتها النفطية التي توقف معها نصف إنتاجها من النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي، مما أدّى إلى توجيه ضربة إلى صناعة البتروكيميائيات في أعمال قطاع التكرير والكيميائيات، ولكن أصبحت كل الأعمال قيد التشغيل بالكامل الآن، كما تم اتخاذ خطوات لمنع حدوث هجمات مماثلة.

تحويل النفط الخام إلى كيميائيات

وتناولت المجلة جهود الشركة فيما يتعلق بتطوير تقنيات تحويل النفط الخام إلى كيميائيات، مشيرة إلى أن هذه الجهود يمكن أن تحدث تغيّراً تقنياً غير مسبوق على المستوى العالمي، حيث تعمل “أرامكو” السعودية على مسارات تقنية متعددة لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات ما سيخلق منافسة أكبر للجهود القائمة حالياً في أنشطة الغاز الصخري الأمريكي.

ويمكن أن يتضمن المشروع الضخم للشركة والذي يتم التخطيط له مع شركة “سابك” في ينبع واحداً أو أكثر من هذه المسارات التقنية، أو يمكن ببساطة أن يحدث تكاملاً بين أعمال إعادة التكرير والتكسير لزيادة إنتاج المواد البتروكيميائية.

ومن بين أحد المسارات التقنية في هذا المجال، تقنية تحويل النفط الخام إلى كيميائيات بالتكسير الحراري (TCTC) والتي يمكن أن تعمل على تحويل حوالي 70% من برميل النفط الخام إلى مواد كيميائية مقابل ما بين 8-12% من أعمال التكرير / التكسير، بالإضافة إلى ذلك، ستؤدي العملية إلى تخفيض بنسبة 30% في النفقات الرأسمالية للمشروع.

وتتوقع “أرامكو” السعودية أن تصبح تقنية تحويل النفط الخام إلى كيميائيات بالتكسير الحراري جاهزة تجارياً بحلول عام 2020م، ويمكن استخدام هذه التقنية في بناء وحدة تكسير على مستوى عالمي بسعة إنتاج للإيثيلين تبلغ 1.5 مليون طن سنوياً، إضافة إلى معالجة حوالي 120 ألف برميل يومياً من النفط الخام، وفقاً لاحد خبراء هذه التقنية في “أرامكو” السعودية التقتهم المجلة في مقر الشركة بالظهران.

مزيد من التقنيات

وتشارك “أرامكو” السعودية أيضاً في مسار تقني متميّز من خلال تحويل النفط الخام إلى كيميائيات بالتحفيز الكيميائي (CCTC)، والهدف من هذه العملية هو تحويل ما بين 60-80% من برميل النفط الخام إلى مواد كيميائية، مع تخفيض مماثل في النفقات الرأسمالية بنسبة 30%.

وتتوقع “أرامكو” السعودية أن تصبح هذه التقنية جاهزة تجارياً بعد عام من إتاحة تقنية تحويل النفط الخام إلى كيميائيات بالتكسير الحراري، أي في عام 2021م.

وبحسب المجلة، قال الخبير التقني في الشركة: إن “تقنية تحويل النفط الخام إلى كيميائيات بالتحفيز الكيميائي ستعالج أيضاً حوالي 120 ألف برميل في اليوم من النفط الخام ولكن في سلة من الأوليفينات وليس الإيثيلين فقط”.

وإلى جانب هذه التقنيات، تعمل “أرامكو” السعودية من خلال مركز البحوث والتطوير في الظهران على مسارات تقنية أخرى عالية المخاطر ومرتفعة الحوافز، يمكن أن تغيّر قواعد اللعبة في البتروكيميائيات، أو ما يُسمّى بالجائزة الكبرى في مجال تحويل النفط الخام إلى كيميائيات.

وذكرت المجلة أن “أرامكو” السعودية تعمل بشكلٍ كاملٍ على التقنيات الرائدة في مجال الكيميائيات لتنتقل بشكلٍ صحيحٍ من النفط الخام إلى الكيميائيات، متجاوزة أنشطة المصفاة للحصول على تركيز أكبر على اقتصاديات البتروكيميائيات، ولا شك في أن طموحاتها العالمية واستثماراتها في البتروكيميائيات ستخلق موجات من التطور في قطاع الطاقة على مدى الأعوام المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى