صدح صوت المؤذن للجمعة، فابتلت لحية «أبو نايف» البيضاء بالدموع، فهو لم يصل الجمعة منذ 4 أشهر وغاب قسريا عن مسجده بسبب الاحتياطات الوقائية والاحترازات الصحية لمواجهة كوفيد 19.
أبو نايف أو «حمامة المسجد» كما يطلق عليه المصلون لالتصاقه بالمسجد، لم يفارق المسجد الشعبي بالجهراء منذ 30 عاما، وكانت صلاة الجمعة شغله الشاغل وذاكرته التي تعج بالإيمان، وسلواه التي ترج بالتقوى.
وعاش «أبو نايف» الستيني اليوم فرحة من فرط بهجتها، غالبته دموعها، وكان أول الواصلين إلى مسجده فرحا وألح على فريق جمعية الهلال الأحمر وفريق الدفاع المدني بفتح المسجد لأن صلاة الجمعة بالنسبة إليه ذات معنى آخر، ولها ذكريات تعود به إلى أحبة فارقهم كانوا دوما معه في الصف الأول.
«أبو نايف» لم يعد مهتما بغير صلاته، فقد ألقى خلف ظهره الدنيا بما حملت من هموم وشجون، وسيصبح همه كما كان دوما ضبط ساعته على مواعيد الصلاة والحضور باكرا يوم الجمعة.
