المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةمقالات

#سعد_المعطش أبكى كل من يعرفه برحيله

” بقلم: أحمد هاني القحص ”

لاشك أن حب الآخرين غاية يسعى إليها كل فرد، كما أنها طريق وعر، وغير معبد، وليس مفروشا بالورود، فمن الأفراد من تراه يسعى إليه بكل ما أوتي من قوة، بينما الآخرين تجدهم يحيدون عن ذلك الطريق ولا يبالون إليه إطلاقا، فلا هم لهم سوى أنفسهم وكم جمعوا من رصيد فالبنوك، أما رصيد كسب القلوب فتراه صفرا أو مُلغى.

فالسعيد من كسب حب وقلوب الآخرين، والشقي من كان صفرا على الشمال في هذه الحياة الفانية، فما يبقى هو العلم الغانم فقط لا غير، أما الامور الأخرى فستذهب أدراج الرياح، وكم رأينا وسمعنا عن أفرادٍ كسبوا العلم الغانم، وبات ذكرهم حي بعد وفاتهم.

سُقت تلك المقدمة حتى أتيح لقلمي المجال، كي يرعف وينثر حبره، من اجل الكتابة عن الإعلامي والكاتب سعد المعطش رحمه الله الذي وافاه الأجل المحتوم، فسعد المعطس صاحب إبتسامة في وجوه الجميع لكل من يعرفه وحتى الذي لا يعرفه، لأنه دمث الخلق، وحسن التعامل والحديث، وصاحب ديوان، وكذلك صاحب قلم ساخر يتناول فيه جميع القضايا في خدمة وطنه وابناء وطنه.

سعد المعطش .. بتنسيفة غترته المتميزة التي تدل على بساطته وتواضعة، وتدل أيضا على أنه يبغض التكلف ولا سبيل لها في حياته، كان نموذجا للرجل الوطني المحب لبلاده، والمدافع عن قضاياها ليقينه أن الوطن غالي الثمن، مما حداه بجعل ديوانه ” بالوحدة الوطنية ” التي من شأنها حث المواطن على التمسك بالثوابت الوطنية من خلال إستضافة قامات وشخصيات وطنية أثرت الديوان بندوات تدعوا المواطن بالحفاظ على وطنه.

سعد المعطش من الشخصيات التي تستمع بمشاهداتها في البرامج التلفزيونية سواء كانت إجتماعية أم سياسية، فهو خفيف ظل ويترك أثرا جميلا في كل حوار يشارك فيه، لدرجة أنك تشاهده على أكثر من قناة تلفزيونية مما يؤكد على أنه إعلامي مثقف ويستحق أن يُستضاف في البرامج.

فرحيل سعد المعطش بالإمس كان له أثرا حزينا على كل من يعرفه، لأنه فعلا ” فقيدة ” ويعتبر من أعمدة الإعلام، وله علاقات وطيدة وجيدة مع جميع الإعلاميين على المستوى العربي، في حين أن علاقته على قدرٍ رفيع مع جميع الخلق، لدرجة أن وفاته فتكت القلوب، وعج تويتر بتغريدات الأسى والحزن عليه حتى بات هاشتاغا يحمل إسمه، وأبكى كل من يعرفه .. رحمك الله يا أبا صالح وأسكنة المولى جنة الفردوس بكرمه وفضله وألهم ذويك ومحبيك الصبر والسلوان .. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى