المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

فيديو وصور.. “تعز” كارثة إنسانية.. 5 ملايين تحت الحصار والأطفال يدفعون الثمن

 

 

هنا “تعز”.. الكارثة الإنسانية الأكبر فى اليمن.. إنها المدينة التى تقبع تحت الحصار الحوثى من ثلاثة جهات، يعيش أهلها الذين يتجاوز عددهم 5 ملايين نسمة أى ربع سكان اليمن، تحت خطر القصف العشوائى ليلا ونهارا، وتكشف الإحصائيات الرسمية عن أن 20 يمنيا بين قتيل وجريح يسقطون ضحايا للقصف الحوثى، بينما يلغ عدد الجرحى 21 ألفا بينهم 3799 طفلا و2022 امرأة، والقتلى تجاوزا الـ5 آلاف منهم 771 طفلا 490 سيدة، طبقا لبيانات محاظة تعز.

ليس هذا فحسب بل إن هناك أكثر من 197 مختطفا و 729 محتجزا بشكل تعسفى، 167 حالة إخفاء قسرى و87 معذبا بالسجون الحوثية و، طبقا لبيانات منظمة “رصد” للحقوق والحريات، أيضا هناك18000 أسرة أجبرت على النزوح من “تعز” منذ بداية الحصار، و135 سيدة حامل أجهضت نتيجة القصف.

الأوضاع “كارثية”

يصف محافظ تعز السابق الدكتور أمين محمود الأوضاع بمحافظة تعز بـ”الكارثية”، فيقول إن المدينة مخنوقة تحت حصار الميليشيا حيث لم يتم فتح سوى منفذ واحد يصل بين تعز وعدن، وهو شديد الوعورة والخطورة، ورغم أن هناك نقاط تفتيش تابعة للحكومة الشرعية وقوات تأمينية عليه، فإنه مازالت هناك بعض العناصر من الميليشيات الحوثية رابضة فوق الجبال الحاضنة للطريق، فتعز تقصف على مدار الساعة، ويسقط قتلى وجرحى يوميًا.

وهناك خلل أمنى كبير، لأن جهاز الشرطة مدمر بالكامل، والحوثيون عندما دخلوا المدينة حرقوا أقسام الشرطة والأرشيف بالكامل، وقتلوا الضباط، الآن بدأنا نعيد بناء جهاز الشرطة والأقسام بدعم من السلطة الشرعية، ولدينا 3000 عنصر يتم تدريبهم.

يضيف أن الطبيعة الجبلية لتعز ووعورة تضاريسها لعبت دورًا فى زيادة المعاناة بها، وتزيد الأمر صعوبة، سواء فى السعى لدحر الميليشيات أو فتح الطرقات، أو حتى وصول الإغاثات، لكن رغم كل هذا هناك نجاحات كبيرة حققها الجيش الوطنى بدعم قوات تحالف دعم الشرعية، كما أن السكان لهم دور محورى فى الحماية وتنظيم الحياة هنا، وتعز الأكثر كثافة سكانية، فيوجد بها 5 ملايين نسمة، وبها أعلى نسبة تعليم وأكبر كادر فى الطب والهندسة، وهم يمثلون 30% من إجمالى طلبة الجامعات فى اليمن، وعلى المستوى الاقتصادى بها نسبة كبيرة من التجار. وأهل تعز مصرون على استكمال حربهم للنهاية، ورفضوا المشروع الحوثى، وخرجت المقاومة منذ اليوم الأول للحرب فى مظاهرات سلمية، وأطلقوا عليهم الرصاص وقتل المئات، ولكن الجيش الوطنى فى تعز تشكّل من المقاومة الشعبية، ثم تشكلت ألوية عسكرية من هؤلاء، والضباط الشرفاء فى الجيش الوطنى.

ويوضح أن ، الحوثيين يحلمون بعودة الخلافة فى مكان يسمى «المملكة المتوكلية اليمنية»، التى كانت على مساحة الشمال فى اليمن، وتعز تشكل موقعًا مهمًا فى هذه الخريطة، كما أنها تتحكم فى 140 كيلومترًا من السواحل المهمة، تشمل باب المندب وميناء المخا، وهو أكبر ميناء على البحر الأحمر، وتحرير تعز يعنى سقوط المشروع الحوثى.

ويضيف أن الحوثى عندما دخل دمّر أحياء بكاملها، وهذا هو الحال فى المناطق الشمالية والشرقية، وأهلها نزحوا بأعداد كبيرة تقدر بالآلاف فى المخيمات، وهناك وضع كارثى بها صحيًا وتعليميًا وفى المياه، وهناك دعم كبير من مركز الملك سلمان لهذه المخيمات إلى جانب دعم دولى، لكن نحتاج دعمًا أكبر.

هنا أيضًا يتعرض الصحفيون للقتل بدم بارد، وأشلاء الضحايا فى كل مكان، وكل يوم يسقط ضحايا، فلا يقل العدد يوميًا عن 20 قتيلًا وجريحًا، وهناك أيضًا أزمة فى وسائل المواصلات، فما يعمل هو 10% فقط من الإجمالى، بسبب شح البنزين، وأزمة فى الغاز الذى يعتبر إنتاجه متوقفًا تمامًا منذ الحرب، لكن الحكومة الشرعية تقوم بجهود كبيرة لدعم البترول قدر المستطاع، وهو ما يجعل الحياة تسير حتى الآن.

وعن أوضاع القطاع الصحى يقول، تعز كان بها عدد كبير من المستشفيات، لكن الجماعة الحوثية دمرت 80% من القطاع الصحى، كما أن الكادر الطبى نزح بسبب الحرب بنسبة 90%، ونعتمد حاليًا على 4 مستشفيات، هى مستشفى الثورة الذى يتعرض للقصف وبداخله جرحى، والطوابق العليا منه مهدمة، والعسكرى والجمهورى ومستشفى قطاع خاص، والإمكانيات ضعيفة بداخلها، فالوضع الصحى متدهور للغاية وكارثى، وكثير من الجرحى يموتون فى الطوارئ لعدم كفاية غرف العمليات، ويموت كثير من المدنيين لعدم وجود آليات لإسعافهم بسرعة، وعدم توفر الأدوية.

الأطفال يدفعون ثمن القصف

الأطفال فى تعز خاصة، واليمن عامة، كان لهم النصيب الأكبر من بطش الحوثى، فللأطفال فى تعز نصيب من قصص البطولة، ويكفى أنهم يعيشون ويلعبون ويسيرون يوميا إلى مدارسهم تحت نيران القصف.. قالت ميادة عود، فى الصف الثالث الإعدادى: «أحيانا يقصفوا المدارس وبنروح المدرسة وإحنا خايفين، الحوثة يرموا القذيفة أى وقت وساعات نسمع صوت القصف نطلع نجرى نستخبى فى أى حتة، إحنا عارفينهم وعارفين إنهم مش بيحبوا العيال الصغيرة ونفسى يمشوا من بلادنا ونعيش فى أمان، وأنا شفت أصحاب ليا يموتوا قدام عينى».

أما ربيعة محجوب، فى الصف الأول الإعدادى، فتقول: «نسمع القصف طول الوقت ونشوف ناس تتقطع قدامنا، ويوم نروح المدرسة ويوم لا، الله يحرقهم حسبى الله ونعم الوكيل»، فيما يحكى صبرى عادل: «يوم الجمعة اللى فاتت كنت ألعب مع ابن عمى وأخويا وضربنا بقذيفة وأخويا مات فى المستشفى، ودلوقت خايف على ابن عمى يموت هو كمان».

وتتحدث صالحة طفى بالصف الرابع الابتدائى: «أنا كنت بلعب مع أصحابى فى حوش المدرسة من قريب والقذيفة موتتهم كلهم، وأنا رحت المستشفى وخفيت وبطلت ألعب فى الحوش.

281376-عمار-يروى-تفاصيل-حادث-قصفه-بصاروخ-الحوثى-أثناء-لعبه-مع-أصدقائه-ليلة-العيد
عمار-يروى-تفاصيل-حادث-قصفه-بصاروخ-الحوثى-أثناء-لعبه-مع-أصدقائه-ليلة-العيد

الطفل عمر عبدالواحد الذى يبلغ من العمر 12 سنة رفع ملابسه ليرينا بطنه التى تحمل آثار شظايا، وصف لنا ما تعرض له من انتهاك قائلا: «أنا واخد شظايا فى بطنى ورُحت المستشفى ودلوقت كويس، وده بقى عادى عندنا وكتير مننا عنده تعويرة فى جسمه».

يستكمل قصته قائلا: «كنت أعمل ساقى قبور وفى يوم كان فيه كتير أهالى جايين للشهداء أول ما وصلوا وهم جالسون سقطت قذيفة ومنهم ناس اتصابوا وأنا كمان اتصبت فى بطنى».

كذلك يقول محمد «10 سنوات»: كنت رايح الدكان أشترى حلاوة، وبعدها سمعت ضرب ولقيت رجلى بتنزل دم وما حسيتش بحاجة بعد كده، ولقيت نفسى فى مستشفى الثورة وأبويا معى وسألته ليه رجلى متعورة فقالى الحوثة عوروك بس هتبقى كويس ما تخافش، جلست كتير أتعالج وبعدها خرجت وأنا عارف إن ممكن الحوثة يعملوا كده تانى.

آلاء.. أصغر ضحايا القصف

وقصة الطفلة آلاء التى أصيبت بطلقات الحوثثين وهى لم تكد تخطو عامها الثانى تقشعر لها الأبدان، فهى ضحية القصف العشوائى والإمكانيات الضعيفة فى المستشفيات التى خربها الحوثيون، وجعلوا منها مبانى خاوية من المعدات الطبية اللازمة لإنقاذ الحياة.. تبدأ القصة التى يرويها لنا وسام عبدالفتاح، والد الطفلة، وهو يعمل بوظيفة بسيطة فى محل إلكترونيات، إنه فى يوم 1 – 11 – 2017 فى تمام الساعة الثانيه ظهرًا، وكانت آلاء تلعب وتزحف فى المنزل كالمعتاد هى وأمها وأخوها، حدث قصف بقذيفة هاون للمنزل المجاور واخترقت الشظايا النوافذ، وأصيبت آلاء بشظايا فى القدمين. وتابع: على الفور أسرعت من عملى وقد أظلمت الدنيا فى عينى وأخذناها إلى مستشفى الثورة حيث قاموا بعمل الإسعافات الأولية لإيقاف النزيف، وبعد ذلك تم تحويلها إلى مستشفى آخر والذى قرر فيه الطبيب إجراء عملية لساقها، وتم إدخالها إلى غرفة العمليات لمدة 6 ساعات،  وقيل لنا إن العملية نجحت، لكن فوجئنا بعدها فى صباح اليوم التالى بالطبيب يبلغنا أن آلاء بحاجة إلى بتر قدمها اليسرى، ووقتها قدمها بدأت تتحول إلى اللون الأسود، رفضنا قرار الطبيب ببتر ساقها وأخرجناها لعرضها على مستشفى آخر، وفحصها الطبيب المختص بالشرايين والأوردة، وقال لنا: «للأسف تأخرتوا، لأن التروية انقطعت عن قدمها، وهذا هو سبب تحول لون ساقها للون الأسود، وتحتاج لإجراء عملية زراعة شريان وتكلفتها مليون ومائتا ألف ريال.

47004-أصغر-ضحايا-القصف
47004-أصغر-ضحايا-القصف

ويواصل الأب: «نحن لا نمتلك أى شىء وحتى المستشفى روحنا لها بمساعدة أصدقاء لى، تركوا أسلحتهم كرها فى المستشفى لإكمال إجراءات العملية، وبالفعل أدخلت الطفلة إلى غرفة العمليات لمدة 4 ساعات، وخرج الطبيب ليفاجئنا بقوله إنه لم يتم إجراء أى عملية للبنت فى السابق، وإنه تم ربط الأوردة دون الرجوع لنا، وحاول الطبيب إنقاذها وقام بعمل أربع عمليات لآلاء، ولكن فى كل مرة يحدث تخثر للدم بطرف ساقها وينتج عنه نزف للعملية، وآخر مرة قرر الطبيب بتر قدمها حفاظًا على بقية ساقها، علمًا بأن ساقها الأخرى فيها أربع شظايا، وتم لها عمل أربع عمليات مفتوحة وخياطتها. الأب انتقل للحديث عن المعاناة تحت وطأة القصف الحوثى، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك ماء ولا كهرباء ولا وسائل العيش، وكانت ولاتزال مدينة تعز تعانى الحصار المطبق، لا تستطيع أن تخرج من البيت بسبب المقذوفات من ميليشيات الحوثى التى لا تفرق بين مقاومة وبين المدنيين أو بين شيخ وصغير، فكل شىء يتحرك فى الشارع هو هدف للقنص من قبل الميليشيات، وحتى المساعدات الإنسانية للمدينة، كانت الميليشيات تمنع دخولها.

وواصل: بعد الحادث بتاع بنتى أغلق كل شىء بوجهى وبنتى الوحيدة بين أيدى ولا أستطيع أعمل لها شىء بسبب الظروف، ولا يوجد معى ما يساعدنى علشان أسافر بها وأعالجها.. أصعب شىء تقف عاجز قدام ضناك.

عمار: الصاروخ قتل أصحابى ليلة العيد

ومن بين هؤلاء الأطفال الضحايا يحكى الطفل عمار جاسم، الذى لم يتم السابع من عمره، أنه ذهب للعب مع أصحابه ليلة عيد الفطر طلب من والده تحضير هدية العيد فأجابه والده «أيوه يا عمار لما ترجع هتلاقيهم»، ويضيف ببراءة: طلعت ألعب جنب البيت وكان معى كتير أصحاب وولاد الجيران منهم أحمد وغسان وحسين ومحمد قال أنا جاى بعد شويه، عملنا بإيدينا دايرة ولفينا لفتين وإحنا باصين فوق للسما وبعدين جه محمد ومعه كورة قال أبوه جابها له عشان العيد وأنا كمان قلتله أنا هديتى هتيجى دلوقت من أبويا هو مواعدنى».

سكت لوقت قصير وكأن براءته تصارع مشاهد الذكريات، وواصل بعدها: بعد شويه جه الصاروخ قتل من أصحابى 8 وقعت علينا حاجة تقيلة وما شفتش حاجة بعدها ولما صحيت كنت فى المستشفى وسألت عن أصحابى وقالولى ماتوا، أنا عارف أن الحوثيين موتوهم.

27528-أحد-ضحايا-حادث-التواهى
27528-أحد-ضحايا-حادث-التواهى

 استكمل والده الحديث قائلا: «فى آخر يوم فى رمضان ليلة عيد الفطر قبل المغرب طلب منى عمار يخرج زى ما هو متعود يجمعوا بعض فى ساحة قريبة يفرحوا بالعيد، كنت مواعده بعدها أجيب له اللبس بتاع العيد، ما درينا إلا الشوارع مقلوبة والناس بتجرى الحق يا حاج ابنك والعيال وقع عليهم صاروخ الحوثة، ما صدقتش جريت للمكان لقيت الأهالى مغطيين جثث 8 من الأطفال وابنى و3 معه جرحى بين الحياة والموت منهم واحد فقد عينه، جريت على المستشفى ودم ابنى سايل، قالولى لازم الساق اليمنى متهشمة ولازم البتر، وأصيب بشظايا فى الساق التانية، كانت المشكلة لما صحى ومش عارفين أنا وأمه نقوله أيه على رجله، سأل فقلتله الحوثة عوروك بس أنا هركبلك واحدة تانية زيها وهتلعب متخافش».

يستكمل الأب روايته الحزينة: «عمار بكى كتير وزعل وبدأنا معه بالعلاج النفسى.. وبعدين ما كانش معنا مبلغ ينفع أشترى له الساق الصناعى لحد ما روحنا مركز الملك سلمان للأطراف الصناعية ووفروا لنا الساق وساعدونى أرجع الحياة لابنى من تانى، لكن نفسيته مدمرة ولحد دلوقت يصحى من النوم يصيح الصاروخ يابابا الصاروخ»، وختم الأب حديثه بجملة “الحوثة منهم لله”.

وعن دور التحالف قال: “قوات التحالف تقدم الدعم الغذائى والطبى ، بلا شك أنها أنقذتنا فمازال الحوثى يقصفنا بالصاويخ حوالى 6 صواريخ تيجى يوم بعد يوم وأكثرها يتم تفتيته بفضل منظومة “باتريوت” الدفاعية الجوية فلولا التحالف لمسحونا مسح”.

سألت عمار عن أمنيته فأجاب بحسم بدا أكبر من عمره: «أنتقم من الحوثة عشان مش هلعب تانى».

«هاون» عيد الأضحى

لم تكن المجازر ضد اليمنيين فى الأعياد تقتصر على عدن فقط، وإنما يؤكد الناشط الحقوقى حمود الديب، رئيس المركز الإنسانى للحقوق والتنمية باليمن، أنه بنفس التكنيك الممنهج وبعد حادث عدن بشهرين ارتكبت جريمة حرب بشعة فى أول أيام عيد الأضحى المبارك 24 سبتمبر 2015م فأسقط الحوثيون صاروخ كاتيوشا على سوق المواشى فى شارع التحرير وسط مدينة تعز بالتزامن مع قصف مدفعى مكثف استهدف عدة أحياء سكنية مجاورة للسوق، مما أسفر عن سقوط «9» قتلى و«35» مصابا جميعهم مدنيون وبينهم «5» أطفال، طبقا لإحصائيات المركز.

شريف عبده..

تطالعنا “تعز” بقصة أخرى مختلف إنه “شريف عبده”  لم يكن محاربا على الجبهة، لكنه كان مواطنا عاديا وقع ضحية لجرائم الحوثى، مثله مثل الآلاف من أبناء اليمن، يقول شريف: «أنا متزوج وعندى 3 عيال بشتغل فى مصنع صغير بمنطقة الصرمين، وخرجت صباحا قاصدا عملى.. فى أحيان كتير ما يكونش فيه مواصلات لأنها شحيحة، عشان البترول أو تكون الطرق مغلقة لاشتباكات مع الحوثيين، وبنضطر أنا وغيرى نمشى ساعات فى الحر لحد ما نوصل الشغل منهكين، لكن الأهم من الحر الخطر، فطول ما احنا ماشيين بنكون معرضين للقنص أو القذائف الهاون وده اللى حصل معايا».

26014-المحمودى-بترت-ساقيه
26014-المحمودى-بترت-ساقيه

يكمل شريف: «وأنا ماشى وجنبى 3 غيرى فجأة سقطت علينا قذائف الهاون، فيه اتنين ماتوا والبعض مصاب، وأنا أصبت فى الساق والقلب والذراع.. إحنا عزل مدنيين لا يرحمهم الحوثى وأحيانا القذيفة تسقط فوق أطفال زى ما حصل من أسبوع، 9 عيال كانوا بيلعبوا فى حوش مدرسة وقعت قذيفة قتلت 6 منهم وأصيب الـ3.. هذا وضعنا فى تعز.. أتمنى العالم يساعدنا نطرد الخوف من بلادنا».

المحمودى: أحلم بالدكتوراه

«لا يمكن أن ينهى البتر حلم إنسان».. بهذه الجملة بادرنا محمد عبدالله المحمودى من أبناء المقاومة فى تعز.. هو لايزال فى مقتبل عمره، وقبل أن يكمل عامه الـ18 فقد ساقيه بفعل قذيفة من قذائف الحوثيين، يروى لنا المحمودى قصته: «نحن أسرة بسيطة كنت أنا وأبى نعمل ضمن العمالة المؤقتة فى أحد المصانع القريبة من المدينة مقابل مبلغ بسيط يكفى بالكاد قوت يومنا، حصلت على دبلوم سكرتارية وكنت أطمح فى استكمال تعليمى بالجامعة والحصول على منحة من الخارج لتحضير الدكتوراه.

وعن إصابته يقول: «أصبت فى جبهة تعبات فى تعز فى ساقى الاثنين فى يناير 2016، ونقلت للمستشفى، وأجريت عدة عمليات جراحية لإنقاذ حياتى، بعدها ظللت بدون علاج لأننا كنا محاصرين ولا نملك حق الحصول على علاج، فحدثت لى غرغرينا قضت على الجزء المتبقى من ساقى». ويواصل: لن تكون الإصابة أو بتر ساقى الاثنتين نهاية أحلامى، بل أنا أسعى وقدمت أوراقى فى أكثر من جهة للحصول على منحة تعليمية، ولن نتنازل عن قضيتنا مهما حصل، سنظل ندافع عن حريتنا ضد بطش الحوثة.. نحن نعيش فى حصار، وكل شبر ملغم.. معرضين للقصف العشوائى على مدار الـ24 ساعة، نظل أياما لا نرى فيها الطرقات، أما النساء فلا يمكنهن الخروج، مؤكدا أن الحوثيين ممولون من إيران، ويسعون لفرض سطوتهم على المحلات والمصانع والبنوك لنهب ثروات الشعب اليمنى وتدمير شبابه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى