المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار المملكة

لأول مرة تعرض صورها.. شاهد رسومًا أثرية عمرها آلاف السنين في قمة شقراء بالريث

كشف عنها “الريثي” والتقط الصور “سرحان” بعد رحلة شاقة استمرت ٣ أيام

كشف فيصل الريثي وإبراهيم سرحان، عن تفاصيل لوحة فنية تُعرض صورها للمرة الأولى عبر “سبق”، بطول ٢٠ مترًا وارتفاع ثلاثة أمتار تقريبًا في أقصى الجزء الشمالي الشرقي من جبل شقراء بمحافظة الريث في منطقة جازان.

وتحوي تلك المنطقة رسومًا كثيرة متداخلة يصعب حصرها، وبألوان متعددة، لحيوانات برية وأنشطة إنسانية من حروب وغزوات وطقوس قديمة، وآلات وأدوات مختلفة، تصوّر حقبة ضاربة في عمق التاريخ، في دلالة على قدم الاستيطان، والأهمية التاريخية والثقافية للمكان.

ويؤكد “الريثي” أن صعوبة الوصول إلى المكان أسهمت -بفضل الله- في الحفاظ على هذا الأثر بشكل جيد، مبينًا أن الوصول إلى الرسوم يتطلب مسيرًا شاقًا لمدة ثلاثة أيام ذهابًا وإيابًا على أقل تقدير، في اختراق للغابات وتسلق للجبال وتجاوز مناطق خطيرة وصعبة وغير مأهولة من الجبل.

وأشار إلى أنه في هذه الرحلة اصطحب معه “إبراهيم سرحان”، وتمكنا -بفضل الله- من الوصول إلى النقش قبل دقائق من غروب الشمس، ليلتقطا بعض الصور التوثيقية، وينجزا مهمتهما التي سعيا من أجلها.

وأضاف الريثي عن انطباعات سكان هذه الجبال من أهالي المنطقة عن هذه الرسومات المتفرقة والمنتشرة بين صدوعها وكهوفها، حيث يقولون بتعبير مجاز ولهجة محلية إذا أرادوا أن يصفوا شيئًا بالقِدم (هذا من عشد النغاش) أي (هذا من عهد النقاش)، إذ لا يعرفون شيئًا أقدم من ذلك، فكلما أتى جيل سمع ممن قبله أنهم أتوا، فوجدوا هذه الرسوم على حالها.

وتعرف أمثال هذه النقوش في أماكن وقارات مختلفة من العالم، والتي ترسم بما يُسمى بالمغر الأحمر، وهو عبارة عن عروق ملونة من صخور الجبل، تُطحن ثم تُخلط بمواد عضوية على اختلاف بين المختصين. ولا يمكن تحديد عمرها على وجه الدقة إلا من خلال دراسة مستفيضة تتناول معطيات وقرائن عدة، لكنها بالتأكيد تعود إلى آلاف السنوات.

ويضيف الريثي: “بدأت أقلب هذه الرسومات لأرى أكثر من قصة مقارنًا بما يرويه الآباء والأجداد”، ويرى في المنطقة حقلاً خصبًا لدراسات إنثروبوليجية وأثرية تكشف المزيد من الأسرار.

و”فيصل الريثي” مهتم بالتسويق السياحي لمحافظة الريث، وإبراز الجوانب الثقافية والجغرافية والتاريخية. ويسعى حاليًا في مشروعه الشخصي لإنشاء نزل بيئي فريد من نوعه بين أشجار البن في مزرعته المسماة (منمنة) في جبل شقراء بحيث يكون مهيئًا لاستقبال السياح من الداخل والخارج، لزيارة مزارع البن، والاطلاع على ما تحتويه المنطقة من مقومات سياحية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى