المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

طب وصحة

ما أهمية الحديد في جسمك؟

 

يستعمل البشر الحديد لتصنيع بروتينات الهيموغلوبين والميوغلوبين التي تساهم في تخزين الأكسجين ونقله إلى مختلف مناطق الجسم. لكن لا بد من تجديد إمدادات الحديد بشكل مستمر عن طريق استهلاك الأغذية.

تتعدد المصادر الجيدة في هذا المجال، منها اللحوم والأسماك وصفار البيض والفاصوليا والمكسرات والخضروات الخضراء الداكنة.
يمكننا أن نزيد استهلاك الحديد أيضاً عبر طبخ الطعام في مقلاة حديدية: قد نستهلك بهذه الطريقة الجزيئات المجهرية الموجودة في المقلاة إلى جانب وجبة الطعام، لكن يمكن أن يستفيد منها الجسم.
على صعيد آخر، يمكن اللجوء إلى مكملات الحديد التي تُضاف إلى أي حمية مُغذّية عند الحاجة شرط ألا تكون بديلة عنها.

ثمة نوعان أساسيان من الحديد الغذائي: الحديد الهيمي (يشتق من اللحوم وحدها) والحديد غير الهيمي (موجود في المصادر الحيوانية والنباتية معاً). يستطيع الجسم أن يمتص الحديد الهيمي جيداً.

في المقابل، يتأثر امتصاص الحديد غير الهيمي كثيراً بالتفاعلات التي تحصل مع عناصر أخرى موجودة في الأغذية.
يمكن أن يتحسن امتصاص هذا الحديد مثلاً بفضل النسيج العضلي الموجود في اللحوم أو الأغذية الغنية بالفيتامين C، مثل البرتقال والطماطم.

يحتفظ الجسم بكمية من الحديد على شكل مخزون احتياطي. لكن قد يؤدي تراجع استهلاكه أو ضعف امتصاصه إلى الإصابة بفقر الدم، ما يعني وجود نقص في خلايا الدم الحمراء الصحية التي تتولى نقل الأكسجين في أنحاء الجسم. في هذه الحالة، تتعدد الأعراض المحتملة، منها الإرهاق وضيق التنفس والشعور بالبرد والصداع وتعكر المزاج والدوار وشحوب البشرة… لذا لا بد من معالجة فقر الدم المرتبط بنقص الحديد (يمكن رصد المشكلة عبر فحوصات الدم) لأن هذا الاضطراب قد يؤدي إلى مشاكل في القلب على المدى الطويل.
على صعيد آخر، قد يكون فقر الدم المشتق من نقص الحديد مؤشراً على اضطراب كامن مثل الداء البطني أو مرض التهاب الأمعاء أو سرطان القولون والمستقيم. وبما أن الحديد يتلاشى مع الدم الذي يخرج من الجسم، تصبح بعض فئات الناس أكثر عرضة للخطر من غيرها، لا سيما النساء خلال الدورة الشهرية والأشخاص الذين يتبرعون بالدم بشكل متكرر.
أخيراً، سيكون استهلاك نسبة فائقة من الحديد، بما يفوق الكمية اليومية الموصى بها من المكملات، وضعاً مستبعداً إلا في حال الإصابة بالاصطباغ الدموي: يصيب هذا الاضطراب الجيني شخصاً واحداً من كل مئتين وينحدر المصابون به بشكل عام من أوروبا الشمالية. يؤدي هذا المرض إلى امتصاص كمية فائقة من الحديد ويُسبب أعراضاً مثل ألم المفاصل ووجع البطن والإرهاق. ما لم يُعالَج الاصطباغ الدموي بالشكل المناسب، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى اضطراب حاد على مستوى القلب أو الكبد. لكن عند التحكم بالمرض عبر تبني حمية تقلّ فيها كمية الحديد أو إزالة فائض الدم بانتظام، لن تتحول الحالة على الأرجح إلى عبء ثقيل في حياة المريض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى