المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

محمد اليوسف .. رجل أقسم على جعل قلبه وعينه وروحه حراساً على أمن الكويت وأمانها

الفريق الشيخ محمد اليوسف الصباح هامة من هامات وزارة الداخلية، أقسم على نفسه منذ أن التحق بالسلك العسكري بأن يجعل قلبه وعينه وروحه دوما حارساً على أمن وأمان الكويت ، يحلق ما بين البحر والبر أكثر من ربع قرن وما زال وفياً لوعده وقسمه العسكري والإنساني الذي أخذه على نفسه بأن تبقى الكويت أرض الأمن الأمان انه صقر من صقور الكويت ، الفريق محمد يوسف السعود الصباح وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون أمن الحدود غداّ تكتمل ال39 عاماً من الجهده والعطاء في هذا الجهاز الأمني العريق.

لقاؤنا اليوم نستهل سطوره وكلماته بكلمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عند تقليد الشيخ محمد اليوسف لرتبة فريق من معالي وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح الصباح فقام وزير الداخلية بذكرها أمام الملأ والإعلام المحلي والخارجي .. وقال: «هذا الرجل من الصبح إلى الليل ببدلته العسكرية يؤدي واجبه الأمني بأكمل وجه»

تلك كانت جملة والدنا صاحب السمو الأمير (حفظه الله)، وهذا هو الفريق محمد اليوسف الذي بالأمس البعيد توج بأعلى الرتب العسكرية التي لم يسع إليها بل هي التي سعت إليه على مابذله من جهد وقدمه من عطاء خلال عمله العسكري على مدار 39 عاماً تنقل من خلالها بين العديد من قطاعات وإدارات وزارة الداخلية ، عاش للكويت وعاشت الكويت في قلبه وروحه وهاهي سطورنا اليوم تبحر بكلماتها في الجانب الوطني والمهني والإنساني الذي لا يعرف عنه إلا القليل من المحيطين بالفريق الشيخ محمد اليوسف.. نبدأ حوارنا من عبق الماضي والذكريات مع الفريق الشيخ محمد اليوسف الصباح وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون أمن الحدود:

معالي الفريق الشيخ محمد اليوسف الصباح ماذا يعني لكم 15/9/1978؟

٭ في هذا اليوم تحققت رغبتي في الدخول للسلك العسكري في وزارة الداخلية.

إذن تلك كانت أمنيتكم؟

٭ نعم، تلك كانت أمنيتي ورغبتي وأسرد لكم قصة لا يعلم تفاصيلها الا القليل، في البدء لابد أن أذكر بأني لا أنسى فضل الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، في تحقيق تلك الرغبة والأمنية على أساس علمي وأكاديمي، فكنت أذهب له، رحمه الله، عندما كان في ذلك الوقت وزيرا للداخلية والدفاع لكي ألتحق بوزارة الداخلية وفق القانون الذي يعطي الحق بأنه بعد الدبلوم يحق للفرد الالتحاق بالسلك العسكري في وزارة الداخلية بعد القيام بدورة عسكرية لمدة عامين، وكنت بالفعل قد أنهيت عامين من الدراسة في الجامعة التي كان من الممكن أن تحتسب لي بأنها دبلوم، ويحق لي الالتحاق بالكلية العسكرية ولكنه كان يماطلني، فيوم يقول لي راجعني بعد اسبوع في وزارة الدفاع ومرة يقول لي، رحمه الله، راجعني بعد اسبوعين، وفي يوم عند لقائي به قال لي: «بعد سنتين عندما تنتهي من دراستك الجامعية، أنا باستطاعتي أن أدخلك الآن ولكن أنا أريد أن تدخل السلك العسكري وأنت جامعي»، وبالفعل كنت قد أنهيت السنة الثالثة من دراستي في الجامعة ولم يبق إلا السنة النهائية على التخرج وبالفعل تخرجت من الجامعة والتحقت بالكلية العسكرية وكانت الدورة الأولى للجامعيين مكونة من 9 طلاب، والحمد لله اجتزتها بتفوق وكنت الأول على الدفعة، وهذا مثبت في الأكاديمية، ومن ثم التحقت بوزارة الداخلية كضابط جامعي وتحققت أمنيتي على أساس جامعي وعسكري، وهذا لن أنساه للشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، الذي كانت رغبته بأن أكون ضابطا حاملا لشهادة جامعية، والحمد الله تحقق حلمه وتحققت رغبتي وأمنيتي.

أول جريمة اختطاف في تاريخ الكويتشهدت الكويت في فبراير 1982 أول عملية اختطاف للأطفال من أجل الابتزاز المادي وكنتم من المشاركين بإنقاذ الطفل.

القصة أخذت القليل من الساعات والكثير من الجهد لإرجاع الطفل في أقل من 24 ساعة، نريد أن نعرف منكم بعض التفاصيل التي لم تذكر إعلاميا في ذلك الوقت، وأقصد مداهمتكم لمكان الحادث لالتقاط الطفل في أحضانكم دون أن تهاب ما ينتظرك من مجهول؟ 

٭ هذه قصة قديمة حدثت وقائعها حينما كان سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، وزيرا للداخلية في ذلك الوقت، والذي لا ننسى له مواكبته للأحداث أولا بأول مع القيادات الأخرى في الداخلية وحضوره للتحقيقات مع المجرمين بعد انقاذ الطفل وعودته لأسرته، ولا أنسب عملية إنقاذ الطفل لي لأنني كنت مشاركا مع فريق متكامل لإنقاذ الطفل من أيادي المجرمين تحت قيادة الفريق عبدالله الفارس الذي كان في ذلك الوقت مديرا للمباحث الجنائية، ولابد أن أذكر نقطة مهمة كان لها دور أساسي للكشف عن مكان الطفل، وهي قرار الشيخ سالم صباح الناصر الذي كان في ذلك الوقت محافظا للعاصمة عند إعطاء أوامره لوزارة المواصلات بقطع الخطوط الهاتفية للهواتف العامة، فقال: «اقطعوا خطوطها لعدم تمكين الخاطفين من استخدامها، فقطع الاتصال يجعل الخاطفين يقومون باستخدام الهاتف الأرضي من المكان المتواجدين به فيسهل لنا تحديد مكانهم»، وبالفعل قطعت الخطوط وقام الخاطفون بالاتصال بأهل الطفل لطلب الفدية ومن ثم تمكنا من تحديد مكانهم وتم إنقاذ الطفل وإعادته لأسرته بعد اقتحام الشاليه.

وكما ذكرتي لم أشعر في تلك اللحظة إلا أنني رجل عسكري وأب، فهذا ما منحني القوة بأن أدخل دون خوف مما ينتظرني من مجهول، فقد كان هدفي إنقاذ الطفل، والحمد الله أنقذ ورجع لأسرته ولم يتعد الوقت إلا عشرين ساعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى