المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

امن ومحاكم

«طريق الموت».. أرواح تُزهق بالجملة

تقع العديد من مشاريع الطرق تحت التنفيذ في الوقت الراهن، ولكن هناك طرق رئيسية تحتاج إلى تطوير ولا تزال على حالها منذ عشرات السنين.
ومن أبرزها طريقا العبدلي والسالمي، فإن الطريقين لا يتوافقان مع معايير الطرق الرئيسية من حيث الحماية ونظام الاستدارة، فهناك حاجة ماسة لتوفير الحماية الجانبية والجسور، لكي لا تدخل السيارات إلى الطريق بشكل عشوائي، فهذا يشكل خطورة على مرتادي الطريق ويتسبب في العديد من الحوادث المأساوية، ولا يزال الامر مستمرا.
ولا شك ان طريق العبدلي طريق حيوي يربط شمال البلاد بمدينة الكويت، لكنه أهمل لعشرات السنين وكثرت الحوادث فيه حتى سمي بـ«طريق الموت» لكثرة الأرواح التي أزهقت على اسفلته، ما زاد الطين بلة أن هذا الطريق ذو تأثير كبير على مدينة المطلاع أضخم المشاريع الإسكانية المتكاملة في تاريخ البلاد.
وشهد طريق العبدلي العديد من الحوادث المرورية المأساوية خلال السنوات الماضية التي راح ضحيتها اشخاص أبرياء.

تباطؤ المسؤولين
من جانبه، اشار مصدر أمني معني بالقضية المرورية، الى ان «مسؤولية اوضاع الطرق تتوزع حاليا على ثلاث جهات هي: هيئة الطرق المسؤولة عن انشاء الطرق وصيانة الطرق السريعة فقط، وقطاع هندسة الصيانة التابع لوزارة الاشغال، المسؤول عن صيانة الطرق الداخلية بالمناطق السكنية، وبلدية الكويت المسؤولة عن عقود النظافة الخاصة بالطرق السكنية»، مشيراً إلى أن الوضع الحالي «مأساوي جدا»، حيث تحصد الأرواح البشرية يوميا بسبب «تباطؤ» المسؤولين في تنفيذ مشاريع الطرق الجديدة للمناطق الجنوبية.
ودعا المصدر إلى «العمل على تطوير الطريق في أسرع وقت ممكن، خصوصا أن هذا الطريق حيوي ومهم جدا ويمر عليه الكثير من الزوار على مدار العام»، مؤكدا أن «هذا الاهمال الجسيم في تطوير وإصلاح الطريق منذ زمن لا يمكن القبول به وعلى المسؤولين ضرورة إيجاد حل فعلي له».
ولفت الى أن الخدمات على طريقي العبدلي والسالمي متواضعة جدا ومتباعدة ومتهالكة وتعطي انطباعا غير إيجابي عن البلاد، فكأن السير في هذه الطرق يعود بنا إلى الوراء عشرات السنين.
واستغرب المصدر من عدم اعطاء هذه الطرق الاهتمام المطلوب على الرغم من أنها حيوية والحركة المرورية عليها لا تقل عن الطرق الأخرى، مثل طريق النويصيب الذي أصبح أفضل حالا وأكثر أمانا، وأصبحت الخدمات متوافرة على جانبيه وليست متباعدة.

حوادث مأساوية
شدد مصدر أمني على ان التأخر في تطوير الطرق الرئيسية لا يعني إلا المزيد من الحوادث والمآسي، خصوصا أنه لا يوجد مبرر إطلاقا لإهمال تطوير الطرق القديمة مع توافر الموارد المالية.
وقال انه لا بد من وضع الآليات المناسبة لتتاح الفرصة للقطاع الخاص لتقديم الخدمات المطلوبة لراحة مستخدمي هذه الطرق، كما هو معمول به في الدول الأخرى، وهذا الجانب تأخرت الكويت كثيرا في إنجازه من دون وجود أسباب أو معوقات لذلك.

تمدد عمراني
قال مصدر أمني إن الطرق، خصوصا الرئيسية، تمثل شريانا مهما يصل بين أطراف البلاد، كما يجب أن تواكب التمدد العمراني وإنشاء المناطق والمدن الجديدة، فضلا عن أنها ضرورية لحركة التجارة والنقل، وتعتبر من أبرز عناصر البنية التحتية التي لا بد أن تتطور وتتكامل لتتوافق مع جوانب التطور الأخرى في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى