المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

نجاح التعليم في ضوء جائحة كورونا

 

قيل قديما “من فتح مدرسة أقفل سجناً ” العلم إرث الأنبياء وهو النور الذي ينير درب صاحبة، وهو باق ولا يفنى ولا يؤثر على الفرد فقط بل على مجتمع بأكمله فهو من أهم أعمدة البناء في الأمم وتقدمها، وبالعلم تُبنى الأمم وتتقدم، فيقضي على التخلف والرجعية والفقر والجهل، وغيرها الكثير والكثير من الأمور، التي من الممكن أن تؤخر تطور ونجاح الأمة.

تُولي المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة لتطوير وتعزيز التعليم؛ من أجل بناء جيل واعد يمتلك ثقافات متنوعة ومرتكزة على تعليم راسخ. وقد رسمت المملكة من خلال رؤية (٢٠٣٠) انطلاقة جديدة إلى التميز والرقي في تطوير التعليم عبر شتى مراحله ومختلف مناهجه وطرقه.

وبالرغم من التحديات النفسية والاجتماعية والتقنية لتأثير جائحة كورونا على التعليم في المملكة وبلاد العالم اجمع، سارعت حكومة المملكة ممثلة بوزارة التعليم إلى الاستعداد وبذل كافة الجهود لضمان استمرار العملية التعليمية، ومن أبرز حلول التعلم التي تم تفعيلها عن بُعد عبر الإنترنت.

منذ بداية جائحة كورونا والمملكة تحقق نجاحات نوعية في التعامل مع أزمة كورونا، فأصبح النموذج السعودي مثالاً يُشاد به في التصدي لجائحة «كوفيد- ١٩» في قطاعات الدولة كافة وعلى الأصعدة كافة.

وظهر ذلك جليا خلال نجاح العملية التعليمية وبجدارة في العام الماضي مع بداية ازمة كرونا، وهذا العام ١٤٤٢ه الذي مضى نصفه وهانحن قد دخلنا في الفصل الدراسي الثاني وعشنا جميعًا قصة نجاح وطن أثناء تصدي المملكة لجائحة كرونا لضمان استمراية العملية التعليم والمحافظة على سلامة الطلاب والطالبات، وذلك عن طريق ” التعلم عن بعد .

عاد ستة ملايين طالب وطالبة في التعليم العام الأحد الماضي بعد اجازة نصف العام الدراسي التي جددوا فيها نشاطهم وحيويتهم ومنحتهم طاقة إضافية لمواصلة مشواره التعليمي للفصل الدراسي الثاني واستكمال رحلتهم التعليمية عن بُعد، حيث أنهت وزارة التعليم كافة استعداداتها لاستقبال الفصل الدراسي الثاني لعام ١٤٤٢هـ، من خلال منصة مدرستي، وقنوات عين (٢٣ قناة فضائية)، وقنوات دروس في اليوتيوب، وبوابة التعليم الوطنية عين، وتطبيق الروضة الافتراضية.

وبدأت جميع المدارس في إدارات التعليم في المناطق والمحافظات من صباح يوم الأحد الماضي توزيع (٦٢) مليون كتاب مدرسي على الطلاب والطالبات في جميع مراحل التعليم العام، من خلال التنسيق بين المدرسة والطلبة وأولياء أمورهم لاستلام الكتب الدراسية، وتطبيق كافة الإجراءات الصحية الاحترازية أثناء عمليات التسليم، إلى جانب توفير الأدلة الاسترشادية التي تساعد الطلاب وأولياء أمورهم على الاستفادة من الخدمات المقدمة في التعليم عن بُعد، وتوزيعها مع الكتب المدرسية، وتوفير نسخة إلكترونية على موقع الوزارة ومنصاتها الإلكترونية.
كما أكدت الوزارة على دور المشرفين التربويين في المتابعة والتقييم، وقادة المدارس في تنظيم الجداول الدراسية والتواصل مع الطلبة وأولياء أمورهم لتقديم الدعم والمساندة.

وحث الوزير آل الشيخ مديري التعليم على استكمال جهودهم لضمان سير الدراسة موجهاً معاليه رسالة لمديري التعليم من أن الجميع في خدمة الطالب والطالبة، ونحن مستأمنون من ولي الأمر -حفظه الله- لتحقيق ذلك.

بقلم / سارة مشبب آل سالم
استاذة لغة عربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى