المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

في ذكرى الاحتلال.. المسرح غائب

اليوم وبعد مرور 28 عاماً على ذكرى الغزو، هذا الحدث الأكثر ألماً على نفوس الكويتيين في التاريخ، ونحن اليوم نعود إلى هذه الذكرى في يومها ذاته الخميس الاسود، نسترجع معاً كل صور الظلم والاستبداد وغدر الاخ في الدين والهوية، التي ألقت بظلالها على كل مناحي الحياة بعد التحرير، منها ما انعكس على أسلوب الحياة للأسر والأفراد، ومنها ما ألقى بإرهاصاته على الفنون والثقافة، التي تعتبر هي المتلقف الأول والمترجم الأسرع للمشاعر، والمتنفس الحقيقي لما عشناه، سواء كنا في الداخل أو الخارج.
المسرح الكويتي هو الصورة والمرآة الأولى، التي عكست كل ماعاناه الكويتيون والشرفاء ممن عاصروا تلك التجربة المريرة على مدى أشهر سبعة، استشهد فيها من استشهد، وفقد فيها من فقد، واصيب خلالها من اصيب، الا ان هذه الصورة ما كانت الا عبارة عن منفذ لتسريح مشاعر مكبوتة سخرت من المعتدي بشكل كوميدي، منها ما قدم بشكل جيد، ومنها ما كان سطحياً للغاية، ومع ذلك كانت هناك مجموعة من المسرحيات، التي نقف أمامها ونسترجع مشاهدها من دون ملل، وعلى رأسها مسرحية «سيف العرب»، التي قدمها الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، حيث تناولت عدة قصص في عرض واحد، بدءاً من قيادة النظام المحتل، وصولاً الى الاسرة الكويتية والمقاومة، فكانت صورة مصغرة لما حدث، وان كانت هناك بعض الملاحظات، الا انها من افضل ما قدم، تأتي بعدها عدة عروض اخرى مثل «مخروش طاح بكروش، طاح مخروش، عاصفة الصحراءأزمة وتعدي»، وعدد آخر قليل من هذه النوعية من الاعمال.
بعد كل هذه التجارب المسرحية لم نشهد على مدى ما يقارب الـ20 عاماً عملاً مسرحياً جديداً، سواء كان جماهيريا او نوعيا، يحمل في طياته ذكرى هذا الحدث او انعكاساته وتأثيره على المجتمع الكويتي، ولم يكن محور اهتمام الكتاب المسرحيين، حتى من عاصروا تلك الحقبة الزمنية في تاريخ الكويت، الامر الذي يدق ناقوس الخطر في ظل ولادة كتاب شباب مميزين، لكنهم لم يعوا تلك الازمة، ولم يعيشوا ما فيها من احداث، مما يحتم على من هم حضور آنذاك، ولازال الحبر يخط على الورق من اقلامهم، تقديم اعمال في هذا الاطار كي يسيروا على نهجهم، فهذه القضية ليست وقتية، بل هي قضية وطن، لا يجب علينا اغفالها، حتى لو قدم عمل واحد في السنة، سواء كان من خلال اي مهرجان او فعالية برعاية الدولة، او من خلال المسارح الخاصة، وان لم تكن هي المحور الاساسي للعمل، ويمر عليها في جزء بارز يلفت انتباه الجمهور الى هذه القضية.
المسرح عنصر مهم في الفنون والثقافة، خصوصا ان كان يحمل في عروضه مضمونا راقيا وجميلا، يقدم للجمهور المتعة والفائدة معا، بعيدا عن الاسفاف والضحك لأجل الضحك، ويجب ألا نغفل قضايانا لحقيقية مهما طال الزمن، ومهما تغيرت الظروف، فلكل انسان ذكي حيلة يستطيع ان يقول ما يريد قوله من دون ان يؤذي احداً، ويطرح قضيته من دون ان يخل بمفاهيم التعايش والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى