المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

ملفات على طاولة مباحثات الأمير ـــ ترامب

تشكّل الزيارة الرسمية الحالية لسمو أمير البلاد إلى الولايات المتحدة الأميركية حدثا مفصليا في ضوء العلاقات المتميزة والشراكة القوية والوثيقة التي تربط البلدين في شتى المجالات، ووسط آخر التطورات في المنطقة والعالم.
ومن المقرر أن يجري سمو الأمير مباحثات رسمية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن الخميس المقبل، تتناول تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكان الرئيس ترامب وجّه الدعوة إلى سمو الأمير لزيارة واشنطن خلال اتصال هاتفي في فبراير الماضي، عقب فوزه بالانتخابات الأميركية، أكد خلاله عمق العلاقات ومتانتها، متطلعا إلى تعزيز أطر التعاون المشترك في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والأمنية والعسكرية، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب؛ خدمة لمصلحة البلدين الصديقين في ظل الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما.
وسيبحث سمو الأمير مع الرئيس ترامب الجهود المبذولة لحل الأزمة الخليجية والتعاون الوثيق في ما يتعلق بالحرب على الإرهاب والأمن الإقليمي وعملية السلام في الشرق الأوسط، علاوة على ملفات ثنائية أخرى.
وتعد هذه الزيارة الرسمية الرابعة لسمو الأمير إلى الولايات المتحدة منذ توليه مقاليد الحكم، حيث كانت الزيارة الثالثة في مايو 2015 خلال القمة التي ضمت قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

الحوار الإستراتيجي
ويشكّل الحوار الإستراتيجي بين البلدين أرضية صلبة لتطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية، ويدفع الدور الإقليمي البارز للكويت وطرحها الدائم للمبادرات والحلول على شتى المستويات إلى فتح آفاق جديدة لهذه العلاقات وبلوغها مستويات غير مسبوقة.
ورسم الحوار الاستراتيجي بين الكويت والولايات المتحدة الذي عقد دورته الأولى في واشنطن أكتوبر الماضي خريطة لعمل البلدين على مدى الأعوام الـــ 25 المقبلة، لتنفيذ الرؤية المشتركة للتعاون الثنائي في مختلف مجالات الشراكة المفيدة لهما؛ إذ شهدت الفترة الماضية مستجدات جديدة على كل الصعد، إضافة إلى تحقيق إنجازات غير مسبوقة.
وبناء على ذلك تأتي الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين الجانبين المقررة في واشنطن الجمعة المقبل بالتزامن مع زيارة سمو أمير البلاد إلى الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يترأس الجانب الكويتي في الحوار النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، في حين سيرأسه من الجانب الأميركي وزير الخارجية ريكس تيلرسون.

جدول الأعمال
وسيتناول البحث خلال الحوار الاستراتيجي الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال واستعراض الاستعدادات التي تقوم بها الجهات الحكومية وتنسيقها.
ويعد المجال الاقتصادي من أهم المجالات التي يعوّل عليها لتطوير العلاقات الثنائية؛ إذ تعامل ثلاث شركات أميركية معاملة نظيراتها الكويتية، بعد أن استفادت من قانون الاستثمار المباشر في وقت تشيّد الكويت مصنعاً للبتروكيماويات في هيوستن، فضلا عن استثمارها في مشروع تطوير عقاري ممول من القطاع الخاص، هو الأكبر على مستوى أميركا الشمالية.
وعن جهود البلدين المشتركة لتطوير العلاقات الثنائية خلال الفترة الماضية أفادت السفارة الأميركية في البلاد بأن حجم التبادل التجاري للسلع بين البلدين، بلغ ستة مليارات دولار بنحو 3 مليارات تقريبا بكل اتجاه خلال العام الماضي.
وأضافت السفارة ان %95 من صادرات الكويت إلى الولايات المتحدة عبارة عن منتجات قائمة على البترول وأكثر من %40 من الصادرات الأميركية كانت في قطاع النقل.
وبيّنت أن الكويت أنفقت نحو ملياري دولار على السياحة والتعليم والرعاية الطبية في الولايات المتحدة العام الماضي، بما يعرف بصادرات الخدمات، في حين تشكل المنتجات النفطية أبرز الصادرات الكويتية إلى الولايات المتحدة.

النافذة الواحدة
وعن أبرز القطاعات الاقتصادية التي تشهد تعاونا وثيقا بين البلدين، ذكرت السفارة أن الشركات الأميركية العاملة في الكويت تتمتع بتمثيل جيد في عدة قطاعات، بما في ذلك الغاز والنفط وقطاعا الدفاع والسيارات فضلا عن قيامها بدعم محطات توليد الكهرباء الكويتية ومصافي النفط، موضحة أن هذه الشركات تعمل مع الجانب الكويتي لتلبية احتياجات البنية التحتية، وغيرها من جوانب التعاون الأخرى.
وأشادت بافتتاح وزارة التجارة والصناعة أخيرا مركز (النافذة الواحدة) لتبسيط إجراءات تسجيل الأعمال لديها، وتمثل تماما نوع الخدمة الذي تحتاجه الشركات الأميركية لمساعدتها في بدء عملها في الكويت.
وفي ما يخص حجم الاستثمارات الكويتية في الولايات المتحدة قالت إن حجم استثمارات الصندوق السيادي الكويتي هناك يقارب 300 مليار دولار متنوعة ما بين الأسهم والسندات، وخصوصا سندات الخزانة الأميركية، إضافة إلى العقارات والقطاع التكنولوجي.

امتيازات أميركية
وأضافت ان شركة ميغلوبال، وهي شركة تابعة مملوكة كاملة لشركة إيكويت للبتروكيماويات تتولى بناء منشأة تصنيع جديدة من طراز مونو إيثيلين غلايكول في منطقة هيوستن بولاية تكساس، فضلا عن امتلاك الكويت استثمارات في مشروع «هدسون ياردز»، الذي يعد أكبر مشروع تطوير عقاري ممول من القطاع الخاص في أميركا الشمالية، في حين توجد عشرات الامتيازات الأميركية في الكويت والعديد من الشركات الأميركية العاملة في مختلف القطاعات.
وعن تشجيع الولايات المتحدة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، قالت السفارة «نقوم بتعزيز التجارة والاستثمار، من خلال العمل مع الشركات الأميركية لإسداء المشورة لهم بشأن الفرص المتاحة في السوق وتقديمها أيضا إلى الشركاء المحتملين في الكويت». (كونا)

زيارات متبادلة تعكس متانة العلاقات
تزخر العلاقات الكويتية ـ الأميركية بتاريخ حافل وسنوات طويلة من الصداقة الوثيقة التي نشأت بين البلدين عندما بدأ الاهتمام الأميركي بمنطقة الخليج العربي واعتبارها منطقة ذات أهمية كبيرة.
وازدادت تلك العلاقات رسوخا باعتراف الولايات المتحدة بدولة الكويت بعد ثلاثة أشهر من استقلالها وتحديدا في 22 سبتمبر عام 1961، ومنذئذ تعددت زيارات المسؤولين بين البلدين لاسيما على مستوى القادة.
ومع زيارة سمو أمير البلاد إلى الولايات المتحدة ولقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن الخميس المقبل يمكن القول إنه خلال الـ56 عاما الماضية ترسخت أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما يعكس عمق وقوة شراكتهما الاستراتيجية. (كونا)

تقدّم كويتي في مكافحة غسل الأموال
في ما يخص جهود الكويت في مجال عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب قالت السفارة إنها أحرزت تقدما ملحوظا في الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة تلك العمليات منذ أن أقر مجلس الأمة قانون مكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب رقم 106 في عام 2013. وأوضحت أن هذه الجهود لاقت اعترافا دوليا، من خلال انضمام الكويت لمجموعة إيجمونت لوحدات التحريات المالية في يوليو الماضي «ويوجد المزيد مما يمكن عمله في هذا المجال، وهو ما عبّرت الحكومة الكويتية عن رغبتها في عمله»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل التعاون الوثيق مع حلفائها الكويتيين لمنع تدفق التمويل إلى الجماعات الإرهابية.

مذكرة تفاهم لترويج الاستثمار
اعتبرت السفارة الأميركية ان زيارة سمو أمير البلاد إلى واشنطن فرصة لإبراز العلاقات الاقتصادية المتينة بين البلدين؛ إذ إن غرفة التجارة الأميركية ستستضيف منتدى تجاريا، يحضره مستثمرون كويتيون وممثلون عن شركات أميركية، ومسؤولون حكوميون كويتيون، وأميركيون.
وأضافت ان هذا المنتدى المزمعة إقامته غداً (الأربعاء) سيوفر المزيد من الفرص في مجال تعزيز العلاقات القائمة في مجالي التجارة والاستثمار المتبادلين، ومن المفترض توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة تشجيع الاستثمار المباشر وبرنامج «اختر أميركا» التابع لوزارة التجارة الأميركية لترويج الاستثمار المباشر بين البلدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى