المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

قلق أوروبي إزاء القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا

(كونا) – أعرب الساسة والمحللون ووسائل الإعلام في أوروبا عن دهشتهم وقلقهم إزاء القرار غير المتوقع الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قوات بلاده من سوريا.
ويبدي المعلقون السياسيون الأوروبيون خشيتهم من أن يؤدي سحب الجنود الأمريكيين الذين يبلغ عددهم نحو ألفين ويتمركزون في عدة مواقع داخل سوريا إلى «تعزيز ميزان القوى لصالح روسيا وإيران وتقوية نظام الأسد وإضعاف المعركة ضد الجماعات الإرهابية».
وفي هذا الصدد قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن التكتل المؤلف من 28 عضوا سيواصل العمل مع التحالف الدولي لمكافحة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» «من أجل هزيمة التنظيم بشكل كامل وكذلك لإحلال الاستقرار في شمال سوريا والعراق أيضا».
وأضاف المتحدث «إن قلقنا الفوري في هذه المرحلة هو حيال عدم استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال سوريا من قبل تلك القوات الموجودة في المنطقة».

قرار مدهش
من جهته علق وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على الخطوة الأمريكية بالقول إن «القرار المفاجئ الذي اتخذته الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا يثير الدهشة ليس فقط بالنسبة الينا».
أما وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي فرأت أن «تنظيم الدولة الإسلامية لم يتم محوه من الخريطة وكذلك جذوره وبالتالي يجب هزيمة الجيوب الأخيرة لهذه المنظمة الإرهابية عسكريا».
بدوره حذر زعيم الليبراليين في البرلمان الأوروبي غي فيرهوفشتات من أن الانسحاب الأمريكي هو «انتصار لروسيا وإيران وتركيا والنظام السوري».
وقال فيرهوفشتات وهو رئيس وزراء بلجيكي سابق «من غير المستغرب أن يترك هذا القرار الأوروبيين أكثر عرضة للخطر ويظهر مدى الخطأ في أننا لا نمتلك قوة دفاع قادرة على المساعدة في استقرار المنطقة المجاورة لنا مباشرة«.
كما أشارت مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل إلى أن الولايات المتحدة «لم تضع الأسس السياسية للانسحاب دون حصول صراعات جديدة».
واعتبرت المجموعة ان «شركاء سوريا الذين يقاتلون «داعش» بزعامة المقاتلين الاكراد هم الذين سيكونون عرضة للهجوم من قبل النظام السوري أو تركيا المجاورة.. والصراع الذي قد يعقب ذلك يمكن ان يكون له عواقب انسانية مدمرة ويتيح لتنظيم داعش الفرصة لاعادة تجميع نفسه».

عواقب وخيمة
وفي السياق نفسه حذرت الصحيفة السويدية «داغنس نيهيتر» من أن قرار ترامب سيكون له عواقب وخيمة «حيث أن شعار ترامب للسياسة الخارجية الأكثر أهمية حتى الآن كان أن أوباما فعل كل شيء خاطئ وفي حالة سوريا من المدهش أن تصرفات ترامب تشبه تصرفات سلفه».
من جانبها لفتت «أوبسرفر» وهي بوابة إخبارية تتخذ من بروكسل مقرا لها إلى أن الانسحاب الأمريكي قد «يشجع النظام السوري وحليفيه الرئيسيين إيران وروسيا على مهاجمة آخر معقل للمتمردين في محافظة إدلب السورية ما يدفع إلى نزوح أكبر باتجاه أوروبا».
وأفادت «أوبسرفر» في تقريرها بأنه «حتى لو لم تحدث المجازر المرتقبة فإن هذه الخطوة ستترك روسيا كقوة أجنبية رئيسية في البلاد ما يعني تحقيق هدف بوتين في الحصول على موطئ قدم استراتيجي في منطقة البحر الأبيض المتوسط».
وعلقت صحيفة «لوموند» الفرنسية اليومية بالقول إن «الشعار الأمريكي الأول يفقد معناه عندما يتصرف الرئيس ضد المصالح الأساسية للولايات المتحدة».
وأضافت «لوموند» «من الواضح ان القائد الذي يتولى مسؤولية البلاد غير قادر على فعل أي شيء سوى زيادة المزيد من الفوضى الى الفوضى الحالية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى