المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

ساجد العبدلي: الترجمة رسالة و«بيزنس»

 

استضافت مكتبة صوفيا الكاتب والناشر د. ساجد العبدلي، حيث أجرى نقاشا مع رواد المكتبة أدارته رزان المرشد، وتحدث العبدلي عن تجربته مع تأسيس دار “شفق” للنشر والتوزيع المعنية بنشر الكتب المترجمة إلى العربية وعن إشكاليات الترجمة.

في بداية النقاش سألته المرشد عن سبب تأسيس دار “شفق” وعن مغزى الاسم ولماذا اختار الترجمة بالذات؟ فأجاب العبدلي بأن اسم ” شفق” مرتبط باسم طفلة تحمل لعائلته بعض الخصوصية وأن الاسم لامس قلوبهم فتم اختياره لدار النشر.
وأضاف العبدلي بأنه عاشق ومدمن على القراءة والكتب، وأنه دخل مجال الكتابة الصحافية بالصدفة من خلال مقال نشره في إحدى الصحف الكويتية وتعلم فن كتابة المقال واستمر في الكتابة، وانه كان مشغولاً دائماً بهاجس كيفية إدخال الناس إلى عالم القراءة وبدأ بأندية القراءة وانتهى بعالم النشر، حيث أحب أن يضيف شيئا للقارئ والكتاب.

تحديات الترجمة
وعن اختياره للترجمة، أكد العبدلي أن ثمة معادلة معروفة في نشر الكتب المترجمة تعتمد على ترجمة الكتب التي تحقق ربحا وليس خسارة للناشر، وبالتالي يبتعد الناشرون عن ترجمة كثير من الكتب الجيدة والمفيدة، ويختارون الكتب التي تحقق لهم الهدف التجاري، وأنه قرر دخول عالم الترجمة من أجل تغيير هذه المعادلة.
وعن النقص الذي تعانيه المكتبة العربية في مجال الترجمة، وإن كان يسعى إلى سد هذا النقص من خلال دار “شفق” قال العبدلي إن موضوع الترجمة صعب وبه تحديات كثيرة، وأن لا أحد يستطيع سد هذا النقص ولا تستطيع “شفق” سده، وأشار العبدلي إلى بعض جوانب هذا النقص ومنها كتب القيادة، حيث ضرب مثالا بأحد اشهر كتب القيادة لمؤلف اميركي ويقع في 1800 صفحة، وان ترجمته عملية صعبة ومكلفة للغاية وليس له جمهور كبير ولا يستطيع ناشر عربي ترجمته.

نوافذ علي العالم
وعن اهم الكتب التي أصدرتها “شفق” ولماذا تركز على كتب التنمية البشرية وتطوير الذات؟ قال العبدلي إن فكرة التنمية البشرية أو تطوير الذات شوهت في عالمنا العربي بسبب دورات المدربين غير المتخصصين، وأكد ان الرواية تأتي في المرتبة الأولى في حركة النشر وتأتي بعدها كتب التنمية البشرية، خاصة تلك التي تقدم المعرفة في شكل حكايات وتجارب شخصية، كما اشار إلى أن إصدارات “شفق” ليست فقط في التنمية البشرية وإنما تنشر الكتب المعرفية.
وتحدث العبدلي عن بعض إصدارات “شفق” ومنها كتاب “نوافذ على العالم” من تأليف ماتيو بيريكولي وترجمة سيف سهيل، حيث اشار إلى أن مؤلف الكتاب رسام وتواصل مع 50 كاتبا من أنحاء العالم كل منهم يطل على العالم من نافذته الخاصة ويضع صورة من رسمه مع كل مقال، ويضم الكتاب مقالات لكتاب عرب، كما أشار إلى كتاب آخر أصدرته الدار وهو ” التنمية في الكويت” لطارق الدويسان.

القرصنة علم ينتفع به
وتحدث العبدلي عن حقوق الملكية الفكرية وقرصنة الكتب المترجمة، حيث أشار إلى أن الترجمة في الغرب بيزنس وعملية إنتاج متكاملة، وهناك حقوق وقانون يضمن حق المؤلف والمترجم والناشر، لكنها في عالمنا العربي لا يوجد لها ضوابط، وأن بعض الناشرين يترجمون كتبا من دون الحصول على الحقوق من المؤلف أو الناشر، كما أن البعض يقوم بقرصنة كتابك ويضعه على الإنترنت وعندما تعترض يردون عليك “هذا علم ينتفع به”.
وإن كان يرى أن الترجمة بمنزلة خيانة للنص، قال العبدلي إنه يؤمن بأن كل ترجمة بها نسبة من خيانة النص، حيث هناك نصوص لا تستطيع أن تترجمها بأسلوب المؤلف الأصلي نفسه، ويجب عليك أن تتدخل أحيانا لمعالجة النص لكي يصل للقارئ العربي، وان الجانب الإبداعي يقتضي أحيانا بعض اللمسات من المؤلف، وقد يكون هناك محرر وراء المترجم يعيد كتابة النص، مؤكدا أنالترجمة السيئة يمكن أن تكون قاتلة للنص الجميل، وقال إن المعضلة في النهاية هي: هل الأهم عدم خيانة النص أم تقديم كتاب جيد وجميل ومفيد للقارئ؟

دعم الدولة للترجمة
وتدخل الكاتب محمد السالم حيث اشار إلى بعض الإشكاليات التي تواجه المترجم، حيث فرق بين الترجمة الأكاديمية التي يتقيد فيها المترجم حرفيا بالنصوص الواردة، والترجمات الأدبية التي تمنح المترجم بعض المرونة في وضع مرادفات تناسب النص العربي.
وعن الدعم الحكومي والرسمي للترجمة في الكويت قال العبدلي: هناك محاولات خجولة من الدولة لدعم الترجمة، فمؤسسة الكويت للتقدم العلمي تقوم بالترجمة حاليا، ولكنها شذرات لا تغني عن دعم الدولة للترجمة، وتدخل الكاتب محمد جواد معلقا بأن الشاعرة والروائية والمترجمة العراقية المقيمة في الدانمرك دنى غالي عندما عهد إليها بترجمة كتاب منحت تفرغا ومنزلا لمدة عام دعما من الدولة لكي تنجز الترجمة، ورد العبدلي بأن المعضلة أن هناك بعض الكتب المهمة والمفيدة التي ليس لها جمهور واسع، ولا يستطيع الناشرون ترجمتها بسبب التكلفة العالية مثل كتاب القادة الأميركي الذي أشار إليه سابقا، وهي كتب تتطلب دعما من الجهات الحكومية لنشرها لفائدتها الكبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى