على الباغي تدورُ الدوائرُ

على الباغي تدورُ كما قِيلَ الدوائرُ
وإن زينت يوماً يديه المفاخرُ
فلا المظلومُ ينسى مر قهرٍ أصابه
ومن يقهر المظلوم في الكون خاسرُ
وللمرءِ عُمران عمرٌ حياته
وعمرٌ إذا ما ماتَ تبقى المآثرُ
عجبتُ لمن بالشر يحيا حياته
أتنسى بأن الله فوقك قاهرُ
فإن تكنِ الأيامُ أغراكَ حلوها
وغرك أن العيبَ غطّاهُ ساترُ
تذكّر غداً يومَ الحسابِ وهوله
ومن كانَ فينا غيبتهُ المقابرُ
أتنسى بأنَ الظلمَ مرٌ مذاقه
وتنسى الذي آذيته وهو صابرُ
فكل الذي أخفيتَ للناسِ عنوةً
لربك يا باغي جلِيْ وظاهرُ
سيسقيك ربُ الكونِ كأساً سقيتها
لغيرك يا هذا فهل أنت حاضرُ
فإمهالُ ربي ليس عجزاً وإنما
لأخذكَ يوماً دون علمك قادرُ
تنامُ قريرَ العينِ في الليلِ هانئاً
وذاكَ الذي آذيتَ في الليلِ ساهرُ
يُناجي إله الكونِ في هدأة الدجى
فما عادَ سهمُ في الدجى وهو عاثرُ
فإن ضاعَ عدلٌ في ربى الأرضِ يُرتجى
فواللهِ إن اللهَ للحقِ ناصرُ
شعر مكي علي حداد