المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

علوم وتكنولوجيا

رئيس هواوي في الشرق الأوسط: “التعاون ودفع عجلة الابتكار التقني ركيزتين أساسيتين لتحقيق التحول الرقمي وضمان تطور الأعمال والمجتمعات بشكل مستدام

د. وسيلة الحلبي

في لقاء مع مجموعة من الصحفيين من مختلف دول المنطقة نظمته هواوي على هامش مشاركتها في معرض جيتكس العالمي وملتقى هواوي للابتكار في العالم العربي، أشار ستيفن يي الذي تم تعيينه مؤخراً رئيساً لهواوي في منطقة الشرق الأوسط بأنه في ظل التركيز المتزايد على تحقيق التحول الرقمي في مختلف القطاعات بدول منطقة الشرق الأوسط، تبرز أهمية التعاون ودفع عجلة الابتكار التقني كركيزتين أساسيتين لتحقيق الأهداف المنشودة من التحول الرقمي وضمان تطور الأعمال والمجتمعات بشكل مستدام، وتعزيز المكاسب التي تم الوصول لها حتى اليوم بفضل الاعتماد المتزايد على إمكانيات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.

وأشار “يي” إلى أن الحكومات والمؤسسات في الشرق الأوسط حققت مكاسب كبيرة بفضل تبني التقنيات الناشئة، سواء من خلال نشر شبكات الجيل الخامس التجارية أو الاعتماد على قدرات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي أو تصميم البنية التحتية للمدن الذكية بالاستفادة من التقنيات المتطورة.
وقال “يي” نؤمن تماماً بقدرات الحوسبة السحابية كأحد أهم عوامل نجاح الأعمال وتطور الخدمات في المنطقة، ونطمح في هواوي لتعزيز قنوات التعاون مع مختلف الجهات العامة والخاصة المعنية بدفع مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية لنشر مزيد من قدرات الحوسبة السحابية التي ستشكل فارقاً كبيراً في مستقبل القطاعات والصناعات الحيوية بدول المنطقة، لا سيما وأن 81% من المؤسسات في العالم تعتمد على تطبيقات الحوسبة السحابية في الوقت الحالي وتتزايد هذه النسبة بشكل كبير نظراً للإمكانيات الكبيرة التي توفرها. على ضوء ذلك، أعلنت هواوي أنها ستستثمر ١٥ مليون دولار في تطوير النظام الإيكولوجي للحوسبة السحابية في المنطقة من خلال برنامج واحة السحابة الالكترونية في منطقة الشرق الأوسط الذي يستهدف دعم 3000 خبير تقني وأكثر من 1500 شريك استشاري وفني وتمكين أكثر من 100 شركة من الشركات الصغيرة والمتوسطة من تعزيز قدراتها في الحوسبة السحابية.
وقال “يي”: “أدى تطور التقنيات الحديثة للمساهمة بشكل فعال في استئناف الأنشطة كالمعتاد خلال فترة تفشي الجائحة على مدار العامين الماضيين ودفع عجلة التحول الرقمي في العالم”. وأكد “يي” على أن التعاون في المجال التقني وتضافر جهود القطاعين العام والخاص يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يتماشى مع الرؤى التنموية الوطنية، إلا أن الأمر يتطلب مزيداً من الجهود للاستفادة من التحول الرقمي بطريقة تحقق قيمة أكبر للجميع.
وقال “يي”: “نمضي قدماً باتجاه الانفتاح والعولمة، حيث وضعت معظم دول العالم استراتيجيات وطنية تعتمد على التقنيات الحديثة مثل الجيل الخامس والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي لبناء الاقتصاد الرقمي وتحقيق الرؤى والأهداف. وتعاونت هواوي مع مختلف المؤسسات الحكومية المعنية بتطبيق الاستراتيجيات والخطط الوطنية الخاصة ببناء الأنظمة الإيكولوجية لتقنية المعلومات والاتصالات. وحققت أعمال الشركة في المنطقة المزيد من النمو بفضل هذا التعاون المنفتح الذي أثمر عن الاستفادة من مزيد من إمكانيات وتطبيقات التقنيات الناشئة وفي مقدمتها الجيل الخامس والسحابة الالكترونية. وأضاف “يي”: “نتوجه بالشكر إلى العملاء والشركاء في الشرق الأوسط على ثقتهم ودعمهم. ونحن ملتزمون بالتركيز على خدمة عملائنا في دول المنطقة بما يتماشى مع متطلباتهم وتحقيق أهداف تطور أعمالهم”.
وأشار “يي” إلى أن بعض الدول ما زالت متأخرة نوعاً ما عن تحقيق مكاسب التحول الرقمي لأنها لم تستكشف الإمكانيات الكبيرة الكامنة في التقنيات الحديثة واغتنام الفرص التي توفرها على الرغم من أننا بدأنا فعلياً خوض غمار العصر الرقمي. ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، ستبلغ نسبة سكان المدن في العالم ٦٨% بحلول عام ٢٠٥٠ وبالتالي يجب تعزيز الإدارة الذكية وتحسين الاتصال في المدن والاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة لتحقيق المكاسب المنشودة للأعمال والمجتمعات البشرية.
وقال “يي”: “المواهب التقنية هي أحد المقومات الأساسية الجوهرية لبناء الاقتصاد الرقمي. وعلى الرغم من أن كل دولة في الشرق الأوسط تعتمد خططاً مختلفة تلائم واقعها، ولكن يجب أن تركز استراتيجيتنا على تضافر جهود القطاعين العام والخاص لإعداد الكوادر الوطنية التقنية وتنمية المواهب على المدى الطويل”. وأشار “يي” إلى أن هواوي وضعت خطة لإعداد وتنمية 100 ألف موهبة من المواهب التقنية وإعداد القادة التقنيين في منطقة الشرق الأوسط على مدار الأعوام الثلاثة القادمة من خلال التعاون مع الجامعات والمنظمات المحلية والمؤسسات الحكومية.
وأكد “يي” على أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب توفير شبكات حديثة ومفتوحة وشفافة وآمنة بالإضافة إلى رعاية المواهب المحلية. وعلى مدار الأعوام الثلاثين الماضية، لم تواجه هواوي أي مشكلة كبيرة في الأمن السيبراني. وقال “يي”: “ندعو جميع الأطراف للتعاون في مجالات الحوكمة والتصميم ووضع المعايير والتحقق ومشاركة الممارسات الناجحة لتعزيز ثقة المجتمع بالقطاع التقني”. وأضاف قائلاً: “الأمن السيبراني هو واحد من أهم التحديات التي تواجه الشركات التقنية في مختلف الدول لأنه يمثل تحدي تقني كبير يحتاج لحلول يمكن التحقق منها بطرق موضوعية”. ويعتبر إطلاق منظمة التعاون الإسلامي لمجموعة عمل أمان الجيل الخامس – فريق الاستجابة لطوارئ الكمبيوتر (OIC-CERT) – في وقت سابق من العام الحالي من الأمثلة المهمة على هذا التعاون. وكانت هواوي في مقدمة موردي الاتصالات الذين تم التحقق من تجهيزات الجيل الخامس لديهم واختبارها واعتمادها من قبل نظام أمان تجهيزات الشبكات للجمعية الدولية للهاتف المحمول (جي اس ام ايه). كما ساهمت الشركة في تطوير مواصفات الأمان لمشروع شراكة الجيل الثالث بالإضافة إلى عضويتها في فريق الاستجابة لطوارئ الكمبيوتر.
وقال “يي” أن عمليات نشر الجيل الخامس حققت “نجاحاً كبيراً” في دول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط عموماً. وقد رسخت العديد من دول الخليج مكانتها الريادية على مستوى العالم في مجال نشر شبكات الجيل الخامس وتطبيقاته، ومن المتوقع أن يصل عدد مشتركي الجيل الخامس في دول مجلس التعاون الخليجي لأكثر من ١٠ ملايين مشترك بحلول نهاية العام الحالي. وقد تم نشر ١٧٦ شبكة من شبكات الجيل الخامس التجارية على المستوى العالمي حتى اليوم. وقال “يي”: “نشهد تزايداً متسارعاً في حركة نقل البيانات في الشرق الأوسط، حيث أدى تفشي الجائحة إلى تزايد الاعتماد على التقنيات الرقمية وتنفيذ الأعمال عبر الانترنت. أما الخطوة المهمة التالية في تطوير الجيل الخامس فهي نشر حلول الجيل الخامس المخصصة للأعمال والشركات، أي اعتماد تقنيات الجيل الخامس لصالح تطوير أعمال وخدمات جميع القطاعات والصناعات. ولا شك بأن الدمج بين التقنيات الحديثة كالجيل الخامس والسحابة الالكترونية والذكاء الاصطناعي سيشكل فارقاً كبيراً على مستوى مستقبل تطور ونمو الأعمال والخدمات في دول المنطقة”.
وأوضح تقرير “العالم الذكي 2030” الذي نشرته هواوي مؤخراً أهمية تنمية المواهب المحلية وتعزيز أنظمة الأمن السيبراني ونشر الاستخدامات العملية للجيل الخامس بشكل تفصيلي. وقدم التقرير لمحة عن مستقبل الرعاية الصحية والغذاء وأماكن السكن والنقل والمدن والمؤسسات والطاقة ومستوى الثقة بالتقنيات الرقمية في العالم في عام ٢٠٣٠.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى