المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

رسائل صامتة لسعد الحريري في ذكرى اغتيال والده

المصدر /البيان

أحيا لبنان، أمس، ذكرى مرور 17 عاماً على اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، والتي أتت هذه السنة مثقلة بأجواء ودلالات ومناخات شديدة الوطأة على جمهور تيّار «المستقبل» خصوصاً واللبنانيّين عموماً.

ذلك أنّ ذكرى مؤسّس الحريريّة السياسيّة حلّت، تحت وطأة القرار الذي كان اتخذه رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري بالانسحاب من ساحة الترشّح للانتخابات وتعليق النشاط السياسي، الأمر الذي أطلق عاصفة تداعيات، لا تزال تتفاعل تصاعدياً وترسم علامات قلق كبيرة وتأثيرات هذا التفاعل على الانتخابات البرلمانية في 15 مايو المقبل وما يليها من تطوّرات.

رمزية ودلالات

ومن بوّابة الذكرى، عاد الحريري إلى بيروت وأحياها، لكنْ بصمت، ربّما لأن ليس لديه ما يقوله في السياسة التي انكفأ عنها نيابياً، ترشيحاً واقتراعاً، وفق بعض التقديرات، لكنّ عودته ليلة مقتل والده كان لها رمزيّتها ودلالاتها، وفق تقديرات أخرى، وخصوصاً في ظلّ «التخبّط» السياسي الذي يعيشه لبنان، وهو تخبّط له تأثيراته وتداعياته، على كلّ المكوّنات اللبنانيّة، وعلى التركيبة اللبنانيّة ككلّ.

علماً أنّ أجندة سعد الحريري، وبعكس ما كان أشيع سابقاً، بدت شبه خالية من المواعيد السياسيّة، ولم تكنْ له كلمة في المناسبة، إذْ اكتفى بزيارة ضريح والده، ثم غادر، على الأرجح، لاستكمال عزلته السياسيّة، من دون أن يطلق أي مواقف جديدة.

وذلك في مشهد رفع منسوب الكلام عن أنّ الحريري اكتفى بالمشهديّة الشعبيّة، في رسالة إلى الداخل والخارج، ومفادها أنّ تيار «المستقبل» هو الأقوى شعبياً، والأقدر على التعبئة والحشد، وأنّه بتعليق مشاركته أو عدمها يبقى الأقوى من دون منازع، وبالتالي أراد سعد الحريري أن يتقصّد عدم الكلام في رسالة صامتة ومعبّرة.

مجمل التداعيات

وهكذا، في يوم ذكرى 14 فبراير 2005، مثلت مجمل تداعيات انسحاب رئيس تيّار «المستقبل» والتيّار من المعترك السياسي، عبر الحضور الصامت المعبّر للحريري عند ضريح والده ورفاقه في ساحة الشهداء في وسط بيروت، فيما لم تخفِ مصادر سياسيّة لـ«البيان» قناعتها بأنّ مصادفة الذكرى مع ارتفاع حمى الاستعدادات الانتخابيّة أبرز الاستحقاق الأشدّ سخونة، بقوّة، مع حضور الحريري في بيروت، وهو استحقاق الساحة السنيّة في التعامل مع الانتخابات.

وذلك، وسط المخاوف من الفراغ التمثيلي الثقيل والحقيقي الذي لم تبرز بعد حياله، على رغم كلّ الادّعاءات المعاكسة، أيّ معالم جديّة لإمكان نشوء أو قيام أو استنباط «إدارة» بديلة فاعلة ومؤهّلة لقيادة معركة التمثيل السنّي.

وتبعاً لذلك، بدا طبيعياً أن تفاقم مناسبة الذكرى الـ17 لاغتيال رفيق الحريري المخاوف على الحريريّة السياسيّة، في السياسة كما في مشروع الدولة، خصوصاً مع كثرة «اللاهثين» إلى الانقضاض على كلّ إرثها في كلّ المواقع. وبالتالي، ارتفاع الخشية من كوْن المعركة السياديّة بين «الحريريّة» و«الممانعة» لا تزال على أشدّها، وقد دفع هذا المحور الرئيس سعد الحريري إلى خارج الجلبة المحليّة، للمرّة الأولى منذ العام 2005، لأسباب شخصيّة وسياسيّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى